اأنا عمري 16عامًا, وابنة ابن عمة أبي جميلة جدًّا, وعندما رأيتها من قبل فكرت أن أخطبها في المستقبل, مع العلم أني لم أتحدث إليها إلا في صغري, وأنا أستحيي - ولله الحمد - حتى من أن أنظر إليها, فبعثت لها كتبًا للصف التاسع, علمًا أنها أصغر مني بسنة فقط, فهل التفكير في خطبتها, وعدم التحدث معها يكون منكرًا؟ وهل أخطأت عندما بعثت إليها كتبي التي كنت أريد رميها؟ أجيبوني لأن الأمر مهم جدًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد التفكير في خطبة هذه الفتاة في المستقبل لا حرج فيه - إن لم يترتب عليه محظور شرعي, كالتفكر في محاسنها, وتخيل صورتها - فقد ورد في السنة ما يدل على حرمة ذلك, ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه. فاعتبر هوى القلب وشهوته نوعًا من الزنا.
وكذلك الحال بالنسبة لبعثك هذه الكتب إليها فإنه بمجرده لا يقتضي إثمًا، بل قد يقتضي الأجر والثواب؛ لأنه نوع من الإحسان, قال تعالى: وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {هود:115}.
وحسن أن تتصف بخلق الحياء، فإنه خلق حميد, يمنع من ارتكاب القبائح, والتقصير في حق ذي الحق -كما ذكر أهل العلم- فاثبت على ذلك، واحمل نفسك على العفاف؛ حتى ييسر الله لك الزواج من هذه الفتاة أو من غيرها, وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 4220 وهي عن حكم الحب قبل الزواج.
والله أعلم.