يحكي رجل أنه كان يسكن بالقرب من مكة حرسها الله تعالي ...فيقول ذات يوم
من الأيام أصابني جوع شديد ولم أجد شيئاً أدفع به هذا الجوع فوجدت كيســــاً
مشدوداً بشرابة فأخدته وجئت به إلي بيتي فحللته فوجدت فيه عقداً من لــؤلــؤ
لم أرَ مثله فخرجت فإذا الشيخ ينادي عليه ومعه خرقة فيها خمسمائة دينــــــــــار
وهـــــــــــــو يقــــــــــــول : هذا لمن يرد علينا الكيس الذي فيه اللــــــــــــــــــؤلـــــؤ
فـــقلـــــــــــــــت: أنا محتاج وأنا جائع فآخذ هذا الذهب فأنتفع به وأرد عليه الكيس
فـــقلـــــــــت له: تعال إليّ فأخذته وجئت به إلي بيتي فأعطاني علامة الكيــــــس
وعلامة الشرابة وعلامة اللؤلؤة وعدده والخيط الذي هو مشدود به فأخرجته ودفعته
إليه فسلم إليّ خمسمائة دينــــــــــار فما أخذتها وقلت : يجب عليَّ أن أعيده إليك
ولا آخذ له جزاء فقال لي : لابد أن تأخذ وألح عليَّ كثيراً فلم أقبل ذلك منه فتركني
ومضي .......
وما كان من الرجل بعد ذلك إلا أنه ترك مكة وركب البحر فانكسر المركب وغرق الناس
وهلكت أموالهم وسلمت أنا علي قطعة من المركب فبقيت مدة في البحر لا أدري أين
أذهب فوصلت إلي جزيرة فيها قوم فقعدت في بعض المساجد فسمعوني أقرأ فلم يبق
في تلك الجزيرة أحد إلا جاء إليَّ وقال علمني القرآن وحصلت علي شئ كثيرمن المال
قـــــــــــــال : ثم إني رأيت في ذلك المسجد أوراقاً من المصحف فأخذتها أقرأ فيها
فقــالوا لي : تُحسن الكتابة ؟ فقلت : نعم فقــــــــالوا : علمنا الخط وبالفعل علمت
أولادهم وحصلت علي شئ كثير من المال........
فقـــــالوا لي بعد ذلك : عندنا صبية يتيمة ولها شئ من الدنيا نريد أن تتزوج بها
فأمتنعت فقــــــــالوا : لابد وألزموني فأجبتهم إلي ذلك فلما زُفوها إليَّ مددت عيني
أنظر إليها فوجدت ذلك العقد في عنقها وأطلت النظر حتي قالوا لي ياشيخ كسرت قلب
هذه اليتيمة من نظرك إلي هذا العقد ولم تنظر إليها ففقصصت عليهم قصة العقد فصاحوا
وصرخوا بالتهليل والتكبير حتي بلغ أهل الجزيرة فقلت ما بكم ؟ فقالوا : ذلك الشيخ الذي
أخذ منك العقد هو أبو الصبية وكان يقول ما وجدت في الدنيا مسلماً أفضل من الذي رد عليَّ العقد وكان يدعو ويقول : اللهم اجمع بيني وبينه حتي أًزوجه بابنتي والآن قد حدث