منتدى ملوزة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المحاليل، عين ثاقب، أولاد رحال، أولاد امسلم، أولاد حمودة، حبابدة، التل، أولاد سعيد، الشرفة، الخروبة ....
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. F_melo10 إدارة المنتدى قامت بإفتتاح شريط الإهداء وكذا شريط الإعلان تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. F_melo10 بإمكان الأعضاء إرسال إهداءاتهم و إعلاناتهم وذلك بإرسال رسالة خاصة إلى Melouza_Info تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. F_melo10 وهي علبة رسائل المنتدى ليتم عرضها مباشرة على الشريط المتحرك تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. F_melo10
...
...
العندليب الأسمر: السلام عليكم أحبتي أينما كنتم، أسعد بتواصلي معكم من خلال هذا الإهداء اشتقت لكم جميعا حبا في الله، ويؤسفني الفراغ الذي آل إليه المنتدى، أين أنتم من مسؤولين ومشرفين وأعضاء، أتمنى أن ترجع روح الحوار والنقاش على منتدانا الغالي ولكم مني ألف تحية وسلام فراشة الجزائر: بمناسبة خطوبة الأخ الكريم على قلوبنا (خوجة الصغير) أتقدم أنا وكل من يعرفه بأحر التهاني وأطيب الأماني متمنين له حياة زوجية سعيدة. وعقبال الذريية. فألف ألف مبروك ياصغير أنت وخطيبتك. فراشة الجزائر : إهداء من فراشة الجزائر (ياسمين) إلى كل أعضاء هذا المنتدى، وبالخصوص إلى المشاكس. إسلام/ع.النور/وحيد: بمناسبة خطوبة الأخ العزيز على قلوبنا (فاتح معيوف)، نتمنى له حياة زوجية سعيدة وعقبال القفص الذهبي إن شاء لله. العندليب الأسمر: إلى كل الأحبة بالمنتدى سلام خاص وخاص جدا كلا بإسمه بمناسبة عيد الفطر المبارك 2012 أتقدم للجميع بأحر التهاني وأطيب الأماني راجيا من المولى عز وجل أن يغفر لنا وأن يعيد علينا رمضان أعوام عديدة يارب رياض، فارس، حمزة، لمين، حمزة، وليد: نتقدم بأحلى التبريكات للأخ طرشي عبد الكريم بمناسبة دخوله القفص الذهبي راجين من المولى عز وجل مزيدا من السعادة والعقوبة لـ: دزينة ذر ودزينة بنات. نورس: بأطيب التهاني وأسمى المعاني أبارك لكل الناجحين في شهادة البكالوريا وأتمنى حضا موفقا لأصدقائنا الذين لم يحالفهم الحظ جندع: بمناسبة خطوبة الأخ الكريم "قسمية مصطفى" أتقدم أنا وكل أصدقائي له بأحر التهاني وأطيب الأماني متمنين له حياة زوجية سعيدة، فألـــــــــــــف مبروك ع.النور/إسلام/وحيد: بمناسبة دخول الصديق والأخ (طرشي كريم) القفص الذهبي، نتقدم له بأحر التهاني، لإكماله نصف دينه فألف ألف مبروك والعاقبة للذرية الصالحة إن شاء الله. Nsoumer: بمناسبة خطوبة الأخ العزيز على قلوبنا (قسمية مصطفى)، أتمنى حياة زوجية سعيدة مع من اختارها شريكة حياته ولعقوبة للذرية الصالحة إن شاء لله.
ساعة المنتدى
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
إعلانــــــــات
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Hhhh10
تصويت
كيف ترى التصميم الجديد للمنتدى؟
ـ جيد
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Vote_r1146%تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Vote_l11
 46% [ 72 ]
ـ متوسط
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Vote_r1113%تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Vote_l11
 13% [ 21 ]
ـ مقبول
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Vote_r1114%تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Vote_l11
 14% [ 22 ]
ـ التصميم السابق أفضل
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Vote_r1127%تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Vote_l11
 27% [ 43 ]
مجموع عدد الأصوات : 158
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 87 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 87 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 886 بتاريخ 2011-07-06, 19:46
المواضيع الأخيرة
» عضوة جديدة هل من مرحب
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112019-06-03, 16:37 من طرف djameloula

» صورة لأجمل فتاة
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112019-06-03, 16:18 من طرف djameloula

» دكريات.......
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112019-06-03, 16:18 من طرف djameloula

