أ. بعيطيـش عبد الحميد
قسم التاريـخ وعلم الآثـار
- جامعـة باتنـة
تحتوي الصحراء الجزائرية على الكثير من الملامح الأثرية التي تؤكد العلاقة العميقة بين الإنسان والوسط الطبيعي الذي كان سائدا في الفترة النيوليتية، ولعل من بين هذه الملامح، تلك النقوش والرسومات الصخرية المنتشرة في أرجاء الصحراء خاصة بمنطقة الطاسيلي والهقار، والتي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين.
فللصحراء أهمية بالغة للإنسان بما تحتويه من خصائص، فجميع الدراسات التي تناولت موضوع النقوش والرسومات الصخرية تُجمع على أن منطقة الطاسيلي مثلا كانت منذ القدم ملتقى الحضارات الإنسانية، بدليل وجود معالم أثرية تدل على استمرارية حضارية بالمنطقة، ويعود تاريخ الاستيطان البشري بها إلى عصور ما قبل التاريخ، كما شهدت أوج ازدهار لها في مرحلة العصر الحجري الحديث أو "النيوليتي" (Néolithique)(1) حوالي 8000 ق.م، وهذا ما جعلها مركزا رئيسيا لحضارة كبيرة شملت الصحراء الوسطى وامتد إشعاعها إلى باقي أجزاء إفريقيا خلال فترة ما قبل التاريخ.
كما كانت الظروف المناخية في تلك الفترة مواتية لاستقرار الإنسان وازدهار الحضارة، ورغم أن منطقة الطاسيلي تبدو جرداء قاحلة إلاّ أنها تتوفّر على مخزون هام من المياه الجوفية تعود إلى مرحلة ما قبل التاريخ وتغذيها الأودية باستمرار، وحسب الخبراء فإن هذه المنطقة كانت رطبة مغطاة بالنبات أكثر مما هي عليه اليوم، وقد سعى فيها الإنسان إلى إقامة القرى التي تضم عددا كبيرا من المساكن والأفراد والتي تعبّر عن استقرار دائم في فترة من فترات ما قبل التاريخ.
وهنا يذهب بنا التساؤل عن تصور الحياة اليومية لهذا الإنسان من خلال مشاهد الرسوم الصخرية التي خلفها لنا باعتبار أن الفن هو المعيار الرئيسي لتطور المجتمعات كونه نتاج تفتق الذهن البشري، ومقارنة هذه المشاهد بذهنية الشعوب البدائية في عصرنا للحصول على نتائج في هذا الشأن، وهذا ما سنجيب عنه من خلال هذه الدراسة.
Algerian desert contains a lot of archaeological features that proves the profound relationship between humans and the natural environment that existed in the Neolithic period Perhaps among these features is the inscriptions and rock paintings scattered across the Algerian desert, specially in area of Tassili and Hogar the latter is dating thousands of years back.
Over the centuries Sahra consists a big importance for man, with it's, properties, all studies on the subject of carvings and rock paintings agree that the area of Tassili for example, was a meeting point of human civilizations, , and the evidence is the monuments that show the cultural continuity in the region due the human settlement dates nearly to 6000 BC. (ie, in the Neolithic period ) based on the history of rock inscriptions and drawings, and this is what made it a key to a great civilization, including the central Sahara and its influence spread to other parts of Africa during the prehistoric period.
The climatic factors are motives to the stability of humans and the prosperity of civilization, even though the Tassili seems barren, but it's available of important groundwater stocks date back to the pre-history , according to experts, this region was covered by vegetation more than it is today man worked on the establishment of villages with a large number of dwellings and inhabitants, which reflects the long stability, and the settled societies started to grow and spread.
Because art is the main criterion for the development of societies as a result of mind craft which attracted man in the first attempts to portray his life on the walls of caves and rocks and that make us wondering and imagining the daily life of this Sahraian man through the scenes of rock drawings and with comparing these scenes to the primitive mentality to our time in order to get results in this regard, and this is what will answer him through this study.
مشكلـة الدراسة:
كشفت التنقيبات الأثرية في الصحراء الجزائرية على آثار مادية وكتابات صخرية يرجع تاريخها إلى فترة العصر الحجري القديم، مما أوحى إلى الباحثين بأن ذلك دليلا إما على كثافة نسبية في عدد السكان، أو أن أولئك الناس قد أقاموا لفترة طويلة من الزمن في ذلك المكان، ومن بين هذه الأماكن الصحراوية الهامة التي استوطن فيها الإنسان البدائي منطقة الطاسيلي التي تقع في الجنوب الشرقي من الجزائر، والتي عرفت حضارة كبيرة شملت الصحراء الوسطى وامتد إشعاعها إلى أجزاء من إفريقيا.
فنحن إذا تحدثنا عن الوسط الطبيعي في الجزائر ، فإنما نتحدث عن أكبر جزء منها وهي الصحراء ، فمن الناحية الجيولوجية ، لا نعلم عن الصحراء إلا القليل ، وذلك راجع إلى عدة أسباب منها:
أولاً: أن علوم الأرض نشأت في أوروبا، وهي القارة الوحيدة التي ليست فيها صحراء ، لذلك لم يهتم العلماء الأوائل بتضاريس الأراضي الجافة، ومعظم من جاء بعدهم أخذ عنهم.
