إن صمت الرجل هو طبيعة فطرية بالدرجة الأولى وتأتي ثقافته فتزيد من صمته نتيجة ازدياد الوعي والتفكير لديه فيحجم عن كثرة الكلام واللغو الذي لا فائدة منه كما أنه كلما ازداد إيمانه قل كلامه لأنه يدرك أن أكثر خطاياه إنما هي في لسانه وأن نجاته في حفظ اللسان وبالتالي فإن صمت الرجل هو دليل على وعيه وحكمته وقوته ولكن ليس في كل الأحيان فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
يحكي ان : كثيرا ما كانت تسمعني زوجتي النصائح تلو النصائح وكنت تجنبا للنقاش معها أصمت فتظن أنني أستمع لها وأنني قد ضعفت أمامها وسوف أنفذ كل ما تريده فتنغر لصمتي وتزداد نصائحها وتوجيهاتها ويعلو صوتها وهي لا تفهم أنني أقول لها بصمتي إنني لا أريد النقاش معها في الموضوع الذي تتحدث فيه, ولا حتى الاستماع إلى توجيهاتها ونصائحها الخاطئة, لذلك صرت أصرخ في وجهها كلما أردتها أن تصمت .
ثم فهمت زوجتي بعد ذلك وصارت تعرف أنني لا أريد الاستماع إليها كلما صمت وأغمضت عيني, فتصمت أو تغير الموضوع.
وهكذا نجد أن الرجال قد اختلفوا في تقييمهم للصمت
فالبعض الأول اعتبره ايجابيا وهو دليل على الوعي والحكمة
والبعض الثاني اعتبره سلبيا لأن الرجل الصامت إنسان ممل في نظره
أما البعض الثالث فقد كان وسطيا حيث اعتبره فقط وسيلة ناجعة للتعبير عن موقف معين
مشكورة على الموضوع وهذا الطرح الرائع
بارك الله فيك