» احترس فالهاتف مراقب ؟؟؟!!!!
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112019-06-03, 16:18 من طرف djameloula

»  أيها الغائبون عنا....( زاد شوقنا إليكم والله )
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112019-06-03, 16:18 من طرف djameloula

» هيا بنا نوقع معاهدة
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112019-06-03, 16:17 من طرف djameloula

» الوالي ينصف من حقرهم المجلس البلدي
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112019-06-03, 16:14 من طرف djameloula

» اهي صدفة ام مدبرة
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112019-06-03, 16:14 من طرف djameloula

» انصارنا رددوا:يا للعار يا للعار..............باعوا غزة بالدولار
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112019-06-03, 16:14 من طرف djameloula

» الى كل من يريد العيش
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112019-06-03, 16:14 من طرف djameloula

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
الطقس في ملوزة
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Meteo12
مواقع مرتبطة
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. A10
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. B10
الصحف الوطنية
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Alkhab10
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Alwata10
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Alchor10
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Alfadj10
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Alnaha10
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Alhada10
من أعمالنا
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Bilal11
شهيد المنتدى
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Bilal111 تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Bilal210
صلي على النبي
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. S10


 

 تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!.

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الصـــارم





تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Empty
مُساهمةموضوع: تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!.   تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112011-07-17, 14:58