ثانياً: أن الصحراء واسعة ويصعب الترحال فيها ، ولا يقصد دراستها إلا قلة من العلماء.
ثالثاً: يغطي سطح الصحراء خليط من فتات الصخور والرمال، ويصعب على الجيولوجي تحديد أصل الرواسب وتاريخ تطورها، وإن كنا نجهل الأحداث التي أثرت على حياة جماعات ما قبل التاريخ ، فإن مساحة الموقع، ومكان تأسيسه، وطبيعة مختلف أجزائه المكونة ، يمكن أن تعطينا مؤشّرات حول تركيبة الجماعة التي سكنته وبنيتها الاجتماعية وعلاقتها بالطبيعة.
ولهذا فإن طبيعة قيام نمو حضاري في الصحراء الجزائرية وبالخصوص في منطقة الطاسيلي فيما قبل التاريخ مسألة يصعب أن نتتبعها بدرجة ملحوظة ، ذلك أن عملية تأريخ البقايا الأثرية الصحراوية المبكرة تثير إشكاليات متباينة، فالدورات المُناخية الكبرى التي نتجت عنها العصور الجليدية الأوربية والفترات التي بين العصور الجليدية لم تُحدِث في شمال إفريقيا أكثر من مجرد تقلّبات في كميات سقوط الأمطار، كما أن التّغيّرات التي طرأت على الحياة الحيوانية كانت من التدرج بحيث لا تفيد الحفريات إلا فائدة قليلة في معرفة تاريخ ما يُعثر عليه.
ولما كانت دراسة التاريخ الحضاري من أعقد فروع الدراسات القديمة والحديثة، والمراجع لازالت قليلة وتفتقر في معظمها إلى التّعميق والتحليل، كما أن الآثار التي أُمكن العثور عليها كانت غالبيتها في حالة بالية بعد أن دمّرتها وشوهتها عاديات الطبيعة.
كما أن معرفة التغيرات المناخية الصحراوية في الزمن الجيولوجي الرابع، أصبحت ذات فائدة أساسية في دراسة التطورات البيئوية، فنظرا إلى أن الجزائر تكتسحها الصحراء بنسبة كبيرة وتزداد هذه المساحة بمرور الزمن، فإن هذا القفر الواسع سيلعب دورٌ في مستقبل البلاد تكون أهميته على قدر معرفتنا الدقيقة لماضيه، وأن نكران ذلك يحرفها من كل ركيزة معقولة ومن كل قيمة معلومة.
الموقع الجغرافي والفلكي لمنطقة الطاسيلي نآجر(2):
تقع منطقة الطاسيلي ناجر في الجنوب الشرقي من الجزائر، يحدها من الشمال العرق الشرقي الكبير( منطقة اساون نيغرغارن وبوراغت)، ومن الجنوب منطقة عيسو وإين الزوا المتاخمة للحدود النيجيرية، ومن الغرب عرق أمقيد، ومن الشرق إن أزاق ومنطقة فزان الليبية.(3)
أما فلكيا فقد اختلفت الأبحاث في تحديد حدودها الحقيقية بسبب الاختلاف في إدراج بعض المناطق ضمن منطقة الطاسيلي، فبينما نجد الباحث إبراهيم العيد بشي يحددها بين دائرتي عرض 21° و 28° شمالا، وبين خطي طول 5° و 20° شرق خط غرينيتش(4)، نجد الباحث جون دوبياف ( Dubief.J) يحددها بين 23° و 30° شمالا بالنسبة لدوائر العرض، وبين 5° و 14° شرقا بالنسبة لخطوط الطول(5).
وتعتبر منطقة الطاسيلي هي نفسها إقليم الحظيرة الوطنية للطاسيلي التي أنشأت بموجب القرار الوزاري رقم 168 الصادر بتاريخ 26 جويلية 1972م الذي جاء في المادة الثالثة منه:
" تشمل - حظيرة الطاسيلى الوطنية - أراضى الهضبة التي تدعى - طاسيلى آزجر- وحدودها الجغرافية هي:
-من الشـرق: الشـريط الحدودي مع الجماهيرية العربية لليبية.
-من الجنوب الشرقي: الحدود مع جمهورية النيجر حتى وادي تافساست غربا.
- من الجنوب الغربي: إلى الشمال الغربي: يسلك حدها جبال ايدمبو حتىتلتقي بالجرف في علوتين - نوار، ويمتد هذا الجرف إلى أمقيد.
- من الشمال: يكون حد الجبل هو منطقة التماس بين الهضبة والمكثبات يجسده طريقإليـزى- أمقيد المعبد غربا، وطريـق اليزى تارات غير المعبد شرقا.
- تـشكل مكثبات ادمير وتيهوداين مناطق متاخمة وتدمج في الحظيرة" ،(6) وهي تشكل بذلك مساحة مقدرة بـ: 8000000 هكتار أي ثمانين ألف كلم مربع، وقد أدرجت في قائمة التراث العالمي عام 1982م.
