يعتبر العنف المنزلي من المشاكل الكبيرة والمدمرة التي تؤثر تأثيراً سلبيا ومباشراً على الأطفال بشكل خاص ,فالأطفال
الذين يعيشون في بيئة يحدث فيها عنف منزلي يكونون أكثر عرضة للمعاناة من غيرهم , بغض النظر عما إذا كانوا يتعرضون لسوء المعاملة الجسدية أم لا , ويمرون بحالة أشبه ما تكون بالصدمة النفسية نتيجة الآثار العاطفية المتذبذبة التي تجعل من الطفل الضحية رقم واحد في البيت .
في أحيان كثير تحدث إصابات غير مباشر عندما يتم رمي الأدوات المنزلية أو تستخدم الأسلحة أو ربما يصاب طفل رضيع وهو في حضن أمه أثناء الرمي , وقد يتأذى الأطفال الأكبر سناً أثناء محاولتهم صد الأذى وحماية الأم .
هذا النوع من الأطفال يواجهون مشاكل عديدة تؤثر على الادراك واللغة وتأخر في النمو , وقد يصاب الأطفال بأمراض جسدية نتيجة الإجهاد النفسي كـ ( الصداع ,القرحة والطفح الجلدي) إضافة إلى مشاكل السمع والكلام .
هذه المشاكل التي يعاني منها الأطفال في تلك البيوت تنعكس آثارها السلبية عليهم في المدرسة , فتبدأ مشاكل التركيز وضعف الإداء الأكاديمي وصعوبة التعامل مع أقرانهم وكثرة التغييب عن المدرسة .
كما تظهر على هؤلاء الأطفال أعراض العنف المنزلي واضحة عليهم بشكل سلوك إجتماعي سلبي فيبدو الطفل منطوياً أو منعزلاً ويبتعد عن بقية أقرانه في المدرسة خصوصا أولئك الذين يتعرضون للضرب المباشر أو حتى غير المباشر, وتتأثر الفتيات بهذه الأجواء بنسبة أكبر من الفتيان لقربهن من الأم التي تكون في الغالب ضحية العنف المنزلي.
أحيانا كثيرة يحّمل الطفل نفسه المسؤولية عن الاعتداء وتنعكس آثاره عليه بشكل : -
القلق المستمر والاضطرابات النفسية ذات الصلة.
الشعور بالذنب لعدم التمكن لوقف التعسف ، أو لمحبة المسيء.
الخوف من الهجر.
العزلة الاجتماعية وصعوبة التفاعل مع الأقران .
تدني احترام الذات.
شعور الأطفال الصغار بالذنب والقلق وتوجيه اللوم الذاتي لإنفسهم بالإعتقاد بأنهم ربما أرتكبوا خطأ ما يكون السبب في العنف الحاصل لعدم إدراكهم معنى الإساءة الحاصلة .
زيادة في معاناة الأطفال والتي تحمل تراجع السلوكيات مثل التشبث والأنين. انعدام الشهية وصعوبة في النوم ومشاكل في التركيز ، والقلق العام ، والشكاوى الجسدية (مثل الصداع) .
انعكاس موضوع العنف المنزلي يؤثر بشكل أعمق على الأطفال الصغار من الأطفال الأكبر سناً أي الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة الذين يكونون أكثر قدرة على إخراج المشاعر والتعبير عما يجول في داخلهم بالحديث عنها , أما بالنسبة للصغار فتنعكس الأعراض داخليا عليهم وتأثيرها يظهر بشكل كوابيس اثناء النوم او قلته , أضطرابات في المعدة وانعدام الشهية وما شاكل , كما تظهر لهذه الفئة المجني عليها سلوك إجتماعي يتمثل
فقدان الإهتمام بالأنشطة الأجتماعية
إنخفاض مفهوم الذات وتجنب المخالطة مع الأقران والتمرد والمعارضة ونزعة التحدي في أجواء المدرسة .
ومن الشائع ايضا ان تظهر نوبات غضب سريع والهيجان لابسط الأشياء وافتعال التصادم مع الأطفال في المدرسة او بين الأشقاء ,
التعامل بقسوة حتى مع حيوانات المنزل ان وجدت كمحاولة للفت الأنظار من خلال الضرب أو الركل , كما ان مساوئ هذه الحالات تظهر بشكل واضح عند المراهقين يتمثل بالفشل الدراسي والتسرب المدرسي والجنوح وتعاطي المخدرات إضافة إلى صعوبة في علاقاتهم الخاصة مع الأصدقاء أو الأشقاء .
الديار اللندنية - خاص