الذي يتأمل حال الأمةِ الإسلاميةِ يجد أنها قد مرت بها عقبات ووقعت في محن وبلايا ورزايا، ولكن سرعان ما كانت تقوم وتنهض ككبوة فارس تعثر جواده؛ ثم سرعان ما تابع العدو فلم تقف الأمة عن سيرها إلى الله أبدا وربما ذلك لأسباب منها:
قوة علمائها وإخلاصهم لله سبحانه وتعالى، وهذا لا يكفي بعيدا عن الحكام ففي مراحل قوة حكامها بلغت الذروة في التمكين والعلو، وأعني بقوة العلماء وإخلاصهم إذ هم مطلع أفئدة القلوب، ومنارات العيون؛ وخلفهم الناس يسيرون، فمع كل محنة تراهم مشعل هداية، ومع كل نازلة تراهم أهل خبرة ودراية، ولذلك ذهب الحكام واندرسوا وبقي العلماء تهفو إليهم النفوس، وتحن إليهم القلوب، وقد مرت الأمة بعاصفة أيضا عصفت بعلمائها؛ واندرس أثرهم، وبقي كالنجمِ البعيد لا يُرى إلا عند حلكة الظلام، وقلة المعين وبُعد المسافة... وأساليب المكر بهذا الدين متنوعة تارة على أيدي أعدائه وتارة بجهل أبنائه، ومعاول الهدم لم تهدأ منذ بُزوغ الإسلام ؛ بداية من قيام أهل النبي صلى الله عليه وسلم وعشيرته عليه صدًا وتكذيبًا إلى أن أخرجوه من بينهم وفارق أرضه وسمائه.
وهذه سنة ماضية ستظل إلى قيام الساعة، والذي يَعنيني أن المسلم ليس له خطة إلا إصلاح نفسه وتهيئتها لأمر الله تعالى بحيث يكون القلب والقَالب قد تواطؤا على الاستقامة لأمر الله عز وجل ثم يدعو إلى الله على بصيرة يسير بسير من سبق لا يخرم عنهم أمرا ولا يتعدى خطوة، والذي يتأمل حال الأمة بعد نبيها يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وقد عم الإسلام جزيرة العرب، فلما توفاه الله عز وجل ارتد غالب العرب؛ وما بقيت جمعة إلا في المسجدين مكة والمدينة، فقام أبو بكر وحمل على عاتقه رد الأمر على ما كان، فمات أبو بكر وجنوده على حدود فارس والروم، ثم تابعه عمر ففتح بلاد الفرس وكسرهم إلى الأبد، ودحر الروم إلى أوسط بلادهم، فتآمرت الأمم الكافرة بكيدها، حتى قتل عمر، وهذا الأمر استمر بين قوة دين وكيد عدو، ولكن نصر الله من أهل الدين قريب، حتى وصل الحال في زمن الرشيد أن دانت له الدنيا إما بالإسلام أو الجزية، ولما وقع الانحراف في زمن المأمون عن هدي من سبق، وشط عن منهج أهل العلم المعتبر، وهدد وتوعد كل من خالف منهجه الزائغ، ورفع سيفا؛ وهدد وتوعد أهل الأثر، تفرق العلماء بين خائف قد انزوى، وبين موافق على مضض، وقام بالدين قلة ممن هداهم الله؛ فبه عزوا وإليه التجأوا؛ منهم الإمام أحمد بن حنبل قام وما التفت إلى أحد، وثبت على الحق وكان الحق منتصر، فمات الخليفة ومن بعده ورفع الله الغمة عن الأمة، وهكذا مضى العلماء على الطريق بين قوة وضعف؛ كلما قوي علماء الأمة عزت بهم العامة والخاصة، وكلما ضعفوا وقع الضيم وزاد الهوان، وهكذا الأيام دول ولا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه كما صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِىٍّ قَالَ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ « اصْبِرُوا ، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِى عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِى بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ » . سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم رواه البخاري
واستمر الحال حتى ابتلينا بزمان غاب فيه العالم، ورفع الرأسُ فيه الجاهل، وجار الحاكم وتنمر المحكوم، وتغيرت فيه القيم، واندرست معالم السنن، وصارت الأمة كسفينة بلا ربان، فتنازع كل من فيها يريد أن يخرجها إلى بر الأمان، فكثر الملاحون وانعدم الركبان، وحاول من يعرف بعض المهارة في العوم؛ أن يلق نفسه في لجج البحر طلبا للنجاة، حتى صار غالب حال أهل الزمان خداع في خداع، قَلَّ الناصح وانعدم الوفي واندرس المعين، ربما الحال كما صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ " قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ "رواه أحمد