جيومورفولوجية الطاسيلي:
وتتميز منطقة الطاسيلي تضاريسيا بكتلها الصخرية من الحجر الرمادي، ترسّبت على قاعدة بلورية تسمى السهل ما تحت الطاسيلي (Pleine infratassilienne) ، ويعرف في دراسات أخرى باسم النجد الأرضي المتبلور (les Payes cristallien) ، هذه الجبال التي تتقاطع بها أودية كبيرة تشكل البطون الجافة لمجاري مائية قديمة، وهو تكوين جيولوجي يأخذ شكل نتوء يمتد من الشمال إلى الجنوب، ويتواجد في سهل غرب هضبة المسالك الليبية ويمكن رؤيته من خلال الأقمار الصناعية، ويبدو أن هذه المرتفعات تمثل حدود طبيعية وإثنية وثقافية بين سكان الطاسيلي وإقليم فزان الليبي.(7)
ويذكر بعض الباحثين إلى أن منطقة الطاسيلي قديمة التكوين وأنها تعود إلى حقبة ما قبل الكامبري (قبل الزمن الجيولوجي الأول)، وهي مؤرخة بحوالي 600 مليون سنة وتشمل مساحة واسعة من الجنوب الجزائري بما في ذلك منطقة الهوقار، وهو في منطقة الطاسيلي ممثل في سهول أمادرور ((Amadror وآدمير (Admer) ، كما أن هناك من الباحثين من يدرجها ضمن حقبة الباليوزويك (Paléozoïque) الذي يعود إلى الزمن الجيولوجي الأول بين 550 مليون سنة و370 مليون سنة. والمنطقة في العموم ثلاثة أقسام.(
1- الطاسيلي الداخلي (Tassili interne) : يعود تكوينه إلى حقبة الكامبري الأردوفيني (Cambro-Ordivicien) ، وهو واقع بين النجد المتبلور للهوقار والمنطقة السفلية لسهول الطاسيلي(9).
2- الطاسيلي الخارجي (Tassili externe) : يعود تاريخه ما بين حقبة السيلوري (Silurien ) والدوفيني الأسفل (Dovonien inférieur) ، وهو يمتد بين الأخدود الداخلي للطاسيلي والمنطقة التي يقع فيها وادي إيغرغارن .( Ighargharen )(10)
3- الأخدود أسفل الطاسيلي (Sillon intra Tassilienne) : يعود تاريخه إلى حقبة السيلوري حوالي 420 مليون سنة، وهو عبارة عن منخفض يقع في قاعدة الطاسيلي الداخلي وقاعدة الطاسيلي الخارجي وتصب فيه معظم أودية الطاسيلي الداخلي(11).
أما عن المجاري المائية والترسبات النهرية في منطقة الطاسيلي التي ترى عن طريق الأقمار الصناعية والصور الفضائية فهي كثيرة ومنتشرة، حيث يعد توفر الماء ووجوده بكمية كبيرة العامل الأساسي في تطور الحضارات الإنسانية، ورغم أن منطقة الطاسيلي تبدو جرداء قاحلة إلا أنها تتوفر على مخزون هام من المياه الجوفية تعود إلى مرحلة ما قبل التاريخ(12)، لأن الرمال جاءت أصلاً مع المياه التي تجمعت في بحيرات وتتسرب تحت أماكن تجمع الرمال أثناء الأحقاب الممطرة، وتم هذا التسرب إما من خلال المسامية الأصلية أي الفجوات بين حبيبات الصخور، وإما من خلال المسامية الثانوية التي تؤهلها الشقوق والفوالق في الصخور والتي تسهّل مرور السوائل في مساراتها، وهناك نوعين من الوديان في منطقة الطاسيلي:
1- الوديان المتجهة نحو أرض ما فبل التاسيلي (Les Payes prétassilien) منها وادي جرات ووادي إميهروا.
2- الوديان المتجهة نحو السهل تحت الطاسيلي، منها واد إيغرغارن( Ighargharen ) وواد أمدور ((Amadror وواد أجريو َ(Adjereo) وواد أمستان (Amastane) وواد تارات (Tarat) وواد سامن (Samen) (13).
كما أن بعض هذه الأودية تصب في العروق، وقد ذكر الباحث جون لوكولك (J. le Quellec) في دراساته العلمية أن عرق مرزوق (Marzougue) كان عبارة عن بحيرة في حوالي 8445 ق.م مع فارق 160 سنة أكثر أو أقل، ويستشهد بذلك وجود صور الرسومات الصخرية المنتشرة التي تمثل حيوانات متعلقة بالأنهار والبحيرات منها فرس النهر والفيلة(14).
منطقة الطاسيلي خلال الفترة النيوليتية:
عرفت منطقة شمال إفريقيا تغيرات مناخية في عصور ما قبل التاريخ، وتميزت الفترة النيوليتية منها بالمناخ الرطب بعد مرحلة طويلة من الجفاف استمرت ربما إلى حدود 8 ألاف سنة، وهي تختلف حسب المناطق، وهذه المعطيات والمعلومات حصل عليها العلماء من خلال دراستهم للترسبات النهرية والبحرية في العديد من مناطق شمال إفريقيا، وينظر الباحثون في عصور ما قبل التاريخ إلى هذه الفترة على أنها نقطة هامة وحاسمة في تاريخ الإنسان، وأنها بمثابة ثورة فنية وفكرية في حياته، بحيث بدأ إنسان هذا العصر يستقر في جماعات قريبا من موارد المياه، ثم سرعان ما فرضت عليه الضرورة إلى ضمان غذائه، فاستأنس الحيوان، وعرف الزراعة، واخترع الفخار، وأخيرا بدأ التطور الفكري والديني للإنسان(15).
