خطوات الطريق إلى الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله المتفرد بصفات الكمال والجلال وحده .أحمده ربى وهو المتفضل علينا بنعمه ظاهرة وباطنة تترا وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله .. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم . انك حميدُ مجيد ..
أما بعد
أهلا ومرحباً بكم أخواني في الله في لقاء أسأل الله جل وعلا أن يجعله متجدداً بيينا بالحب والخير والإيمان .
وأقول لكم في بادئ الأمر
أنى أحبكم في الله
وأسأل الله جل وعلا أن يجمعنا بهذا الحب تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله انه ولي ذلك والقادر عليه
أخوتي في الله أعيروني عيون قلوبكم بارك الله فيكم ,,,,
فلما كان العلم من الأهمية بمكان فكان لابد لنا أن نخطو خطوات حقيقة في هذا العلم حتى نتعلم ونفهم فأنت في كل علم من العلوم تريد أن تفهم .. وهنا في أشرف أنواع العلوم وهو العلم الشرعي أنت تريد أن تفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ,, فينبغي لك أيها المريد أن تمشى على خطوات ترفع من أدائك في طلبك للعلم وترفع من همتك لحب العلم الذي تريد أن تتعلمه حتى تصل إلى ما تريد أن تتعلمه وهو رضا الله وجنته ودار مقامته,,
ولما كان هذا الأمر شاغلاً لنا جميعاً وأنت في زمن الفتن وزمن الغربة فوجب لنا أن نتعلم
ولكن ,,,,
من أين تأتى بعلمك ؟؟ ممن تتعلم وممن تأخذ علمك ؟؟
هل كل العلوم محمودة ؟؟
وكيف أحب ما أتعلمه ؟؟
وكيف أنهض به وأعمل به ؟؟
كيف أطهر الوعاء الذي أضع فيه العلم؟؟
هناك الكثير من التساؤلات والطموحات حاولنا بفضل الله جل وعلا أن نتطرق لها من خلال تلكم السلسلة التي أضعها بين أيديكم ..
فهيا بنا إلى سبيل النجاة .. إلى علم ننتفع به بإذن الله
هي خطوات على الطريق نبدأها مستعينين بالله جل وعلا عسى الله أن ينفعنا بها وان تكون دليلاً لنا يوم القيامة بإذن الله وتكون أنسينا في قبورنا فعلى بركة الله نبدأ
قال تعالى{ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما* يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا* وسبحوه بكرة وأصيلا* هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلي النور وكان بالمؤمنين رحيما* تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما} [الأحزاب:40-44].
آيات نتلوها وكثير منا يحفظها, وقفت عندها ورأيت فيها دستورا في خطوات إذا ما فعلتها أيها المسلم أعانتك على طريق الله, فقد أرسل الله رسولا ولم يجعله أبا لأحد من الرجال, ليكون خالصا في أبوته لأمته, وفيما رواه الدارمي في سننه يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: “إنما أنا لكم مثل الوالد للولد, أعلمكم”, وقال تعالى { وأزواجه أمهاتهم} [ الأحزاب:6] فأي شرف أعظم من هذا..!
فالخطوة الأولى: أن تجعل نفسك وكأنك ابن للنبي صلى الله عليه وسلم حيث إن الله سبحانه وتعالى قد خلاه من الولد, وماتوا جميعا في حياته صغارا أطفالا ولم يبلغوا دور الرجولة, اعتز بنبيك اعتزازك بأبيك, بل أكثر من ذلك بكثير, بحيث لا تكون هناك مقارنة بين أبيك وبين النبي صلى الله عليه وسلم, وقد تصاب العلاقة بينك وبين أبيك بشيء من الكدر أو الفتور, لكنها لا تصاب بينك وبين حبيب الله صلى الله عليه وسلم, استحضر صورته أمامك بالليل والنهار, عش معه فإن هذا سيعينك بلا شك علي كل خطوات الطريق إلى الله.
وبعدما أنزلت رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة المصاحب لك في كل وقت وحين, فإذ بك تستحي أن تفعل الذنب, وتستحي ألا تكون هناك همة, تستحي من ألا تذكر الله أو أن تنقطع عن ذكره سبحانه وتعالى ـ لأن أباك يراقبك ولأنه معك ولأنه مصاحبك ـ تستطيع أن تتخيله, لكن لا تستطيع أن تتخيل ربك, لأنها وثنية مفرطة, أما هذا فهو الذي جعله الله واسطة بينه وبيننا ـ ولا واسطة بيننا وبينه سبحانه وتعالى, لكن لا يكلمنا ـ فاجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم والدك ومصاحبك.
الخطوة الثانية: بعد ذلك أن تذكر الله ذكرا كثيرا بكرة وأصيلا, “لا يزال لسانك رطبا بذكر الله” [مسند الإمام أحمد]
الخطوة الثالثة: أن ترى دائرة نور ودائرة ظلام, النور فيه طاقة وفيه بيان وفيه حلاوة وله طلاوة يكشف عن الحقائق, والظلام فيه برودة ورائحته كريهة وأحواله مردية, والله جل جلاله يثني عليك لاتباعك لنبيك, ولإدراكك النور والظلمة, ولذكرك له كثيرا, فينقلك من الظلام إلى النور, ومن الضيق إلى السعة, ومن الاضطراب إلى الأمن والأمان والسلام في الدنيا أولا, يعني ستأخذ نصيبك هنا لأن كثيرا من الناس قد تعلقت قلوبهم بالدنيا, ولا يمكن أن نجذبهم إلى الله إلا منه, في الدنيا سيعطيك الله تعالى, وله ملكوت السماوات والأرض, ثم بعد ذلك يعطيك في الآخرة.