ترى الغالب يتعامل معك بحيلة وربما لا تجد لنفسك حيلة ترد بها، وترى نفسك إن لم تعط لن تأخذ؛ وقد تعطي ولا تأخذ، ترى الإحسان يوقعك في الغيبة والبهتان؛ بل ترى أن أصل العداوة لا تأتيك إلا ممن أحسنت إليه، ترى الحق الذي هو كالشمس في رابعة النهار باطلا، وترى الباطل الذي هو كالشمس في رابعة النهار حقا.
قال أبو حاتم رحمه الله -روضة العقلاء- هذا الذي ذهب إليه داود الطائي وضرباؤه من القراء من لزوم الاعتزال من الخاص كما يلزمهم ذلك من العام، أرادوا بذلك عند رياضة الأنفس على التصبر على الوحدة، وإيثار ضد الخلطة على المعاشرة، فإن المرء متى لم يأخذ نفسه بترك ما أبيح له، فأنا خائف عليه الوقوع فما حظر عليه.
وأما السبب الذي يوجب الاعتزال عن العالم كافة فهو ما عرفتهم به من وجود دفن الخير ونشر الشر؛ يدفنون الحسنة ويظهرون السيئة، فإن كان المرء عالما بدّعوه، وإن كان جاهلا عيروه، وإن كان فوقهم حسدوه، وإن كان دونهم حقروه، وإن نطق قالوا مهذار، وإن سكت قالوا عيي، وإن قدر قالوا مقتر، وإن سمح قالوا مبذر، فالنادم في العواقب المحطوط عن المراتب من اغتر بقوم هذا نعتهم، وغره ناس هذه صفتهم.
ومن أشد ما يؤسف من تصدر للعلم وقام بالوعظ على خلل في السلوك، وقلةٍ في المتابعة، وضعف في اليقين، فترى من هؤلاء من لم يتأس بمن سبق، ولا شارك من لحق، فصار الكلام بضاعة، والتصفيق صناعة، والحشد بعلو الصوت، صار العالم الحق منبوذ، وصوته مبحوح، يسير بلا أتباع، قد درس عليه الزمان، واشتكى منه الخلان، معه بضاعة عاف عليها الزمان؛ وليس لها منفق في الأسواق، إن جلس يُعلِّم ترى من حضر إما مجامل أو مضطر، الكل يرى كلامه ممل، أما من استغرق في النكات؛ وأكثر من الفشار من قصص بلا خطام ولا زمام، ترى إليه يسرع الرِّكاب وتحاط به هالة من العلم والعرفان وإلى الله المشتكى.
وقد اعجبني كلاما للماوردي في كتابه"أدب الدنيا والدين":
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ :
مَا مَنْ رَوَى أَدَبًا فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ.. وَيَكُفَّ عَنْ زَيْغِ الْهَوَى بِأَدِيبِ
حَتَّى يَكُونَ بِمَا تَعَلَّمَ عَامِلًا.. مِنْ صَالِحٍ فَيَكُونَ غَيْرَ مَعِيبِ
وَلَقَلَّمَا تُغْنِي إصَابَةُ قَائِلٍ ..أَفْعَالُهُ أَفْعَالُ غَيْرِ مُصِيبِ
وَقَالَ آخَرُ :
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ.. هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى.. كَيْمَا يَصِحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا.. فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى.. بِالْقَوْلِ مِنْك وَيُقْبَلُ التَّعْلِيمُ
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ ..عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ
حَكَى أَبُو فَرْوَةَ أَنَّ طَارِقًا صَاحِبَ شُرْطَةِ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ مَرَّ بِابْنِ شُبْرُمَةَ وَطَارِقٍ فِي مَوْكِبِهِ فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ : أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تَخُبُّ كَأَنَّهَا سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَرِيبٍ تَقَشَّعُ اللَّهُمَّ لِي دِينِي وَلَهُمْ دُنْيَاهُمْ .
فَاسْتُعْمِلَ ابْنُ شُبْرُمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْقَضَاءِ فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ : أَتَذْكُرُ قَوْلَك يَوْمَ كَذَا إذْ مَرَّ بِك طَارِقٌ فِي مَوْكِبِهِ ؟
فَقَالَ : يَا بُنَيَّ إنَّهُمْ يَجِدُونَ مِثْلَ أَبِيك وَلَا يَجِدُ أَبُوك مِثْلَهُمْ .
إنَّ أَبَاك أَكَلَ مِنْ حَلَاوَتِهِمْ ، فَحَطَّ فِي أَهْوَائِهِمْ .
