ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى أله الطيبين الطاهرين أما بعد.
كيف نتعلم العقيدة الصحيحة؟
ما السبيل الى معرفة العقيدة الصحيحة وما السبيل الى البعد عن العقائد الفاسدة التى ماجت بها المجتمعات قديما وحديثا ولتعلم أخى المسلم أن طريق الحق واحد ليس بمتعدد وطرق الباطل كثيرة ومتفرعة فعليك بطريق الحق وعض عليه بنواجذك واياك وطرق الباطل فلا تلتفت اليها وكى نتعلم العقيدة الصحيحة علينا بالاتى
1- تربية الناس على منهج أهل السنة والجماعة في تلقي العقيدة والتي من أهمها/( وسبب اختيار لفظة أهل السنة والجماعة للتميز عن أهل البدع والأهواء فأهل السنة هم المتبعون لكتاب الله وسنة رسوله حرفا حرفا وشبرا شبرا ).
أولاً: حصر مصدر تلقي العقيدة في الكتاب والسنة، فطريقة أهل السنة والجماعة هي الاعتصام بكتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله الصحيحة والتسليم بما جاء عن رسول الله من دون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل وأي عقيدة مستمدة من غير الكتاب والسنة الصحيحة وما انبنى عليهما من إجماع إنما هي عندهم ضلال وبدعة ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فما نحن فيه الان من نزاعات وما نعانيه من سوء فى الحكم وفى الادارة هو بسبب البعد عن المنهج الصحيح واستبدال كلام الله وتشريع الله بالقوانين الوضعية التى لم ولن تحرك ساكنا أو تسكن متحركا
ثانياً: فهم النصوص بفهم الصحابة الذين علمهم النبي وكذا التابعين وتابعي التابعين أهل القرون الثلاثة المفضلة.
فصفة التسليم للنص الشرعي من أهم صفات أهل الإيمان
كما أن تربية الناس على هذا الأصل فيه تحصين لهم من خطر الشبهات والأفكار المنحرفة والتي باتت قريبة من كل أحد في عصر الفضائيات المفتوح.
2- تناول قضايا التوحيد الرئيسة مثل
-توحيد الربوبية: يبدأ الداعية بتعريفهم بالله - جل وعلا- وربط قلوبهم به، وأحسن السبل في ذلك هو: تناول الآيات التي تتكلم عن بديع صنع الله في خلقه وما في الكون من إعجاز بالشرح والتفسير.
-توحيد العبادة وسد الطرق الموصلة إلى الشرك: وهذه هي القضية الكبرى التي دعا إليها جميع الأنبياء والرسل ودارت حولها جهودهم
ويشمل هذا المحور التعريف بمعنى العبادة ووجوب إخلاص العبادة لله وحده
-توحيد الأسماء والصفات
إنّ لتوحيد الأسماء والصفات شأن عظيم وأثر كبير في القلوب فعلى الداعي أن يوليه عناية كبيرة لتعلّمه وتعليمه وبثّه في الناس.
والقرآن الكريم تضمن الحديث المباشر عن الله - تعالى- عن ذاته وأسمائه وصفاته ومنه يستقي الداعي فيعلّم المدعوين معاني الأسماء والصفات وآثارها في النفس والكون والواقع الذي نعيشه ومعنى إحصائها وكيفية التعبد لله - تعالى- بها، وقطع الطمع عن إدراك كيفيتها والإيمان بما ورد عنها في القرآن والسنة كما وردت في النصوص دون تشبيه أو تكييف أو تعطيل أو تحريف.
إن من أعظم ثمار معرفة أسماء الله -جلا وعلا- والإيمان بها هو: الفهم الصحيح لمدلولاتها والتجاوب مع هذا الإيمان وهذا الفهم، بحيث لا تصبح مجرد مفاهيم ذهنية لا رصيد لها في واقع الحياة على الفرد والأمة.
إن معرفة الاسم ومن ثم معرفة الصفة تجعل المسلم يتجاوب مع تلك الحقائق ويتأثر بها إنه لا بد من العلم الذهني والإيمان القلبي والتفاعل الواقعي ماذا يفيد معرفة أن الله هو الرزاق وهو يطلب الرزق من غيره؟ ويعلم أنه العزيز القوي الجبار، ويطلب العزة من سواه؟ ويدرك أنه السميع البصير العَلِيمٌ ولا يستحي منه - جل وعلا- في صغيرة ولا كبيرة؟ ويقول إنه الواحد وصفته الوحدانية ويشرك معه في الطاعة والعبادة وغير ذلك من أنواع الشرك من الأحياء والأموات.
