بيان مقتل النبي يحي عليه السلام

وذكروا في قتله أسباباً من أشهرها أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه أو من لا يحل له تزويجها، فنهاه يحيى عليه السلام عن ذلك فبقي في نفسه منه فلما كان بينهما وبين الملك ما يحب منها إستوهبت منه دم يحيى، فوهبه لها فبعثت إليه من قتله وجاء برأسه ودمه في طست الى عندها فيقال انها هلكت من فورها وساعتها.

و قيل: بل أحبته امرأة ذلك الملك وراسلته فأبى عليها، فلما يئست منه تحيلت في أن إستوهبته من الملك، فتمنع عليها الملك ثم أجابها إلى ذلك فبعث من قتله وأحضر إليها رأسه ودمه في طست.
وكان دليلهم حديث النبي عليه الصلاة والسلام قال فيه بن كثير فى البداية والنهاية مجلد رقم 1 صفحة 497 يعنى فى الحديث هذا سياق غريب، وحديث عجيب،ورفعه منكرإنتهى كلامه. ولا يوجد حديث صحيح في مقتله والله أعلم

قال الامام ابن كثير ان ذلك فيه نظر والذى يظر لى والله اعلم _ ان يحيى علية السلام لم يقتل بل مات موتة طبيعيه بل هو كسائر الانبياءوالادله على ذلك ان الله قد قال فى حقه وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) فنتحن نعرف ان السلامه تنافى القتل فلابد السلامه من الافات وغيرها فمن باب اولى القتل فهو كما ولد سلاما وكذلك يوم يموت وكذلك يوم يبعث يوم القيامة وانه قال فى الايه يوم يموت والله اخبر عنه بذلك فلا ينافى الواقع وهناك فرق بين الموت والقتل فى اللغه فان القتل هو هدم البنية الجسديه فتخرج الروح اما الموت هو خروج الروح فتهدم البنيه الجسدية وكلاهما سواء القتل او الموت من ناحيه الجسد يعود الى التراب وتصعد الروح الى بارئها وايضا القران قد فرق بين الموت والقتل حيث قال ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افأ ن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم )ولا ينافى هذا القول من المفسرين انة سلامه الموت فى القبر فنقول انه كما يمتد السلامه من يوم ولد الى يوم يموت فمن باب اولى دخول السلامة يوم الموت وكذلك فى القبر سلامه من عذاب القبر فان هذا معلوم انه سلامه من عذاب القبر وفتنته فى حق الانبياء وايضا نقارن على طريقة القياس فى حق عيسى عليه السلام حيث انه قد قال فى حقه ( والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا)فنحن كانا نعرف ان عيسى عليه السلام لم يقتل حيث قال الله ( وما قتلوة وما صلبوة ولكن شبه لهم) وقال( بل رفعه الله اليه) فانه رفع الى السماء حيا وانه سينزل اخر الزمان ويقتل مسيح الضلالة فعيسى ايضا لم يقتل بل سوف ينزل اخر الزمان ويموت الموتة الطبيعيه وان هنا السلامه من الله على عيسى ويحيى وجميع الانبياء ونحن نعرف ان عيسى ويحيى اولاد خالة وهناك صفات مشتركة بينهم وقد جاء يحيى مصدق لعيسى ومؤمن بة والسلامه من الله على النبياء فى الدنيا والا خرة والصلاه عيهم من الملائكة ونطلب من الله الصلاه عليهم وهو الثنا ءعليهم فى الملا الاعلى كما قال ( وهو الذى يصلى عليكم وملائكتة) فمن باب اولى الانباء الصلاة عليهم فى الملا الاعلى كما قال فى حق النبى ( ان الله وملا ئكته يصلون على النبى يا ايها الذين امنوا صلوا عليهم وسلمو تسليما) وايضا القتل ينافى تسميته اذ اسمة يحيى وقد تولى الله تسميتة ( يزكريا انا نبشرك بغلم اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا )فان الاسم موافق للمسمى والواقع ام قوله تعالى ( ويقتلون النبيين بغير الحق) قلنا ان هنا انبياء قد قص الله اسمهم وقصصهم على الرسول ورسل لم يذكرها للنبى وهنا ك انبياء اخرى لم نعرفهم قد قص القران قصصهم ولكن لم يصرح باسمهم فالعبرة بالقصة انتهى والسلام عليكم ورحمه الله وبركاتة

والله اعلم

جزاك الله خيرا