أَمَا تَرَى هَذَا الدَّيِّنَ الْفَاضِلَ كَيْفَ عُوجِلَ بِالتَّقْرِيعِ وَقُوبِلَ بِالتَّوْبِيخِ مِنْ أَخَصِّ ذَوِيهِ ، وَلَعَلَّهُ مِنْ أَبَرِّ بَنِيهِ .
فَكَيْفَ بِنَا وَنَحْنُ أَطْلَقُ مِنْهُ عَنَانًا ، وَأَقْلَقُ مِنْهُ جَنَانًا .
إذَا رَمَقَتْنَا أَعْيُنُ الْمُتَتَبِّعِينَ ، وَتَنَاوَلَتْنَا أَلْسُنُ الْمُتَعَتِّبِينَ .
هَلْ نَجِدُ غَيْرَ تَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى مَلَاذًا ، وَسِوَى عِصْمَتِهِ مَعَاذًا ؟
قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : مَنْ تَكَبَّرَ بِعِلْمِهِ وَتَرَفَّعَ وَضَعَهُ اللَّهُ بِهِ ، وَمَنْ تَوَاضَعَ بِعِلْمِهِ رَفَعَهُ بِهِ .
وَعِلَّةُ إعْجَابِهِمْ انْصِرَافُ نَظَرِهِمْ إلَى كَثْرَةِ مَنْ دُونَهُمْ مِنْ الْجُهَّالِ ، وَانْصِرَافُ نَظَرِهِمْ عَمَّنْ فَوْقَهُمْ مِنْ الْعُلَمَاءِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مُتَنَاهٍ فِي الْعِلْمِ إلَّا وَسَيَجِدُ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، إذْ الْعِلْمُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحِيطَ بِهِ بَشَرٌ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ } .
يَعْنِي فِي الْعِلْمِ : { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }
قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ : فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ ذَلِكَ إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ :
مَنْ يَعْرِفُ كُلَّ الْعِلْمِ ؟ قَالَ كُلُّ النَّاسِ .
فَيَنْبَغِي لِمَنْ عَلِمَ أَنْ يَنْظُرَ إلَى نَفْسِهِ بِتَقْصِيرِ مَا قَصَّرَ فِيهِ لِيَسْلَمَ مِنْ عُجْبِ مَا أَدْرَكَ مِنْهُ .
وَقَدْ قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
إذَا عَلِمْت فَلَا تُفَكِّرْ فِي كَثْرَةِ مَنْ دُونَك مِنْ الْجُهَّالِ، وَلَكِنْ اُنْظُرْ إلَى مَنْ فَوْقَك مِنْ الْعُلَمَاءِ، وَأَنْشَدْت لِابْنِ الْعَمِيدِ :
مَنْ شَاءَ عَيْشًا هَنِيئًا يَسْتَفِيدُ بِهِ فِي دِينِهِ ثُمَّ فِي دُنْيَاهُ إقْبَالَا
فَلْيَنْظُرَنَّ إلَى مَنْ فَوْقَهُ أَدَبًا وَلْيَنْظُرَنَّ إلَى مَنْ دُونَهُ مَالَا
وَقَلَّمَا تَجِدُ بِالْعِلْمِ مُعْجَبًا وَبِمَا أَدْرَكَ مُفْتَخِرًا ، إلَّا مَنْ كَانَ فِيهِ مُقِلًّا وَمُقَصِّرًا؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَجْهَلُ قَدْرَهُ ، وَيَحْسَبُ أَنَّهُ نَالَ بِالدُّخُولِ فِيهِ أَكْثَرَهُ .
فَأَمَّا مَنْ كَانَ فِيهِ مُتَوَجِّهًا وَمِنْهُ مُسْتَكْثِرًا فَهُوَ يَعْلَمُ مِنْ بُعْدِ غَايَتِهِ، وَالْعَجْزِ عَنْ إدْرَاكِ نِهَايَتِهِ ، مَا يَصُدُّهُ عَنْ الْعُجْبِ بِهِ .
وَقَدْ قَالَ الشَّعْبِيُّ : الْعِلْمُ ثَلَاثَةُ أَشْبَارٍ فَمَنْ نَالَ مِنْهُ شِبْرًا شَمَخَ بِأَنْفِهِ وَظَنَّ أَنَّهُ نَالَهُ .
وَمَنْ نَالَ الشِّبْرَ الثَّانِيَ صَغَرَتْ إلَيْهِ نَفْسُهُ وَعَلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَنَلْهُ ، وَأَمَّا الشِّبْرُ الثَّالِثُ فَهَيْهَاتَ لَا يَنَالُهُ أَحَدٌ أَبَدًا .
وَمِمَّا أُنْذِرُك بِهِ مِنْ حَالِي أَنَّنِي صَنَّفْت فِي الْبُيُوعِ كِتَابًا جَمَعْت فِيهِ مَا اسْتَطَعْت مِنْ كُتُبِ النَّاسِ ، وَأَجْهَدْت فِيهِ نَفْسِي وَكَدَدْت فِيهِ خَاطِرِي ، حَتَّى إذَا تَهَذَّبَ وَاسْتَكْمَلَ وَكِدْت أَعْجَبُ بِهِ وَتَصَوَّرْت أَنَّنِي أَشَدُّ النَّاسِ اضْطِلَاعًا بِعِلْمِهِ ، حَضَرَنِي ، وَأَنَا فِي مَجْلِسِي أَعْرَابِيَّانِ فَسَأَلَانِي عَنْ بَيْعٍ عَقَدَاهُ فِي الْبَادِيَةِ عَلَى شُرُوطٍ تَضَمَّنَتْ أَرْبَعَ مَسَائِلِ لَمْ أَعْرِفْ لِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ جَوَابًا ، فَأَطْرَقْت مُفَكِّرًا ، وَبِحَالِي وَحَالِهِمَا مُعْتَبَرًا فَقَالَا : مَا عِنْدَك فِيمَا سَأَلْنَاك جَوَابٌ ، وَأَنْتَ زَعِيمُ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ ؟ فَقُلْت : لَا .فَقَالَا : وَاهًا لَك ، وَانْصَرَفَا .
