مليح جوكجيك" رئيس بلدية أنقرة التركية في حوار للشروق:
ملايين الأتراك مجندون لفضح مذابح فرنسا في الجزائر
2012.01.24 حاروته: فريدة لكحل
مليح جوكجيك رئيس بلدية أنقرة التركية
نصب تذكاري ناطق بنشيد قسما أمام سفارة باريس بأنقرة
شخصيات ثورية جزائرية مدعوة للإشراف على تمجيد الشهداء في شوارع أنقرة
يكشف "مليح جوكجيك" رئيس بلدية أنقرة التركية في هذا الحوار المقتضب الذي خص به الشروق، تفاصيل الإجراءات التي اتخذتها البلدية ضمن العقوبات المتخذة ضد باريس بعد مصادقة الجمعية الوطنية الفرنسية على قانون معاقبة "إنكار المذبحة الأرمينية"، حيث كشف عن أسماء الشوارع التي سيتم تغيير أسمائها، وكذا النصب التذكاري المخلد لإحدى مجازر فرنسا في الجزائر إبان العهد الاستعماري.. حول خلفية هذا الإجراء، تفاصيل أكثر عنه وتاريخ تدشينه يتحدث "مليح جوكجيك"..
تناقلت وسائل إعلام تركية مؤخرا قيام بلدية أنقرة بالعديد من الإجراءات ضد الحكومة الفرنسية، في مقدمتها تغيير اسم شارعين كانا يرمزان لتاريخ فرنسا إلى أسماء اثنين من قيادة الثورة الجزائرية، هل هذا صحيح وما خلفية هذا الإجراء؟
أولا، نعم هذا صحيح، فبلدية أنقرة اتخذت عدة إجراءات عقابية ضد الحكومة الفرنسية، في مقدمتها تغيير أسماء ثلاثة شوارع كانت ترمز لفرنسا هنا في أنقرة، ويتعلق الأمر بثلاثة شوارع كبرى ورئيسية في أنقرة، شارع باريس، شارع ديغول، والشارع الثالث يتعلق بشارع ستراسبورغ، وستغير أسماء هذه الشوارع إلى أسماء جزائرية ترمز لثورتها الكبيرة، ولم يتوقف الإجراء عند هذا الحد، بل ستقيم البلدية نصبا تذكاريا مخلدا لإحدى المذابح الكبيرة التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في حق الشعب الجزائري، وذلك أمام سفارة فرنسا ببلدية أنقرة، أما عن خلفية هذا الإجراء فهو ليس وليد اليوم، بل قررت البلدية هذه التغييرات منذ سبع سنوات، وكانت تطرح الفكرة على مجلس البلدية، غير أنه لم يتم التصويت عليها مثل ما صوتوا على المشروع الآن.
بما أن فكرته طرحت منذ سبع سنوات ولم يتم التصويت عليه، هل ستقوم فعلا بلدية أنقرة بتطبيقه، أم أنه سيبقى مجرد تهديد لفرنسا، وهل لاقى قبولا من قبل المواطن التركي؟
لقد اتخذت البلدية جملة من القرارات لوضعها حيز التنفيذ، وما اجتماع نهاية هذا الشهر إلا تدعيما وتفصيلا لتطبيق القرار، أما عن قبول الشارع التركي للقرار فإن الفكرة أصلا كانت من طلبة أكبر جامعة في تركيا وهي جامعة غازي، حيث تقدموا بها منذ سبع سنوات كما ذكرت سالفا، وقمنا سابقا بتقديم نموذج النصب التذكاري إلى سفير الجزائر في تركيا، وهو على مكتبه الآن.
