في يوم من ايام عطلة الربيع قمت في الصباح الباكر، وقررت ان اذهب في نزهة الى الريف .كان الجو مشمس توجهت مباشرة الى موقف الحافة التي تسلك الطريق المنشود وبعد نصف ساعة من السير توقفت الحافلة عندموقف القرية المطلوبة .نزلت منها مبتسما وكأنني ولدت لاول مرة او من جديد تستقبلني الطبيعة بزينة وكانها عروس في ثوب مزركش تنبعث منها رائحة منعشة تحيي النفوس وتبعث نشاطا لامثيل له فقدته منذ زمن طويل بين جدران مكان العمل والبيت. نظرت الى الطبيعة الخلابة ظننت انها تبتسم لي ثم رفعت رأسي ،الى اطلال فهزني الحنين الىموقع كان البيت الاول لي توالت الذكريات الى ايام لم يتفطن الانسان اليها لكن جمال الطبيعة شدني بقوةلاتنزه عبر الحقول والمروج وزاد نشاطي ولم اتفطن الىالوقت الا على صوت الاذان حينها توقفت وكنت على ربوة عالية، واحسست بتعب يسري الى جسمي عرفت حينها انها مرحلة الشيخوخة تسللت اليا في غفلة جلست على الارض الطاهرة لانها لاتدوسها الاقدام كثيرا ورفعت نظري عبر المروج الخضراء اتنفس الهواء النقي لانسى الدنيا ومافيها للحظة قصيرة .استقر نظري الى مكان مرتفعافيها تنام ارواح كثيرة انها مقبرة الاجداد تذكرت الموت والنوم الابدي في ذلك المكان وفي هذه اللحظة تراجع بصري ليقف عند قطيع ظننت في اول الامر انه قطيع من الغنم ،لكن عندما اقترب ظهر انه قطيع من الغزلان سبحان الله لمن هذه الغزلان اقتربت لاتأكد من الحقيقة، وتقدم من الغزلان غزال ضخم قوي وهو قائلا ماذا تريد ايها الادمي اندهشت عندما تكلم ورجعت الى الخلف وقدملكني ارعب لكنه رادف قائلا لاتخاف لن يمسك ضرر هل لك طلب مني قلت لابصوت خائف ومتعجب فقال اتحب هدية منا سكت قليلا وكان ينتظر الجواب نظرت اليه نظرت تعجب وفي نفسي حيرة لكنه قال لي اصعد على ظهري لتذهب وتشاهد هديتك اليوم ترددت خائفافقترب اكثرمني وكانه برق وقال لاتخاف اصعد ووجدت نفسي على ظهره وهو يكلمني وانا انظر يمينا وشمالا ولم اتفطن حتى قال لي انظر الى هديتك لقد وصلت ايها الادمي واذا بالبيت العتيق امامي قال كبر وقم بواجبك ايها الادمي.
رحت اطوف واكبر وادع بصوت لم اعرف من قبل مثله ،وماهي الا لحظات ينقشع فيها الضباب من امام ورحت ابحث عن القطيع ولم اجد له اثر سبحان الله
احلم في عز النهار وانا جالس في مكان خال قمت اطلب العودة الى البيت ونفس تحتر ق شوقا الى الطواف ومن ذلك اليوم لم انسى الطواف والبيت العتيق احلم في الليل وانهار وما اطلبه من كل قارئ ان يدعولي بالطواف حول البيت العتيق ليشفي غليل المحترق. والى لقاء قريب انشأالله