وتعود فترة العصر الحجري الحديث في الصحراء الجزائرية من حدود الألفية الثامنة قبل الميلاد إلى غاية الألفية الخامسة قبل الميلاد، وقد أصبح المناخ مثاليا في هذه الفترة، باستثناء مرحلة صغيرة تعرضت فيها المنطقة مرة أخرى إلى الجفاف ( ما بين 5500 و4500 ق.م)، ثم تلتها مراحل مناخية متذبذبة، وعموما فإن هناك اختلاف بين الباحثين حول المراحل الرطبة والجافة في الصحراء الكبرى بصفة عامة، ولابد على الباحثين من مواصلة الدراسة والبحث في هذا المجال، لأننا لا نعلم إن كنا في قمة تدهور المناخ، أو أن ذلك قد مـرّ أو لم يأت بعد، وأننا لا ندري بعد الكيفية التي بها طرأ التصحر.(16)
دراسة التربة والغطاء النباتي:
كان لإنسان العصر الحجري الحديث بسبب قلة أعداده وخفة تجهيزاته تأثيرا ضعيفا على بيئته، وقد لفت النظر لضرورة دراسة تلك البيئة منذ وقت مبكر جدا، لذا فقد انكب الكثير من الاختصاصيين على مسألة تحول الصحراء إلى أرض مقفرة وأسباب ذلك ونتائجه، ونخص بالذكر منهم ( أ.ف غوتي 1928م) و( ث. مونود 1945م) و( ل. بالوت 1952م) و( ك. موتزروج 1958م) و(ج. دوبياف 1959م)، غير أن أول دراسة جادة تتعلق بالصحراء قبل التاريخ هي تلك التي نشرها القس ريتشارد (Richard) سنة 1868م والتي أجراها عن الصحراء الجزائرية،(17) كما نشر الباحث هيجس إ.س (Higgs. E.S) سنة 1976م نتائج بحثه عن منطقة الطاسيلي وحول استقرار الإنسان القديم بها في نهاية العصر الحجري الحديث، ورغم هذه الدراسات القديمة والبسيطة نوعا ما، فإن الدراسات الحديثة في وقتنا الحاضر لم تنل قسطا وافرا من الأهمية والبحث المعمق.
وقد ساعدت الكثير من العلوم على فهم تركيبة الوسط الطبيعي للصحاري في عصور ما قبل التاريخ، فعلم الجيولوجيا مثلا يهتم بدراسة البيئة، وعلم الجيومورفولوجيا (Géomorphologie) يدرس تغير أشكال التضاريس تحت تأثير العوامل المناخية، كما أن علم دراسة الترسبات (Sédimentologie) يبين كيفية تراكم الترسبات في المغاور والملاجئ(18).
ومن السّمات العامة في المناطق الصحراوية وجود ارتباط بين الملامح المورفولوجية وبين مكونات التربة وموارد المياه، فالتربة في الطاسيلي هي من النوع الصحراوي الذي يتميز برقته وانخفاض نسبة المواد الطبيعية بصفة عامة، وهي في العموم نوعان، التربة الرملة السطحية وأراضي التكوينات والكثبان الرملية.
فبالرغم من الظروف المناخية القاسية في الصحراء إلا أن هناك نباتات استطاعت أن تقاوم الجفاف وتعيش في الصحراء، وخاصة في بطون الأودية أو على ضفاف الأنهار الداخلية أو المناطق التي يقترب فيها الماء الجوفي من سطح الأرض، وهناك أنواع عدة من النباتات التي تسود بمنطقة الطاسيلي ولكن غالبيتها من النوع الملائم للجفاف (Xerophtes).
فنمو النباتات كما هو معلوم يكون نتاج تفاعل مجموعة من الضوابط الطبيعية التي ترتبط في جملتها بالظروف المناخية السائدة في أي منطقة، فالمناخ يعتبر أكثر العناصر قربا وعلاقة مع النبات والحيوان(19)، وتكمن هذه العلاقة في:
- أثر الحرارة: يظهر أثر درجة الحرارة واضحا في تبادل الطاقة بين النبات والبيئة التي يعيش فيها، وكذلك في تحول المادة وحركتها في جسم الإنسان، كما تحدد الحرارة كثافة عملية التمثيل الكلوروفيلي (Chlorophylle)، وعملية نمو البذور، وكذا لون وشكل النبات ونشاط الجذور.
- تأثير الرطوبة: تنقل الجذور الماء من التربة إلى النبات لأن الماء يساهم في نقل الأملاح والمواد الغذائية الضرورية لحياة النبات.