هل اتصلتم ببعض الجهات الجزائرية للتنسيق في هذا الموضوع، خاصة في اختيار أحد قادة الثورة الجزائرية، أو الشعار الذي سيوضع على النصب التذكاري؟
لا، لم نتصل لغاية اليوم بأي جهة جزائرية من أجل اختيار الأسماء، غير أن مجلس البلدية يشتغل على هذه المسألة، وسنجتمع من أجل هذا القرار في نهاية هذا الشهر، لإصدار الشكل النهائي له، لكن لغاية الآن لدينا الإسم الذي سنستبدل به شارع باريس الذي تتواجد فيه السفارة الفرنسية في أنقرة إلى اسم شارع الجزائر، لكن شارع ديغول وشارع ستراسبورغ سنطلق عليهما أسمين لاثنين من قادة الثورة الجزائرية.
على أي أساس سيتم اختيارهما؟
سنختار الإسمين على أساس أكبر قائدين تعرضا للتعذيب على يد القوات الفرنسية إبان الثورة الجزائرية، أما النصب التذكاري فهو سيخلد أكبر مذبحة ارتكبتها فرنسا في حق الشعب الجزائري، ونفكر في إضافة على النصب، تتمثل في النشيد الوطني الجزائري، ومن أراد الاستماع له ما عليه إلا الضغط على الزر الذي سنزوده به.
لماذا تم اختيار الجزائر بالضبط وليس إحدى المستعمرات الفرنسية الأخرى باعتبارها ارتكبت فيها جرائم مشابهة؟
صحيح، أن جرائم فرنسا شملت العديد من الدول عبر العالم، أقربها لتركيا كانت في سوريا، لكن لا أعتقد أنها ارتكبت جرائم أفظع وأبشع مما ارتكبته في الجزائر، فهي لم تعذب مواطني أي دولة استعمرتها مثلما فعلت بالجزائر، ولم تقم بقتل أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، في أي بلد آخر مثل ما قتلت في الجزائر، مذابح، مجازر شنيعة انفردت بها في الجزائر.
بعيدا عن بلدية أنقرة، هل ستتوقف هذه الإجراءات على تغيير أسماء الشوارع، هل يتوقف الأمر على هذا الاجراء، أم له متابعات أخرى؟
أبدا، ما هذه الإجراءات إلا بداية لجملة أخرى من مثيلاتها، بل أكثر من ذلك، حيث سنعمل على إيصال وتبصير العالم بجرائم فرنسا في الجزائر ومذابحها، ووفرنا كل الإمكانات لذلك، حيث ستقوم الجالية التركية في أوروبا والعالم بتنظيم معارض كبيرة، توثق وتؤرخ وتفضح جرائم المستعمر الفرنسي في الجزائر، كما أننا سنستخدم الإعلام والفن لذلك.. سنوصل لكل العالم ما ارتكبته فرنسا من قتل وتشريد وتعذيب في الجزائر عبر مختلف الوسائل المتاحة اليوم، وستعمل جاليتنا في مختلف دول العالم، خاصة في أوربا على ذلك.
ما أهمية هذا الإجراء في نظرك، وفيما سيضر فرنسا؟
أهم وأول شيء أن الإعلام الدولي سيحكي عن هذا الإجراء الذي يجرم ما قامت فرنسا به تجاه الشعب الجزائري، وهي إجراءات عقابية رمزية. غير أنها ستؤثر كثيرا على فرنسا، وهذه الإجراءات لن تقتصر على بلدية أنقرة، بل هي إضافة إلى الإجراءات التي اتخذتها وستتخذها الحكومة التركية، وبعض الجهات غير الحكومية، والتي دعت لمقاطعة المنتوجات الفرنسية.
متى سيتم تغيير الشوارع وإقامة النصب التذكاري؟
نحن ندرس الأمر، وكل ما يتعلق بهذا القرار سيتخذ نهاية هذا الشهر، لكن سيكون عن قريب، ونفكر في دعوة العديد من الشخصيات الوطنية الجزائرية، إضافة إلى الشخصيات والهيئات التي دعّمت قرار تركيا بهذا الشأن مؤخرا، وسنوجه الدعوة للمجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد التي ستكون ضيفة الشرف في حفل الافتتاح.