أب يربط أبناءه بالحديد ليفطر مع زوجته على الخبز والحليب

أب يربط أبناءه بالحديد ليفطر مع زوجته على الخبز والحليب

" الشروق " تعود إلى عائلة " عمي السعيد " بجحرها في أم البواقي

الأبناءالمرضى ياكلون أي شيئ ويقضون حاجاتهم في كل مكان



الصحافة المكتوبة ليست مثل الصحافة المرئية يمكن منع تصفّح الموضوع على من تقل أعمارهم عن العشر سنوات، وإلا كنا أشرنا على ذلك على هذا الموضوع الممنوع أيضا على أصحاب القلوب الرهيفة وحتى القلوب القاسية لأن ما يحدث لعائلة عناب القاطنة في دوار بئر الهنشير التابع لولاية أم البواقي يفجّر الصخور فما بالك بالقلوب .. لقد كانت عودة "الشروق" إلى العائلة التي تم نشر مأساتها في وقت سابق، أقسى من الإطلالة الأولى وأصبح حال الأبناء الأربعة المرضى أخطر وأشبه بحياة الوحوش في الغابات الاستوائية ..يبقى الفرق أن وحوش الغابة حرة طليقة بينما أبناء عمي السعيد مربوطين بالحديد منذ ثمان سنوات داخل المسكن .. عفوا الإسطبل الذي يسكنوه .

هذا الجحر الذي تسكنه هذه العائلة بعيدا عن مقر ولاية أم البواقي بنحو 100 كلم، صار ممنوعا الاقتراب منه ليس لخطورة ساكنيه وإنما بفعل الروائح الكريهة التي تسد الأنفاس، حيث يجلس هناك أربعة شباب من بينهم شابة في سن 29 عاما لا يعرفون معنى للنظام فهم يأكلون في كل وقت وأي شيء، وينامون في أي مكان وللأسف يتغوطون ويبولون في أي مكان .. الأم قالت أنها لا تنام منذ سنوات البؤس السبع الأخيرة، ورمضان بالنسبة لها مقلّب آخر للمواجع، فكل العالم يحتفلون بشهر الصوم فرحا إلا هي؟.
عمي السعيد الذي لم يعد يفصله عن سن الستين إلا بضعة أسابيع صار يشبه الذين بلغوا من العمر عتيا، لا يقدر على الحركة، قال للشروق يوم الجمعة العاشر من رمضان الحالي أنه أمضى عمره في الأعمال الحرة، ولكن مرض أبناءه أجبره على المكوث أمامهم، أحيانا ينهالون ضربا عنيفا على والدتهم وأخرى يهربون، فيمضي اليوم وربما الأيام أبحث عنهم في الغابات ومرة وجدت إبني حسين مع الذئاب كما وجدت عبد الرشيد الأصغر يطارد الزواحف .. هذه الحالة جعلتني أتوقف عن العمل ولا يمكنني قبول أي عرض وأدخلتني وضعيتي البائسة دائرة الجوع أو قل الصوم الدائم ... عمي السعيد هو بؤس يمشي في الأسواق .. عفوا هو لا يدخل الأسواق لأنه لا يمتلك مليما واحدا .. عندما تدخل البيت تجد أفرشة بالية وفقط وأبناء مربوطين بالسلاسل، لن تجد ثلاجة ولا تلفزيون وإياك أن تتصدق عليهم بهاته الأشياء لأن الأبناء العنيفين سيحوّلوها إلى قنابل تسقط على رأس الأب وعلى رأس الأم أيضا .
ذاكرة الأجساد الأربعة الحقيقية بدأت عام 1978 عندما قرر عمي السعيد الزواج من ابنة عمه في منطقة يعمّها الجهل المطبق، كان هو شابا لم يدخل المدرسة في حياته، وهي دون سن الثامنة عشرة، فرزقهما الله بلمياء عام 1981 "عمرها الآن 29 عاما"، ولكن مع مرور الأشهر اتضح تخلفها الذهني وهي الآن الأكبر والأشقى إذ لم تدخل مدرسة ولا مركز هي مسلسلة الأقدام مثل "الكلاب" .. هكذا تبكي أمها وهي تقول "الأمهات تحلمن بتزويج بناتهن وأنا أعيش مع ابنة مقيدة حتى لا تؤذيني".. وفي عام 1986 رزق الله العائلة بمولود ثان أسموه محمد، ولكن الطامة نزلت مرة أخرى إذ اتضح أنه معوق أيضا، وكون هذا الدوار من دون مصحات والولادة تتم بطرق تقليدية أو في أحسن الأحوال بقابلات ومن دون متابعة المختصين واصل عمي السعيد الإنجاب والبحث عن طفل سوي عقليا فأنجب عام 1988 حسين، وكان مثل أخويه معوقا ذهنيا، وحتى الطفل الأصغر الوحيد المتميز بالهدوء واسمه عبد الرشيد فإنه متخلف ذهنيا وهو " مونغولي " من مواليد 1991 ويلجأ الأب أيضا لتقييده بالسلاسل ليمنع اقترابه من إخوته الذين وصفهم الأب وهو يبكي بالمتوحشين .
في البداية كان الأب يمنحهم حريتهم ولكنهم تحولوا إلى وحوش فهم لا يتكلمون، ويهيمون مع الحيوانات البرية الموجودة في المنطقة ويأكلون من المزابل، ويتعاطون حتى الحشرات والزواحف، ولكن منذ أن تحولت حياتهم إلى العنف في غياب التكفل الصحي صاروا يضرون جيرانهم، ونجا الكثير من أهل الدوار من القتل، فقرر بعضهم الهجرة إلى مدينة أم البواقي وإلى غيرها من القرى والمدن خوفا على أبنائهم الصغار وعلى أنفسهم.. الأب قال أن أبناءه نزلوا بمستشفى جبل الوحش بقسنطينة لكن بعد شهر واحد تم استدعائه لتسلمهم بسبب خطورتهم على بقية النزلاء..حولنا القضية إلى السيد عبد الكريم حطاب مدير عام مستشفى العثمانية فقال إن مصحته برغم ازدحام المرضى عليها مستعدة لاستقبال الأبناء الأربعة رغم أن أم البواقي تابعة صحيا إلى ولاية قسنطينة وليس ولاية ميلة، بشرط الحصول على تصريح من ولاية أم البواقي ..

منقول عن الشروق اليومي


رابط المقالة

الله غالب


على الراقد

الله يجيب الخير على النايض

و الله يستر من المجنوووووووووووووووون






مجنووووووووووووووووووووون


.

الله يعطيهم العافية ويعطيهم من رزقك

امييييييييييييييييييييييييين


يارب






المجنوووووووووووووووووووووون


.