كما تعتبر التربة أيضا من الضوابط التي تتدخل في حياة النبات من خلال:
- تعتبر التربة المكان الذي تثبت فيه النباتات، حيث يتخذ النبات أشكالا مختلفة للتكيف مع التربة، فبعضها لها جذور مختلفة للتطور تبعا لنسيج وتركيب التربة، ففي الصحراء قد تمتد جذور بعض الشجيرات لعدة أمتار لتصل إلى الرطوبة البعيدة عن سطح الأرض.
- أما أهمية التربة في تغذية النباتات، فتظهر من خلال الأملاح الموجودة في التربة، فبعضه يكون وجوده ضروريا لحياة النبات مثل أملاح الفوسفور والبوتاسيوم والمغنيزيوم، وهناك عناصر أخرى تعتبر ضرورية للنبات ولكن بشكل أقل.
ومن أنواع النباتات التي تنتشر في منطقة الطاسيلي نذكر أشجار وشجيرات الطرفة (Tamarix) والأثل والسنط (Accaia) وتاروت والنخيل وأشجار البطم (Pistachier térébinthes) ، ونبات الحلفاء والشيح وشوك الجمل والرخام وبصل العنصل وأعشاب البرك (Typhacées)، ونبات الدمران والكداد وهما الطعام المفضل للإبل، وتتميز هذه الأخيرة بأن أوراقها سميكة ورطبة.
وإذا كان المناخ والتربة ضابطان أساسيان في التأثير على الحياة النباتية أيا كان موقعها، فهناك عوامل أخرى تبدو في ظاهرها عوامل أقل أهمية ولكنها في الحقيقة مؤثرة، وتختلف اختلافا نسبيا تبعا لظروف النوع النباتي والموقع الجغرافي للإقليم.(20)
وقد عثر الباحثون علي أثار نباتات أخرى احتفظت بها لنا الطبيعة ووصلت مرحلة التحجر، ومنها أن التركيب الصخوري عندما مرت بالمنطقة مرحلة جفاف رهيبة بقيت جذور تلك النباتات علي الأرض وتكوّنت حولها ذرّات الرّمال مكوّنة صخور كبيره جدا، وكانت في داخلها تلك الجذور، وعندما جاءت مرحلة التّعرية حذفت من فوق تلك الجذور ما تَكوّن عليها وبقيت الجذور وآثارها في الصخور.
حيوانات الطاسيلي:
لقد اعتمد اقتصاد إنسان الطاسيلي في العصر الحجري الحديث بصفة عامة على الزراعة وتربية الحيوانات، فمعظم البقايا الحيوانية تنتمي إلى أنواع مستأنسة، ولا يُعرف حتى اليوم ما هي المراحل الأولى التي سبقت استئناس هذه الحيوانات، وعلى أي حال هناك عدد من النظريات التي تنادي بأن الخطوة الأولى لاستئناس الحيوان أخذت مباشرة من ممارسة الصيد، هذه النظرية تعتمد على أن النساء أحدثن تقدما ملحوظا في الزراعة، الأمر الذي ترتب عليه وجود فائض من الطعام سمح بإطعام الحيوانات الجائعة، وبازدياد اقتراب الحيوانات وملائمة حياتها للواحات الموجودة في الصحاري أعطت للرجال فرصة معرفة عاداتها، الأمر الذي جعلهم يحاولون ترويضها بدلا من قتلها ومن ثم بدؤوا يربونها.
وفي مجال دراستنا هذه لابد أن نبحث باختصار النواحي البيولوجية لاستئناس الحيوان، فالحيوانات التي كوّنت القطعان الأولى في مواطن الزراعة وتلك الحيوانات البرية التي دخلت إلى منطقة الطاسيلي كانت في العادة أصغر بكثير من الحيوانات المفترسة المنتشرة بجانب المنطقة، والتفسير المقبول الذي وضعه الباحثون، هو أنه مهما اختار الإنسان أقزام الحيوانات من بين المجموعات المتوحشة، إلا انه استطاع أن يستمر في تهجين حيوانات أصغر وأضعف وأكثر وداعة، ومعظم التغيرات الجسمانية التي طرأت على هذه الحيوانات عند استئناسها كانت راجعة لاختيار الإنسان سلالات معينة.
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة أن هناك ما يشير إلى أن الصحراء الجزائرية إنما كانت في العصر الحجري الحديث مسكونة بقوم من الرعاة، لهم قطعان من الخراف والماعز والثيران والبقر، فضلا عن الحصان والجمل والحمار، هذا وقد دلت الرسوم الصخرية مدى انتشار الحيوانات في هذه المنطقة.
ففي الفن الصخري جُسّدت أنواع من البقر وهي ذات قرون مختلفة، فأبقار لها قرون متوازية، وأخرى ذات قرون على الأمام، وعن هذه الأخيرة يشير هيرودوت إلى أن الجرامنت (21)(Gramantes) لهم أبقار ذات قرون متّجهة إلى الأسفل، بحيث تغرس في الأرض كلما حاولت السير إلى الأمام، لذلك فهي ترجع إلى الوراء في رعيها.
