[img]
p://hh7.an3m1.com/][img]
[/img]
-
الكسل الشتوي .. ينشط في الأجواء الباردة!
الروتين اليومي المتعب، يفرض على البعض حالة نفسية ومزاجية قد تصيب الكثير بمرض الانعزالية والوحدة والانطواء، وربما عرقلة سير الحياة،ان الروتين ممل فأضحى الجلوس والاستغراق بتصفح مواقع الإنترنت أو مقابلة التلفاز لساعات طويلة روتينا يوميا لا يمكنه الاستغناء عنه .العمل والعودة للمنزل ثم قراءة صحيفة والنوم هو شيء عادي لا يمكن أن يتخلله أي تطوير، فيما يراه آخرون جزءا مملا من الحياة اليومية.
يقول سلطان ابو هزيم وهو طالب جامعي: إن بعض من حوله يستغرب أحيانا منه حيث يمضي ساعات طويلة من وقته دون فعل أي شيء يذكر إما في النوم أو الإنترنت أو محادثات الأجهزة الذكية أو الخروج مع أصحابه لأماكن معتادة وغير ذلك من الروتين المتكرر وغير المتجدد.
قائلا :لكنني أدمنت هذا الملل وأصبح جزءا لا يتجزأ من يومي ولا افكر في كسره بأي عمل كان ما دام هذا الروتين لا يعود علي بالأذى وانما بقضاء وقت لانتظار اليوم التالي. وبررت سارة محمود وهي ربة منزل ان هذا الإدمان سببه الكسل وعدم الرغبة في التغيير وكسر الروتين لدى الكثير. معتقدة انه لا يوجد الوقت الكافي لذلك، تقول: «ربما يواجه البعض منا مصاعب او خوفا في التغيير، لذلك اخترنا البقاء على ما نحن عليه وعشنا وعشقنا هذا الروتين وتعاطينا معه بكل فاعلية»دون سعي او مواجهة.
مبينة انها تصاب في الملل والكسل الذي ينتابها في فصل الشتاء وايام العطل كونها معتادة في الايام الاخرى على ان تقوم باكرا لإيقاظ ابنائها وتجهيزهم للمدارس ومن بعد خروجهم القيام باعمال المنزل الامر الذي يخلق جوا للتغير.
البعد خلق نوعا من الجفاء
اعترفت منال عبد الوالي بأنَها وزوجها، اصبحا من مدمني مواقع اجتماعية فطيلة الوقت، سواء في العمل أو في المنزل يقضيانه بين الأجهزة اللوحية، وقالت: البعد بيننا أوجد نوعا من الجفاء، فالدخول لعالم مختلف، والتعرف إلى أصدقاء جدد، والاختلاط بهم طيلة اليوم؛ أثر في علاقتي بزوجي من دون الالتفات إلى النتيجة، كما بنى حواجز أبعدتنا عن أقرب الناس إلينا، خاصة الذين لا يستخدمون ذات التقنية.
مرجعة سبب هذه الحياة الى الروتين الذي خلق كسلا ومللا جعلهما يبحثان عن جديد في الحياة ،مشيرة الى انهما في فصل الشتاء والبرودة يزيدان من ميولهم الى الاجهزة الذكية والمسلسلات مما يؤدي الى الادمان.
والكسل نتيجة الروتين الذي هو من الأشياء المتكررة في حياتنا اليومية وذلك بسبب عدم وضع برنامج حتى ولو كان شفهيا هكذا تقول رماح خلف فإن وضع جدول للأعمال اليومية يعتبر الخطوة الأولى لكسر الروتين، وإضافة ما هو جديد على النشاط اليومي مثل زيارة عائلية بعد الانتهاء من العمل، أو التسوق، أو ممارسة الرياضة. كما ترى أن الإجازة الاسبوعية هي فرصة مهمة للبدء بنشاط يكسر الكسل المعتاد، ووضع العائلة على رأس القائمة، لان هذا البند ملغيٌ عند أكثر الأشخاص.
