وَرَفَـــــعْـــــنَا لَكَ ذِكْرَكَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



"وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ "




أيد الله تعالى رسوله الكريم كمن سبقه من الأنبياء بالمعجزة التي جعلها سبباً لهداية البشر لأنَّها خرقٌ لقوانين الكون.فمثلا أيَّد الله موسى عليه السلام بالعصا فكانت تتقلب بيده كما يريد بإذن الله فمرة يراها الناس أفعى عظيمة، ومرة يتفجر الحجر بفعل ضربها عيون ماء، ومرة يضرب بها البحر فيتشقق طرقاً يعبر فيها قومه.
وأعطى الله سيدنا محمدا ً صلى الله عليه وسلم معجزات مادية منها تفجّرُ الماء من بين أصابعه الشريفة ومنها انقياد الشجر له ومنها تكليم الحجر له وسلامه عليه ومما لا يحصيه إلا الله تعالى .. وكل هذه المعجزات له ولغيره من الرسل والأنبياء انتهت في زمانها لكن الله تعالى ترك له معجزة مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها (كتاب الله) الذي حارت بفهم علومه العقول في كل زمان ومكان إذ جعل الله فيه من العلوم ما يتعلق اليوم بعلم الدين والدنيا (العلوم الشرعية والكونية) ومن هذه المعجزات قوله تعالى لنبيه (ورفعنا لك ذكرك) ، فلا يؤذن المؤذن إلا ويقول (أشهد أن لا إله إلاّ الله) (مرتين) (أشهد أن محمداً رسول الله) (مرتين).
بعد ان جاء المشرك القرشي العاص بن وائل ينشر بين الناس أن محمدا قد بتر وان ليس له ولد يحمل اسمه بتر الله هذا الشخص فلم يبق له ولد ووعد الله نبيه صلوات الله وسلامه عليه بإعلاء اسمه ورفعه عاليا

فلا تمر ثانية من ثواني الزمان إلا ويشهد بها أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله
وبمعنى آخر أن الله تعالى لا يذكر إلا ويذكر معه رسوله فالآذان إلى اليوم يطوف بالأرض ويدور مع دوران الفلك من غير انقطاع وفق خطوط الطول والعرض فلو أذن مؤذن للعصر في مدينة سطيف فإنه سيؤذن بعد دقائق في البرج ثم في المسيلة ثم في الجزائر العاصمة في الوقت الذي يؤذن فيه لصلاة المغرب في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التسليم وبعد دقائق معدودات يرفع الأذان في مكة المكرمة
هذا في الأذان، وأما ذكره صلى الله عليه وسلم في الصلاة فلا يصلي مسلم إلا ويقرأ الصلاة الإبراهيمية (اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد) اتباعاً لأمر الله واقتداءً به وبملائكته كما قال تعالى : (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيُّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) (الأحزاب/56) فالمسلمون يصلون عليه في صلواتهم وعند ذكره وفي سائر الأوقات