ومن بين الحيوانات الممثلة في المشاهد الصخرية نذكر الفيل، وهذا ما نجده في منطقة تيسالاتين (Tissalatine) بوادي جرات(22)، وفي نفس المنطقة عثر على رسومات لوحيد القرن بلغ عددها 86 رسما أما بقاياه الأثرية فهي قليلة(23).
أما فرس النهر فقد جُسّد في رسومات بمنطقة تين تزاريفت، وعثر على بقايا له في عرق أدمير (Admer) وعين قزام (In Guzzam) وإن زوا (In Azoua) وواد جرات.(24)
ومن الطيور لدينا مشاهد عديد للنعامة في العديد من مناطق الطاسيلي، ومن المشاهد الغريبة التي جُسّدت بها نجد صورة جسم نعامة ولكن برأس زرافة وكذلك صورة نعامة بأربعة أرجل، وصورة أخرى لنعامة بقرون كبيرة، ونفس التجسيد رسمت به حيوانات أخرى نذكر منها، الأبقار الثنائية الرؤوس وزرافات برأسين في تين تزاريفت وزرافات بثلاثة رؤوس في تيمنزوزتن (Timanzouzten) ولها قدمين فقط.(25)
إضافة إلى هذه الحيوانات المذكورة فقد جسدت حيوانات أخرى منها: الغزال، الأسد، الفهد، الحمار الوحشي، والقردة التي جسدت في كهوف تين تزاريفت (Tin Tzarift) والتماسيح المجسدة في كهوف إن إتينان (In Itinan) وواد جرات، وبقاياه التي عثر عليها في منطقة وان راشلة (Wan Rachla) جنوب الطاسيلي(26)، أما الأسماك فهي مجسدة في مشهد السباحين في تين تزاريفت ومنطقة صفار (Safar).
علاقة إنسان الطاسيلي ببيئته:
تركت الشعوب التي تعاقبت على منطقة الطاسيلي الكثير من الآثار منها مادة غزيرة من الفخار، غير أن الرسوم الملونة و النقوش الصخرية الكثيرة والمجسدة على جدران الكهوف هي التي صنعت الشهرة العالمية للطاسيلي ابتداء من عام 1933 تاريخ اكتشافها من طرف الملازم الأول الفرنسي "برينانس" ، وهناك أكثر من 15000 رسم و صورة تم إحصاؤها إلى يومنا هذا .
تمتد هذه الرسوم عبر الزمن حسب عدة فترات أو عهود تعكس كل واحدة منها حياة حيوانية معينة تتميز بنمط مختلف وهذه الفترات هي:
1- الفترة الطبيعية (Naturiste): وهي الأقدم وتعود إلى فترة العصر الحجري القديم:
2- الفترة المسماة بالقديمة أو العتيقة: الحيوانات المرسومة في هذه الفترة كثيرة جدا وتتناسب مع مناخ رطب.
3- فترة رعاة البقر: تمتد هذه الفترة من 4000 سنة قبل الميلاد إلى 1500 سنة قبل الميلاد، وهي الأهم من حيث عدد الرسوم المحفوظة التي تتميز برسوم للأشخاص وقطعان الأبقار، ومشاهد من الحياة اليومية.
4- فترة الخيول: تغطي الفترة نهاية العصر الحجري الحديث وهي تصادف اندثار العديد من الأنواع الحيوانية بسبب الجفاف كما تتميز بظهور الحصان(رسوم لخيول متوحشة وخيول مستأنسة موصولة بعربات).
5- فترة الجمال: بدأت في القرون الأولى من العهد الميلادي تتصادف مع ظهور الجمل.
تملك الحيوانات والنباتات هنا خصائص تميزها عن غيرها وهي تعود إلى فترات ما قبل التاريخ عندما كانت منطقة الطاسيلي أكثر رطوبة بكثير مما هي عليه الآن، ففي هذا الوسط عاش أناس وأنواع مرتبطة بالماء مثل الكركدن وأنواع مندثرة من المنطقة منذ بضعة آلاف من السنين مثل الجاموس، الفيل، وحيد القرن و الزرافة، كما تشهد وتدل على ذلك النقوش والرسومات.
كما أن هناك العديد من الرسوم الصخرية التي تدل على ممارسة الزراعة في منطقة الطاسيلي، ففي منطقة صفار (Safar) جسّدت الرسوم مجموعة من الأشخاص يحملون نوعا من القصب الطويل بشكل مذراة، وربما هم يقومون بذر الحبوب لأن أسفل هذا الرسم يوجد أشخاص كذلك جالسون يقومون بدرس الحبوب على أرجلهم(27)، ومشهد ثاني يمثل رجلان منهمكان في خدمة الأرض،(28) علاوة على هذا هناك مشهد آخر في منطقة جبارين يمثل نساء يضعن أقنعة برؤوس الطير ويحملن سنابل، وهو مشهد ربما يوحي إلى تقديس الإنسان لربّات الزراعة(29)، كما أننا نجد في منطقة أونرحات (Oinarhat) مشهدا آخر يبين أشخاصا يعملون في الزراعة، ومشهد آخر كذلك في نفس المنطقة يجسد أربعة أشخاص، ثلاثة منهم يعملون في الأرض والرابع يوضّح لهم طريقة العمل(30).