3- تأصيل عقيدة الولاء والبراء في نفوس المدعوين
فإنه من أصول العقيدة الإسلامية ومعناه أنه يجب على كل مسلم يدين بهذه العقيدة أن يوالي أهلها ويعادي أعداءها فيجب أهل التوحيد والإخلاص ويواليهم ويبغض أهل الإشراك ويعاديهم لا كما يحدث الان من أن الكثير من جهلة المسلمين يكونو أول المهنئين للنصارى بعيد القيامة المجيد ونحوه بل ويذهبون الى الكنيسة لمشاركتهم فى مراسم هذا العيد الكفرى -فهذا العيد كما يقولون أن بن الله عيسى كما يزعمون صلب ومات ثم قامت قيامته بعد ثلاثة أيام من موته وصعد الى السماء ونبرأ الى الله من هذا الضلال والافك المبين-
فإذا كان هذا هو فهم المسلم فقد رضى لنفسه بمركز الذَنَب لأسافل الناس وأحقرهم وهو الذي رفعه الله - تعالى- بإيمانه وتوحيده ليقود العالم بأسره ويعبد الله- جل وعلا- فجعله الله الأعلى بإيمانه وجعل عُلُوّه هذا مقتضٍ لعزةٍ وفرحٍ دائمين ملازمين له ما دام معه إيمانه بالله - تعالى-، قال - تعالى-: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)[آل عمران: 139]
هذا الكلام ليس وعظاً مؤثرا نخاطب به الناس وإنما قوانين وسنن ربانية لا تشذ ولا تخطيء هكذا ينبغي أن نعلمهم إياها.
ومن أفضل الأوقات لطرح هذه القضية عند ملابسة المسلمين لمواطن غيابها أو ضعفها مثل وقت الاحتفال بالأعياد الدخيلة مثل عيد الحب عيد النيروز أو ما يسمى بـ(شم النسيم).
وكذلك يطرح الدعاة قضية الولاء والبراء عند تفنيد مظاهر التغريب التي غزت ديار المسلمين في الأفكار والتوجهات والجوانب العملية مثل التشبه بالكافرين وتقليدهم في الملابس وغيرها.
4- التأكيد على معاني الاعتزاز بالدين والاستعلاء بالإيمان والتوحيد
والاستعداد التام لبذل الأرواح والمهج في سبيلها والتأكيد على أن نهضة الأمة تكمن في عودتها للتمسك بدينها وأن المسلمين لم يتأخروا إلا يوم فرطوا في دينهم وانهزمت تلك معاني العزة في نفوسهم.
ومن الممكن عرض هذا الموضوع من خلال القصص القرآني والنبوي (قصة أصحاب الأخدود- مؤمن آل فرعون- مراحل الدعوة المكية وعرض ما تحمله النبي وأصحابه في سبيل دينهم وعقيدتهم).
ربط العقيدة بالسلوك
وهذا المحور هام جدا لأن مهمة الأنبياء لم تقتصر على مجرد بيان العقيدة وتبليغها إذ أنّ المعرفة الذهنية بمجردها لا تصنع شيئاً مهما كانت قوية وباهرة بل لابد أن تنتقل من الذهن إلى القلب فتصبح وجدانا حيا يملؤه ثم تفيض آثار ذلك الوجدان على الجوارح فيتحول إلى سلوك عملي ينبض بروح التوحيد في واقع الحياة فيصير سلوك المسلم هو التطبيق العملي لشريعة الإسلام منطلقا فيه من عقيدته وتوحيده.
وقال –صلى الله عليه وسلم- ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)).
الربط واضح تماماً في الحديث الشريف كذلك بين العمل والعقيدة، فمن كان مؤمنا حقا مصدقاً بالله - تعالى- واليوم الآخر وما فيه من جزاء الأعمال فسيدعوه ذلك الإيمان إلى الالتزام بتلك المكارم رغبة في ثوابها.
هذا هو نهج القرآن الكريم والسنة النبوية في الإصلاح فعلاج الانحرافات الخلقية والاجتماعية وغيرها لا يأتي إلا تبعا لتحقيق التوحيد والاستسلام التام لله - عز وجل- والخضوع لأمره وتعظيم شريعته والرضا بها كمنهج متكامل للحياة.
إن قضية العقيدة لا تنحصر في بعض القضايا العلمية فقط، ولكنها طاقة حية وقوة دافعة ولذلك مثّل الله - تعالى- لها بالشجرة الطيبة عميقة الجذور وفيرة الثمار وارفة الفروع والظلال قال - تعالى-: (ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكُلَها بإذن ربها) [إبراهيم: 24، 25]
فليست العقيدة هي دروس نظرية يعلمها الدعاة للناس وإنما عليهم أن يعلموهم كيف يقيمون الحياة كلها على مقتضى هذا العلم.
إن حاجتنا إلى العقيدة فوق كل حاجة وضرورتنا إليها فوق كل ضرورة لأنه لا سعادةَ للقلوب ولا نعيم ولا سرور إلا بأن تعبد ربها وخالقها.
ودعوة الناس إلى توحيد الله علما وعملا ومعرفة في القلب والضمير وعبادة وتوجهاً بالعمل والسلوك هي السبيل الوحيد لنصر المسلمين على عدوهم ولعودة الأمة إلى سالف مجدها وعزّها وإلى دورها المنوط بها في قيادة البشر، وتعبيدهم لله - تعالى- وحده لا شريك له.
ولذلك فإن على الدعاة اليوم تبعة ثقيلة فهم فى مهمة جليلة القدر فعليهم أن يكونوا على قدر هذه المسئولية
فالله الله شباب وفتيات الاسلام فعليكم بحبل الله المتين واستعصموا بعقيدتكم مهما حاول أهل الكفر ابعادكم عنها فانها مصدر عزتكم وقوتكم ويحضرنى قول عمر بن الخطاب-رضى الله عنه رغم أنوف الشيعة الروافض-(أعزنا الله بالاسلام فمتى ابتغينا العزة فى غير الاسلام أذلنا الله)
والله أسال أن يرد المسلمين الى دينه ردا جميلا انه ولى ذلك والقادر عليه.