ثُمَّ أَتَيَا مَنْ يَتَقَدَّمُهُ فِي الْعِلْمِ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِي فَسَأَلَاهُ فَأَجَابَهُمَا مُسْرِعًا بِمَا أَقْنَعَهُمَا وَانْصَرَفَا عَنْهُ رَاضِيَيْنِ بِجَوَابِهِ حَامِدَيْنِ لِعِلْمِهِ ، فَبَقِيت مُرْتَبِكًا ، وَبِحَالِهِمَا وَحَالِي مُعْتَبِرًا وَإِنِّي لَعَلَى مَا كُنْت عَلَيْهِ مِنْ الْمَسَائِلِ إلَى وَقْتِي ، فَكَانَ ذَلِكَ زَاجِرَ نَصِيحَةٍ وَنَذِيرَ عِظَةٍ تَذَلَّلَ بِهَا قِيَادُ النَّفْسِ ، وَانْخَفَضَ لَهَا جَنَاحُ الْعُجْبِ ، تَوْفِيقًا مُنِحْتَهُ وَرُشْدًا أُوتِيتَهُ .
وَحَقٌّ عَلَى مَنْ تَرَكَ الْعُجْبَ بِمَا يُحْسِنُ أَنْ يَدَعَ التَّكَلُّفَ لِمَا لَا يُحْسِنُ .
فَقَدِيمًا نَهَى النَّاسُ عَنْهُمَا ، وَاسْتَعَاذُوا بِاَللَّهِ مِنْهُمَا .
وَمِنْ أَوْضَحِ ذَلِكَ بَيَانًا اسْتِعَاذَةُ الْجَاحِظِ فِي كِتَابِ الْبَيَانِ حَيْثُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِك مِنْ فِتْنَةِ الْقَوْلِ كَمَا نَعُوذُ بِك مِنْ فِتْنَةِ الْعَمَلِ ، وَنَعُوذُ بِك مِنْ التَّكَلُّفِ لِمَا لَا نُحْسِنُ ، كَمَا نَعُوذُ بِك مِنْ الْعُجْبِ بِمَا نُحْسِنُ ، وَنَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّ السَّلَاطَةِ وَالْهَذْرِ ، كَمَا نَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّ الْعِيِّ وَالْحَصْرِ .
وَنَحْنُ نَسْتَعِيذُ بِاَللَّهِ تَعَالَى مِثْلَ مَا اسْتَعَاذَ فَلَيْسَ لِمَنْ تَكَلَّفَ مَا لَا يُحْسِنُ غَايَةٌ يَنْتَهِي إلَيْهَا وَلَا حَدٌّ يَقِفُ عِنْدَهُ .
وَمَنْ كَانَ تَكَلُّفُهُ غَيْرَ مَحْدُودٍ فَأَخْلِقْ بِهِ أَنْ يَضِلَّ وَيُضِلَّ .
أَنْشَدَ أَبُو الْقَاسِمِ الْآمِدِيُّ : إذَا كُنْت لَا تَدْرِي وَلَمْ تَكُنْ بِاَلَّذِي يُسَائِلُ مَنْ يَدْرِي
فَكَيْفَ إذًا تَدْرِي جَهِلْت وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنَّك جَاهِلٌ فَمَنْ لِي بِأَنْ تَدْرِي بِأَنَّك لَا تَدْرِي
إذَا كُنْت مِنْ كُلِّ الْأُمُورِ مُعَمِّيًا فَكُنْ هَكَذَا أَرْضًا يَطَأْكَ الَّذِي يَدْرِي وَمِنْ أَعْجَبِ الْأَشْيَاءِ أَنَّك لَا تَدْرِي
وَأَنَّك لَا تَدْرِي بِأَنَّك لَا تَدْرِي
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ : لَمْ يَنْتَفِعْ بِعِلْمِهِ مَنْ تَرَكَ الْعَمَلَ بِهِ .
وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : ثَمَرَةُ الْعِلْمِ أَنْ يُعْمَلَ بِهِ ، وَثَمَرَةُ الْعَمَلِ أَنْ يُؤْجَرَ عَلَيْهِ .
وَقَالَ بَعْضُ الصُّلَحَاءِ : الْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ ، فَإِنْ أَجَابَهُ أَقَامَ وَإِلَّا ارْتَحَلَ .
وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : خَيْرُ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ ، وَخَيْرُ الْقَوْلِ مَا رَدَعَ .
وَقَالَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ : ثَمَرَةُ الْعُلُومِ الْعَمَلُ بِالْعُلُومِ .
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : مِنْ تَمَامِ الْعِلْمِ اسْتِعْمَالُهُ ، وَمِنْ تَمَامِ الْعَمَلِ اسْتِقْلَالُهُ .
فَمَنْ اسْتَعْمَلَ عِلْمَهُ لَمْ يَخْلُ مِنْ رَشَادٍ ، وَمَنْ اسْتَقَلَّ عَمَلَهُ لَمْ يَقْصُرْ عَنْ مُرَادٍ .
حُكِيَ أَنَّ تِلْمِيذًا سَأَلَ عَالِمًا عَنْ بَعْضِ الْعُلُومِ فَلَمْ يُفِدْهُ ، فَقِيلَ لَهُ : لِمَ مَنَعْته ؟ فَقَالَ : لِكُلِّ تُرْبَةٍ غَرْسٌ ، وَلِكُلِّ بِنَاءٍ أُسٌّ .
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : لِكُلِّ ثَوْبٍ لَابِسٌ ، وَلِكُلِّ عِلْمٍ قَابِسٌ .

