قد يتبادر إلى ذهن أي أحد منكم إن رأى مجنونا أو متسولا في مجتمع مثل المجتمع الجزائري معنى أو كلمة كرامة الإنسان أو ماء الوجه خاصة في سنوات مضت أو بالأحرى في سنوات الرخاء غير أنني لاحظت في هذه الآونة الأخيرة وخاصة في هذه العشرية تفاقم و استفحال ظاهر التسول و الجنون المتلازمين تلازم الظل بالشيء حيث تعددت الأساليب والحيل في كسب مال التسول و لربما فاق المتسول في ثروته ثروة الموظف الحكومي على مر السنوات ولو كلفه ذلك دوسه على كرامته الإنسانية وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي تنهانا عن التسول بل وتحرمه مصداقا لقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في معنى حديثه لأن يذهب أحدكم فيحتطب فيبيعه في السوق خير من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه أو كما قال رسولنا الكريم و كذلك التشريع الجزائري الذي يمنع التسول.
أما عن ظاهرة الجنون فكادت تحول من ظاهرة غير عادية إلى ظاهرة روتينية ألفها الناس في شوارعنا رغم تبعاتها و آثارها السلبية فهل يمكننا أن نفسر أو نرجع ذلك إلى ضعف في الرعاية النفسانية أو معالجة الصدمات النفسية أو لغياب الضوابط الأمنية في حفظ أمن سلامة الناس الجسدية أو نأول ذلك إلى عوامل اقتصادية واجتماعية كالفقر و الطلاق و الأزمات المالية و السرقة....أو ربما لأكثر من ذلك عوامل عقائدية كضعف الإيمان بالله و قضائه وقدره و الرضا بما كتبه الله من رزق و عيال وربما قد أختم مشاركتي هذه بقولى جل وعلا
( ولنبلونكم بشي من الجوع و الخوف ونقص من الأموال والأنفس و الثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولائك عليهم صلوات من ربهم و رحمة وأولئك هم المفلحون))صدق الله العظيم أفتوني في هاتين الظاهرتين إن كنتم للظواهر تعبرون....؟..؟