ونجد في الفن الصخري الممثل في الرسومات العديد من المشاهد التي تعبر عن البيئة الطاسيلية نذكر منها:
- رسومات تمثل راقصين في منطقة جبارين ويضم المشهد ما يقارب من 20 شخصا يضعون أقنعة وهم ينظرون إلى السماء، مما يدل على طقوس استدرار المطر واستعطاف الآلهة من اجل خصوبة الطبيعة واخضرار الأرض(31).
- مشهد في تين تتزاريفت (Tin Tazarift) ويجسّد ستة أشخاص يرقصون ويحملون أدوات يجهل حقيقتها، وفي أسفل المشهد تظهر صور حيوانات غير مكتملة(32).
- مشهد في جبارين (Djebarine) يمثل محاربون يصطحبون قبيلتهم وماشيتهم في رحلة بحث عن الماء والكلأ(33).
- مشهد في أوزيناري (Ozéneare) ، يمثل كذلك مجموعة من الرّماة في عملية بحث عن المراعي والعيون، حيث يشير الشخص الذي في المقدمة بيده إلى الأراضي من بعيد.(34)
- مشهد في تمنزوزين (Timenzouzine) ، يمثل مشهدا لمجموعة من الصيادين يهاجمون الحمار الوحشي.(35)
وكذلك الأمر بالنسبة لرسومات منطقة الفينوسات (Vénus) ، حيث يحلل الباحث مارسيا الياد علاقة إنسان الطاسيلي بالأرض من خلال هذه الرسوم بأنها علاقة مجسدة بالخصوبة، وأن خصوبة الأرض متضمّنة بالخصوبة النّسوية، فالحقل مثل المرأة، والعمل الزراعي أصبح يُمثَّل بالفعل الجنسي.(36)
أما الشواهد الصخرية المتعلّقة بالإنسان والحيوان فهي كثيرة، فرغبة الصياد في تكاثر الحيوانات دفعته إلى عبادة بعضها، وتدل مشاهد القطعان الكبيرة على النماء والزيادة، ومن بين هذه المشاهد رسومات منطقة تيكادودوماتين (Tekadedoumatin) ، حيث جسد النحات مشهدا من الرّعاة يجتهدون في جعل الأبقار تأتي في خط واحد(37) ، كما نجد رسومات لأبقار ذات أثداء كبيرة في تين تزاريفت تدل على الخصوبة، ومشاهد أخرى في إيهرن (Ihran) تمثل قطعان كبيرة من الأبقار والأغنام، ورسومات أخرى تعبّر عن التكاثر الحيواني كما هو مجسّد في منطقة انالودمان وإيهرن.(38)
وقد اصطاد صيادو الطاسيلي بعض الحيوانات البرية كالغزال والثيران وحيوانات أخرى بواسطة السهام والنبال، استطاعوا استئناس بعض منها، فمعظم البقايا الحيوانية التي عثر عليها في المنطقة تنتمي إلى أنواع مستأنسة من الأغنام والثيران والكلاب، غير أننا لا نستطيع أن نجزم أن جميع هذه الحيوانات قد استأنست استئناسا كاملا.
كما طور رعاة البقر الطاسيلي طريقة لتربية الماشية، كانت تدهش دائما من لا يعرفها، إذ يبدو أن الحضارة البقرية قد بلغت في ذلك العهد أوجها فاكتسبت فنا راقيا يتعلق بطرق تربية الماشية التي تتطلب تعلما طويلا(39).
كما تطلع إنسان الطاسيلي إلى تامين حياته الاقتصادية فتّطلع إلى القوى الطبيعية التي تتحكم في إنتاج محصوله الزراعي فاتجه إلى تجسيم هذه القوى في صورة جديدة من الآلهة كآلهة الأمومة التي كانت رمزا لفكرة الخصوبة والإنتاج.
وقد كان تشييد القرى الثابتة هو إحدى المظاهر المميزة في المرحلة الأولى من العصر الحجري الحديث الذي يتميز بالاقتصاد الزراعي، وهناك ما يشير إلى أن الملاجئ والمباني الطينية لم تتغير في الصحراء أثناء هذه الفترة، غير أنها توسعت وانتشرت حول موارد المياه، وهو توسع لم تعرفه الصحراء طيلة عصورها السابقة.
خلاصـــة:
دلت الأبحاث الأثرية ولا تزال على أن الشمال الإفريقي من أقدم المناطق التي استقر فيها الإنسان ومارس مختلف الأنشطة التي تلبي حاجياته وفي احتكاكه الطويل ببيئته، فتشير المعطيات الأثرية انه تجاوز مرحلة القنص والقطف إلى استئناس الحيوان ثم الزراعة في وقت مبكر، وقد استطاع إنسان الطاسيلي في التكيف المدهش مع شروط البيئة المتقلبة والقاسية فنحن لازلنا بعيدين عن إدراك ضغط تلك البيئة الحاسم كقوة مؤثرة في التطور الإنساني، هذا الإنسان الذي استطاع التكيف وعاش وتطور عبر التحولات المناخية الكبيرة، ومن الواضح أن كل ذلك قد حصل بفعل قدرات فكرية استثنائية تماما،حيث تعتبر نقوشه التي خلفها خطوة هامة في تطور قدراته التعبيرية سرعان ما وصلت إلى التعبير بالرموز والكتابة قبل العصر التاريخي، وهي على أية حال مصدر رئيسي للتعرف على الفكر الإنساني وقتذاك.