لو تأملنا لحال من سبق ترى أنهم سبقوا وما سوبقوا لأنهم نظروا لمن قبلهم فلحقوا بهم وأما من بعدهم قنع بمسابقة من هو دونه فتعطل الركب.
قال الماوردي:
فَمِنْ آدَابِهِمْ : نَزَاهَةُ النَّفْسِ عَنْ شُبَهِ الْمَكَاسِبِ ، وَالْقَنَاعَةُ بِالْمَيْسُورِ عَنْ كَدِّ الْمَطَالِبِ .
فَإِنَّ شُبْهَةَ الْمَكْسَبِ إثْمٌ وَكَدَّ الطَّلَبِ ذُلٌّ ، وَالْأَجْرُ أَجْدَرُ بِهِ مِنْ الْإِثْمِ وَالْعِزُّ أَلْيَقُ بِهِ مِنْ الذُّلِّ .
وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْأَدَبِ لِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى :
يَقُولُونَ لِي فِيك انْقِبَاضٌ وَإِنَّمَا رَأَوْا رَجُلًا عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا
أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمْ هَانَ عِنْدَهُمْ وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا
وَلَمْ أَقْضِ حَقَّ الْعِلْمِ إنْ كَانَ كُلَّمَا بَدَا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِي سُلَّمَا
وَمَا كُلُّ بَرْقٍ لَاحَ لِي يَسْتَفِزُّنِي وَلَا كُلُّ مَنْ لَاقَيْت أَرْضَاهُ مُنْعِمَا
إذَا قِيلَ هَذَا مَنْهَلٌ قُلْت قَدْ أَرَى وَلَكِنَّ نَفْسَ الْحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا
انْهَهَا عَنْ بَعْضِ مَا لَا يَشِينُهَا مَخَافَةَ أَقْوَالِ الْعِدَا فِيمَ أَوْ لِمَا
وَلَمْ أَبْتَذِلْ فِي خِدْمَةِ الْعِلْمِ مُهْجَتِي لِأَخْدُمَ مَنْ لَاقَيْت لَكِنْ لِأُخْدَمَا
أَأَشْقَى بِهِ غَرْسًا وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً إذًا فَاتِّبَاعُ الْجَهْلِ قَدْ كَانَ أَحْزَمَا
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ وَلَوْ عَظَّمُوهُ فِي النُّفُوسِ لَعُظِّمَا
وَلَكِنْ أَهَانُوهُ فَهَانَ وَدَنَّسُوا مُحَيَّاهُ بِالْأَطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا
عَلَى أَنَّ الْعِلْمَ عِوَضٌ مِنْ كُلِّ لَذَّةٍ ، وَمُغْنٍ عَنْ كُلِّ شَهْوَةٍ .
وَمَنْ كَانَ صَادِقَ النِّيَّةِ فِيهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ هِمَّةٌ فِيمَا يَجِدُ بُدًّا مِنْهُ .
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : مَنْ تَفَرَّدَ بِالْعِلْمِ لَمْ تُوحِشْهُ خَلْوَةٌ ، وَمَنْ تَسَلَّى بِالْكُتُبِ لَمْ تَفُتْهُ سَلْوَةٌ .
وَمَنْ آنَسَهُ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ ، لَمْ تُوحِشْهُ مُفَارَقَةُ الْإِخْوَانِ .
وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : لَا سَمِيرَ كَالْعِلْمِ ، وَلَا ظَهِيرَ كَالْحِلْمِ .

