إعلم رحمك الله وبارك الله فيك أن بيان حال أهل الأهواء من الأمر بالمعروف ونهي عن المنكر فلا نقول إلا ما قاله أهل العلم الثقات العارفين بكتاب الله وسنتى نبيه عليه الصلاة والسلام بحجة وبرهان فإن كنا بعقيدة وعزم وحسن قصد وفقنا الله لرؤية الحق ولو زغ عليه كثير من الناس فبمعرفتنا للحق تزول الشبه ويظهر الرجال على حقيقتهم إن كانو للحق يدعون أو بالشبهات يهيمون فيظلون ويظلون فقد بين السلف حال أهل البدع وخطورتهم على الدين ولنذهب ونرى ماذا قال السلف :::::::::::::::::وأبدأبكلام الإمام أحمد رحمه الله تعالى في أصول السنة حيث قال في مطلعها:
أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله والإقتداء بهم وترك البدع
وكل بدعة فهي ضلالة وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء،،،،،،،،،،،،
قال الإمام عبد الله بن الإمام أحمد رحمهماالله في (السنة والرد على الجهمية ج2ص38مكتبة الإمام البخاري رحمه الله)بسنده إلى الحسن بن شقيق:قال قلت لعبد الله يعني ابن المبارك:
سمعت من عمرو بن عبيد؟قال هكذابيده أي كثيرا قلت فلم لا تسميه وأنت تسمي غيره من القدرية ؟ قال: لأن هذا كان رأسا
وقال لإمام البربهاري رحمه الله:في شرح السنة(ص429مع تعليق الشيخ صالح الفوزان حفظه الله \دار الأمة):قال فضيل بن عياض رحمه الله: إذا رأيت رجلا من أهل السنة فكأنما أرى رجلا من أصحاب رسول الله، وإذا رأيت رجلا من أهل البدع فكأنما أرى رجلا من المنافقين
وفي سنة ابن أحمد السابق ص32:حدثني أبي حدثنا إسحاق بن عيسى أخبرني مالك عن عمه أبي سهيل قال كنت مع عمر بن عبد العزيز رحمه الله فقال لي:ما ترى في هؤلاء القدرية؟
قال قلت : أرى أن تستتيبهم فإن قبلوا وإلا عرضتهم على السيف
فقال عمر بن عبد العزيز ذلك هو الرأي
قلت لمالك:فما رأيك أنت؟قال : هو رأيي
وفي شرح السنة السابق ص434:(وقال الفضيل بن عياض :لاتجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة
وقال الفضيل بن عياض :من جلس مع صاحب بدعة في طريق ، فجز في طريق غيره)
وفي ص437:وقال الفضيل بن عياض:إذا علم الله من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة غفر له
وإن قل عمله، ولا يكن صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا نفاقا،ومن أعرض بوجهه عن صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر ، ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة، فلاتكن
صاحب بدعة في الله أبدا.انتهى
وعن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين في الفجر ، فنهاه ،فقال : ياأبا محمد يعذبني الله على الصلاة؟!
قال لا،ولكن يعذبك على ترك السنن (الباعث على انكار البدع والحودث،وصححه الشيخ ناصر في الإرواء_236_،ورحم الله جميع علمائنا وإيانا)
وعن ابن عونقال جاء رجل إلى محمد(يعني ابن سيرين)فذكر له شيئا من القدر,
فقال محمد: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر
والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
قال ووضع اصبعي يديه في أذنيه،وقال: إما أن تخرج عني وإما أن أخرج عنك،
وقال:فخرج الرجل قال :فقال محمد:إن قلبي ليس بيدي وإني خفت أن ينفث في قلبي شيئا
فلا أقدر أن على اخراجه منه, فكان أحب إلي أن لاأسمع كلامه.
الإبنة الكبرى لإبن بطة ص110وأعلام السلف لأحمد فريد ص108واللفظ له . ورحم الله علماءنا
فائدة : في هذا رسالة باسم
( موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء و البدع ) في مجلدين
تأليف الدكتور : ابراهيم الرحيلي
الناشر : مكتبة العلوم والحكم
المدينة المنورة هاتف : 8452273 ص ب 688
فإنكار المنكر له ثلاث مراتب، بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم. ولا شك أن البدع من جملة المنكرات التي يجب إنكارها وبيان زيفها.
فنرجو أن نبحث عن الحق فيتجلا لنا الباطل فلا نغتر بالرجال وإن قالو وفعلو حتى نعرض أعمالهم على الكتاب والسنة .
والله من وراء القصد والله أعلم.