ثم انظر في هذه الكلمات التي لا يمكن لبشر أن يكتبها, إنما هي من عند الله {….وأعد لهم أجرا كريما} فسيكون فيه إعداد, عندما تعد لضيفك الطعام فإنك تتجهز له, بخلاف الطارق الذي يأتي من غير إعداد فإنك تقدم له ما وجد كثر أو قل, لكنه هنا فيه إعداد. والكرم حب والحب عطاء, والكرم في غير مقابل, فالله يعطيك من غير مقابل من غير حساب, والكرم مستمر, و(كريم) أي نفيس جيد غال في مادته, فالأجر في مادته سيكون نفيسا وفي شكله وفي مضمونه وفي أثره, وفي تلذذك به, كلمة وصف بها القرآن الكريم, لأنه لا مثيل له, وحفظ الله سبحانه وتعالى من أن نصف بالكرم كتابا غيره, فيقولون كتاب مبرور أو كتاب ثمين إلا كلمة الكريم, فإنها لا تستعمل في خطابات الملوك, والحمد لله رب العالمين,( كريم) هذه كلمة واحدة تجعلك تخرج من الدنيا بحذافيرها.
أيها المسلم: إذا أردت أن تنقل من دوامة الشهوات إلى طريق الله فعليك باتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه والد لك, ومصاحبا في طريقك إلى الله, فإنه هو المبشر والنذير, وهو المبشر والشاهد, وهو المبشر والآخذ بيدك إليه سبحانه, واذكر الله ذكرا كثيرا, وانتقل من دائرة الظلمة إلى دائرة النور بصلاة الله وملائكته عليك, ثم بعد ذلك استحضر نفاسة أجر الآخرة في مقابلة تفاهة الدنيا بما فيها ومن فيها, فإذا فهمت ذلك واستوعبته وغيرت مفهومك عن الحياة وعن الآخرة, واستصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم معك ـ كل يوم ـ فسيعينك ذلك علي نفسك في طريق ربك.
( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا )
خاتمة
بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله الملك الحق
المبين،لا إله إلا الله العدل اليقين،لا إله إلا الله ربنا ورب
آبائنا الأولين،سبحانك إني كنت من الظالمين،لا إله إلا الله
وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد يُحيي ويُميت وهو حي لا يموت،
بيده الخير وإليه المصير، وهو على كل شيء قدير.لا إله إلا الله
إقراراً بربوبيته،سبحان الله خضوعاً لعظمته،اللهمَّ يا نور
السماوات والأرض، يا عماد السماوات الأرض، يا جبار السماوات والأرض، يا
ديان السماوات والأرض، يا وارث السماوات والأرض، يا مالك
السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا عالم السماوات والأرض، يا
قيوم السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة اللهمَّ إني أسألك، أن
لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان،
بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، برحمتك يا أرحم
الراحمين بسم الله أصبحنا وأمسينا، أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمد رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب
فيها، وأن الله يبعث من في القبور.الحمد لله الذي لا يُرجى إلا
فضله، ولا رازق غيره الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في
السماء وهو السميع البصير اللهمَّ إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة
تُطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري،
وتُغني بها فقري، وتُذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها
سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتُبيّض
بها وجهي يا أرحم الراحمين اللهمَّ إليك مددتُ يدي، وفيما عندك
عظمت رغبتي، فأقبل توبتي، وأرحم ضعف قوتي، وأغفر خطيئتي، وأقبل
معذرتي، وأجعل لي من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً برحمتك يا
أرحم الراحمين اللهمَّ لا هاديَ لمن أضللت، ولا معطيَ لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدم لما أخرت، ولا
مؤخر لما قدمت.اللهمّ َ أنت الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل،
وأنت العزيز فلا تذل، وأنت المنيع فلا تُرام، وأنت المجير فلا
تُضام ، وأنت على كل شيء قدير اللهمَّ لا تحرم سعة رحمتك، وسبوغ
نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع
عني مواهبك لسوء ما
عندي، ولا تُجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا
أرحم الراحمين اللهمَّ لا تحرمني وأنا أدعوك... ولا تخيبني وأنا
أرجوك اللهمَّ إني أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم
اللهم من اعتز بك فلن يذل،
ومن اهتدى بك فلن يضل،
ومن استكثر بك فلن يقل،
ومن استقوى بك فلن يضعف،
ومن استغنى بك فلن يفتقر،
ومن استنصر بك فلن يخذل،
ومن استعان بك فلن يغلب،
ومن توكل عليك فلن يخيب،
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع،
ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،
اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا
اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا محمد و علي آله
و صحبه و سلم و الحمد لله رب العالمين
[/i][center]