وَمِنْ آدَابِهِمْ : أَنْ يَقْصِدُوا وَجْهَ اللَّهِ بِتَعْلِيمِ مَنْ عَلَّمُوا وَيَطْلُبُوا ثَوَابَهُ بِإِرْشَادِ مَنْ أَرْشَدُوا ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْتَاضُوا عَلَيْهِ عِوَضًا ، وَلَا يَلْتَمِسُوا عَلَيْهِ رِزْقًا .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا } قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ : لَا تَأْخُذُوا عَلَيْهِ أَجْرًا وَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُمْ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ يَا ابْنَ آدَمَ عَلِّمْ مَجَّانًا كَمَا عُلِّمْت مَجَّانًا .
مِنْ آدَابِهِمْ : نُصْحُ مَنْ عَلَّمُوهُ وَالرِّفْقُ بِهِمْ ، وَتَسْهِيلُ السَّبِيلِ عَلَيْهِمْ وَبَذْلُ الْمَجْهُودِ فِي رِفْدِهِمْ ، وَمَعُونَتِهِمْ ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَعْظَمُ لِأَجْرِهِمْ ، وَأَسْنَى لِذِكْرِهِمْ ، وَأَنْشَرُ لِعُلُومِهِمْ ، وَأَرْسَخُ لِمَعْلُومِهِمْ .
وَمِنْ آدَابِهِمْ : أَنْ لَا يُعَنِّفُوا مُتَعَلِّمًا ، وَلَا يُحَقِّرُوا نَاشِئًا ، وَلَا يَسْتَصْغِرُوا مُبْتَدِئًا فَإِنَّ ذَلِكَ أَدْعَى إلَيْهِمْ ، وَأَعْطِفُ عَلَيْهِمْ ، وَأَحَثُّ عَلَى الرَّغْبَةِ فِيمَا لَدَيْهِمْ .
مَنْ بَرِئَ مِنْ الْكِبْرِ نَالَ الْكَرَامَةَ .
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ : التَّوَاضُعُ مَصَائِدُ الشَّرَفِ .
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ : مَنْ دَامَ تَوَاضُعُهُ كَثُرَ صَدِيقُهُ .
وَقَدْ تُحْدِثُ الْمَنَازِلُ وَالْوِلَايَاتُ لِقَوْمٍ أَخْلَاقًا مَذْمُومَةً يُظْهِرُهَا سُوءُ طِبَاعِهِمْ ، وَلِآخَرِينَ فَضَائِلَ مَحْمُودَةً يَبْعَثُ عَلَيْهَا زَكَاءُ شِيَمِهِمْ ؛ لِأَنَّ تَقَلُّبَ الْأَحْوَالِ سَكَرَةٌ تُظْهِرُ مِنْ الْأَخْلَاقِ مَكْنُونَهَا ، وَمِنْ السَّرَائِرِ مَخْزُونَهَا ، لَا سِيَّمَا إذَا هَجَمَتْ مِنْ غَيْرِ تَدْرِيجٍ وَطَرَقَتْ مِنْ غَيْرِ تَأَهُّبٍ .
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : فِي تَقَلُّبِ الْأَحْوَالِ تُعْرَفُ جَوَاهِرُ الرِّجَالِ .
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ : مَنْ كَانَتْ وِلَايَتُهُ فَوْقَ قُدْرَةٍ تَكَبَّرَ لَهَا ، وَمَنْ كَانَتْ وِلَايَتُهُ دُونَ قُدْرَةٍ تَوَاضَعَ لَهَا .
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : النَّاسُ فِي الْوِلَايَةِ رَجُلَانِ : رَجُلٌ يُجِلُّ الْعَمَلَ بِفَضْلِهِ وَمُرُوءَتِهِ ، وَرَجُلٌ يَجِلُّ بِالْعَمَلِ لِنَقْصِهِ وَدَنَاءَتِهِ .
فَمَنْ جَلَّ عَنْ عَمَلِهِ ازْدَادَ بِهِ تَوَاضُعًا وَبِشْرًا ، وَمَنْ جَلَّ عَنْهُ عَمَلُهُ ازْدَادَ بِهِ تَجَبُّرًا وَتَكَبُّرًا .
وعلى هذا رب قائل يقول ما الحيلة لمن أراد النجاة من الشيطان المريد وفكر في نفسه ومولاه وحاول التخلص من عقدة التقليد والاعتصام بالعبيد وأراد دخول الجنة من غير وعيد فعليه أن يلزم عتبة قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)} النساء: ٦٩
أسأل الله الكريم المنان أن ينعم علينا بنعمة العلم والهدية والإيمان. خطبة للشيخ صلاح عبد الموجود، التوقيع ابو عاصم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
REDBULL
مـــشرف
مـــشرف
REDBULL



تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!.   تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112011-07-17, 15:46

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عقيدة السلف





تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!.   تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!. Icon_m112011-07-17, 23:31

والله مؤسف، الناظر لحال الأمة سفهاء الأحلام هم من أفسدوا الدين علينا والدنيا كذلك فنسأل الله ان ياخذهم أخذ عزيز مقتدر او يهديهم الى طريق الحق، ولا حول ولا قوة الا بالله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاهت السفينةُ وغَابَ الرُّبانُ!!!.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ملوزة :: المنتديات الدينية :: مواضيـــــع دينية-
انتقل الى: