الدكتور لويس حبيقة
بمناسبة يوم البيئة العالمي لابد من النظر مجددا الى الدور الهام الذي تلعبه البيئة في التنمية وفي تطوير الرفاهية في المجتمع. حصل النمو الاقصتادي في الماضي في الدول الغنية والفقيرة على حساب البيئة بمشتقاتها الارضية والمائية والهوائية، اي على حساب صحة الانسان ونوعية حياته. كما للتلوث البيئي اسباب اقتصادية حقيقية، فلمعالجة اضرار التلوث نتائج اقتصادية مهمة ايضا. تتوقف تكلفة التنظيف البيئي على اهدافه وعمقه، اي على مدى رغبة المجتمع في التنظيف. لذا يجب مقارنة فوائد التنظيف بتكلفته بهدف تحقيق المنافع الصافية الفضلى. لاشك ان الدول الصناعية تهتم بأوضاعها البيئية أكثر بكثير من الدول الناشئة والنامية يعود السبب الاساسي الى الوعي الشعبي والى الضغط الانتخابي الذي يمارسه البيئيون على السياسيين والحكومات. هنالك احزاب بيئية وصلت الى الحكم في بعض الدول الغربية كألمانيا وفرنسا وتقوم بتنفيذ سياساتها الخضراء. الدول الصناعية هي الملوثة الاولى في العالم في بيئتها وبيئة غيرها عبر شركاتها المتعددة الجنسيات، وتقع عليها بالتالي مهمة التنظيف البيئي. لا ننكر ان التطور الصناعي سمح بزيادة الانتاج دون زيادة التلوث بالنسب نفسها، بسبب فعالية المصافي الجديدة والتكنولوجيا الحديثة وبفضل اعتماد ضرائب وعقوبات متخصصة وصارمة. من المؤسف القول ان العديد من الدول النامية والناشئة ما زال يهمل اوضاعه البيئية ويعتبرها ثانوية، وبالتالي يقضي على مستقبل اجياله. ما زالت الدول العربية بحاجة الى زيادة وعيها البيئي كي لا تتحرك متأخرة، اي بعد ان يأكلها التلوث الناتج عن الانتاج النفطي خاصة والاهمال بصورة عامة.
"""""""""""""""""""""""""""""""الفلاح المثابر""""""""""""""""