باسم الله الرحمان الرحيم
أما بعد فقد أسالت هذه الواقعة كثيرا من الحبر من سنوات عديدة و اشتد الحديث عنها في السنوات الاخير و سأتكلم أنا بما لدي مما سمعته من أجدادي و جداتي اللذين لا يزال البعض منهم على قيد الحياة غيرا مدعيا الجزم في القضية لأن الحكم على القضية يوجب السماع من الطرفين،
ما يحكي في هذه القضية أن بني يلمان تقاعص الكثير منهم عن رفع السلاح كما أنها كانت تحوي الكثير من الميصاليين و في سنة 1957 ارتفع عدد الحركة بشكل رهيب في كامل القطر الجزائري مما أدى بجيش التحرير الى تغيير سياسته التي اتسمت بالصرامة,
تحكي لي جدتي و التي كانت تقطن في منطقة "العشيشات" غير بعيدة عن بني يلمان أنه في يوم من الايام جاءهم موفدون من جيش التحرير الوطني و قالوا بأنهم يعتزمون الهجوم على بني يلمان و أخذوا معهم مجموعة من أهل قريتنا من أقاربي و الذين مازال بعضهم على قيد الحياة و أغاروا عليهم فذبحوا قرابة 370 فردا من حركة و غيرهم و كان بينهم حتى حجاج بيت الله الحرام ، و لم يكن بينهم نساء و أطفال كما يزعم البعض،
و بعد مدة و بعد مجيء لبني يلمانيين الذين كانوا خارج القرية التجؤوا بفرنسا و قرروا الانتقام لموتاهم و بما أنه كان يستحيل الانتقام من جيش التحرير فقد قام هؤلاء بغارة على قريتنا في العشيشات و قتلوا كل ذكر فاق سنه 16 سنة و كان من بينهم جدي ابراهيم عليه رحمة الله و أبوه السعيد الذي كان عاجزا في الفراش فقاموا بحرقه في بيته و قد نجا ابي انذاك لأن سنه كان لا يتعدى الاربع سنوات، كما قاموا بتجميع النساء و الاطفال في مكان و عند غروب الشمس لاذ النساء و الاطغال بالفرار و تم حرق القرية نهائيا و منذ ذلك اليوم لم يعد لقريتنا رسم,
هذا ما سمعته أنأ و ما وعيته و لا شك أن الواقعة لا تزال تخفي الكثير من الأسرار، و نتمنى من كل واحد له معلومة أن يدلي بها شرط أن يتسم بالصدق و الأمانة كي نتجاوز هذه العقبة التي ما فتئت تفرقنا منذ 55 سنة من وقوعها,
و شكرا لكم,