الهوامش:
(1) النيوليتي (néolithique) أو العصر الحجري الحديث مشتقة من الكلمة الإغريقية (nios) وتعني الجديد و (lithos) وتعني الحجارة ثم أصبحت بمعنى العصر الحجري الحديث.
(2) تعني كلمة الطاسيلي السلسلة الجبلية التي يغطيها السواد، أما آجر فقد اختلفت الآراء حول معناها، فبينما يعرفا الباحث إبراهيم العيد بشي بجلد "الثور المسلوخ" أو "رأس الأقرع " نجد لها معنى آخر في الدراسات الأجنبية عند كل من لورد (Leredde) وهنري لوت (Lhote) وأقرنوها بالنهر أو البحيرة والمعنى الثاني هو المنتشر أكثر في، الدراسات أنظر كذلك :
Leredde (C), Etudes Ecologique et Phylogéographies du Tassili et Nil, Alger 1957, TII, p47; Dubief (J) L'Ajjer Sahara central, édition Karthala, France, 1999; Lhote (H), A la découverte des fresques de Tassili, Paris, 1958.
(3) محمد العيد بشي، تاسيلي ناجر، البنية الجغرافية والحضارية، دار الحبر، ج1، 2009 ، ص82.
(4) نفسه، ص 82.
(5) Dubief (J) L'Ajjer Sahara central, p 25.
(6) قرار 168 من الجريدة الرسمية المؤرخ في 26 جويلية 1972م
(7) Dubief (J), op cit, p 25
(
Ibid, pp335-338.
(9) Ibid. p332.
(10) .Ibid. p332
(11) Ibid. p332.
(12) Burroughs (W.J), Climate change in prehistory, the end of Reign of Chaos, Cambridge university press, 2005.p 294.
(13) Leredde (C), op cit, pp 47,48.
(14) ibid, p151.
(15) Burroughs (W.J),op cit, p 278; Aumassip (G), "la recherché Préhistorique en Algérie, but et méthodes",Revue de Préhistoire et d'Archéologie culturelle, N:01,CRAPE, Alger,1983, pp 29,30.
(16) المنهجية وعصر ما قبل التاريخ في إفريقيا من كتاب تاريخ إفريقيا العام إعداد اللجنة العلمية الدولية لتحرير تاريخ إفريقيا العام اليونسكو 1980م ص591.
(17) نفس المرجع، ص 592.
(18) فرانسيس هورس، حضارات العصر الحجري القديم ، تعريب: سلطان محيسن، ط 2، مطابع ألف- باء الأديب ، دمشق 1995، ص 17
(19) Fagan (M.B),Human prehistory and first civilization, part 1 teaching company limited partnership 2003, p 24.
(20) Burroughs (W.J),op cit, p p212, 278.
(21) كانوا متمركزين في المنطقة الممتدة بين جل نفوسة وجهات الفزان الحالية إلى الطاسيلي ويبدو أنهم أحفاد الشعب المحارب الذي استعمل العربات في تنقلاته وحروبه، أنظر:
Herodote, Histoire, IV, 183, texte trad. par: E. Legrand, ed- les belles lettres, Paris 1948.
(22) Sèbe (A), Tikatoutine 6000 ans L'art rupestre Saharien, collection Tagoulmoust imprimé en Italie par Antegraphica Silva, 1991, p 182.
(23) Le Quellec ( J.L),Symbolisme et art rupestre du Sahara, ed- Harmattan, France,1998 p130.
(24) Le Quellec ( J.L), 1993 p133.
(25) Lhote (H), " les peintures parietal d'epoque Bovidienne du Tassili eléments sur la magie et la religion", J.S.A, 1966, vol 36, N1, p 17.
(26) Le Quellec ( J.L), 1998 p144.
(27) Lhote (H),1958, p80.
(28).Lhote (H),1958 p134
(29) Lhote (H),1958, p80.
(30) Dieterlen (G), Hampaté (A), Bâ, " Les Fresques d'epoque Bovidienne du Tassili et les tradition des Paul",J.S.A, vol, 36 n.1, p 149
(31) تعد منطقة جبارين من أغنى مناطق الطاسيلي بالرسومات الصخرية، ذلك أنها تحوي أكثر من 5000 موضوع رسم في منطقة لا تزيد مساحتها عن 600 متر مربع، أنظر: Lhote (H), 1958, p82, 134.
(32) .Le Quellec ( J.L), 1993 ,p187
(33) Lajoux (J.D), Tassili N Ajjer, Art rupestre de Sahara Préhistorique, Ed- du Chêne, Paris 1977,
p134.
(34) Ibid. pp 126, 127.
(35)p144. Lhote (H),1976,
(36) Lhote (H),1958 p134.
(37) p144, Lhote (H),1976,
(38) p120. Lhote (H),1958,
(39) المنهجية وعصر ما قبل التاريخ في إفريقيا المرجع السابق، ص 612.