القيلولة المسائية
يقول حسن ناصر:ان الشعور بالتعب الذي يصيبني بعد القيلولة المسائية المفضلة عندي في فصل الشتاء يجبرني على ملازمة البيت وعدم تقبل أي فكرة للخروج في زيارة عائلية أو التنزه أو القيام بأي مبادرة أخرى داخل المنزل مما يجعل عندي كسلا وخمولا كبيرا اشعر به في كل جسدي ويجعلني افضل البقاء في المنزل او امام التلفاز.
موضحا انه من الكسل وصل به الى الاتصال بصاحب البقالة وطلب حاجيات المنزل وزيادة المبلغ وذات مرة حاول للتخلص من هذا الخمول حيث خطر على باله أن يمتنع عن الاتصال بالبقالة ، وأن يلعب هذا الدور كدافع لتنشيط جسده والخروج بعد انتهاء العمل. هذه الفكرة دفعته في ما بعد إلى تقبل التجديد والتخلص من الروتين وعدم دخول عالم الكسل والروتين الذي يجعله يخضع اليه ويصبح من المدمنين على مشاهدة البرامج او التواصل عبر الانترنت.
ومن وجهة نظر غالب مروان أن طبيعة العمل هي التي تفرض درجة الروتين على الحياة اليومية للشباب أو العائلة، ففي الغالب من لديه عمل خاص هو الأقل روتينا في حياته من الشخص المتقيد بوظيفة معينة لا تترك له هامشا واسعا للتفكير بالتجديد. حيث يتحول الروتين إلى عادة قاتلة لو سيطر على كل مجالات الحياة، ولكنه قد يصبح جيدا في بعض الأمور مثل تكرار العبادات التطوعية في المسجد بدلا من قضائها في المنزل، أو الاستيقاظ قبل ساعة من موعد العمل وهي إحدى الطرق التي ساعدته على التخلص من رتابة الأنشطة.
يزداد مع الاجواء الشتوية
ويؤكد ابراهيم حميد الى انه بكسله المعتاد والمعروف عنه والذي يزداد مع الاجواء الشتوية نظرا للظروف والاجواء والتي تتطلب الجلوس والبقاء بالقرب من التدفئة،مما يؤدي الى خموله وكسله الامر الذي يزيد من وزنه في كل فصل شتاء حيث في الفصول الاخرى يقضيها في اعادة وزنه الطبيعي مبررا ان السبب في ذلك هو مضيعة الوقت بالجلوس امام التلفاز والبحث عن مسلسلات وتناول التسالي والطعام من دون ادراك.
صعوبة في التغيير
ويشير الدكتور مجد الدين خمش اختصاص علم اجتماع في الجامعة الاردنية الى أن نظام الحياة نفسه يفرض علينا عملية روتينية واحدة ليومنا وتعتمد إيجابية هذا الروتين من سلبيته على طبيعة الشخص نفسه وكيفية تنظيم روتينه اليومي، فإن كان ممن لا يبالي كثيرا بالوقت ويهدره في الأعمال التي لا تعود عليه بالنفع، فهنا يمكن القول بأنه وقع في فخ الروتين السلبي والذي ادخله باب الكسل حيث يصبح يبرر لنفسه بأنه كسول لا يستطيع فعل هذا وذاك والامر الذي يجب العمل على تغييره أو كسره، أو إن تعويد الشخص نفسه على العمل أو تخصيص وقت للعبادة مثلا أو زيارة الأقارب أو الخروج مع العائلة ومن ثم ممارسة هواياته أو تحويل الأفكار العادية إلى أفكار إبداعية، أو يكون منتجا، فهنا يصبح من الاشخاص الذين وظفوا روتينه بصورة إيجابية ولا ضرورة لتغييره ما لم يرغب الشخص نفسه في الأفضل حيث تجنب الكسل الذي اعتاد عليه اغلب الناس في فصل الشتاء. ولفت الدكتور خمش إلى أن إدمان العمل وإدمان الروتين شيء ضار للإنسان حيث تصبح حياة الفرد مملة ويجد صعوبة في التغيير لاحقا، ويبقى تغيير الفرد نفسه نابعا من داخله بتغيير طريقة تفكيره وسلوكه والأهم وجود رغبة لديه في التغيير أو كسر روتين حياته الممل.