البحث العلمي 2

المبحث الأول: ماهية البحث العلمي:
المطلب الأول: تعريف البحث العلمي:
لجأ عدد من الكتاب إلى الإسهاب في تحليل و تأويل ظاهرة البحث العلمي، فكل واحد منه قد نظر إلى الموضوع من زاويته الخاصة، و حسب ميوله و قناعته العلمية....
و إذا لجأنا إلى تحليل عبارة " البحث العلمي " فإننا نجد أنها مكونة من كلمتين هما (البحث) و ( العلمي ).( )
أ- البحث :
هو مصدر الفعل بحث و معناه طلب، فتش ، تتبع ، تحرى ، سأل ، حاول ، اكتشف،
و بهذا يكون معنى البحث لغويا: هو الطلب و التفتيش و تقصي حقيقة من الحقائق أو أمر
من الأمور.
ب- العلمي:
هي كلمة منسوبة إلى العلم و العلم يعني الإحاطة و الإلمام بالحقائق و كل ما يتصل بها.
و إسنادا إلى هذا التحليل فإن البحث العلمي يعني " التقصي المنظم بإتباع أساليب و مناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها و تعديلها أو إضافة الجديد لها"، و بهذا المعنى لا يمكن أن تخرج الغابة من البحث العلمي، و إن اختلفت مبادئه عن واحدة من الغايات الآتية:
اختراع معدوم ، جمع متفرق، تكميل ناقص، تفصيل مجمع، تهذيب مطول، ترتيب مختلط، تعيين مبهم أو تبيين خطأ.( )
وهناك تعريف آخر للبحث العلمي خلاصته بأن هذا الأخير هو : " نشاط علمي منظم، و طريقة في التفكير، و أسلوب للنظر في الواقع، يسعى إلى كشف الحقائق، معتمدا على مناهج موضوعية من أجل معرفة الارتباط بين هذه الحقائق، ثم استخلاص المبادئ العامة و القوانين العامة أما القوانين التفسيرية".( )
و باختصار، فإن البحث العلمي هو مجموع الطرق الموصلة إلى معرفة الحقيقة و في العادة يطلق اسم الباحث على الشخص الذي يحاول البحث عن الحقيقة و يعتمد البحث العلمي على مناهج و المنهج في اللغة هو الطريق الواضح في علم أو عمل و المنهج العلمي هو الدراسة الفكرية الواعية للمناهج المختلفة التي تطبق في مختلف العلوم تبعا لاختلاف موضوعات هذه العلوم، و هي قسم من أقسام المنطق، و ليس المنهج سوى خطوات منظمة يتبعها الباحث في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة معينة.
وبهذا يكون في مأمن أن تحسب صوابا أو العكس.( )
المطلب الثاني: نشأة البحث العلمي:
أن نتبع مناهج البحث العلمي من القديم إلى الحديث يجعلنا نقول: أن أول من وضع البحث العلمي و طرق الاستدلال فيه و الانبساط هو "أرسطو" و قد سمي منهجه باسم المنطق، إلا أن الطابع التأملي كان غالبا على تفكيره و قد تحدث فيه على الكليان الخمس المعروفة: الجنس، النوع، الفصل، الخاصة و العرض و منها تتألف الحدود و التعاريف و قد لعبت دورا كبير في جميع العلوم عند العربي، و إن أصبح في العصر الحديث.....
اهتم العرب بمنطق أرسطو، أخذوا يترجمونه أولا تم مضوا يشرحونه و يلخصونه في مصنفات كثيرة و استلهموا هذا المنطق في وضع علومهم و اهتدى علماؤهم إلى أن القياس الأرسطي قياس رياضي فهو يبدأ من العام الكلي و يطلبه في المفردات الجزئية. .....
أما في العلوم الطبيعية و الإنسانية فلابد من الانتقال العكسي أي من الأفراد و المفردات إلى الكلي العام حتى يكون القياس سديدا، و كان لذلك أثره البعيد في العلوم العربية، إذ عد الاستقراء و الملاحظة أصلين أساسيين فيها و ضمت إليها العلوم الطبيعية و التجريبية، و بذلك أمكن للعلوم العربية أن تنهض نهضتها العظيمة في كل مجال، و هي نهضة أعدت لازدهار علوم الطب و الصيدلة بفضل التجارب الكثيرة التي كان يجريها الصيادلة و الأطباء، وقل ذلك نفسه في الكيمياء و الفلك، و مراصده الضخمة....
و على هذا النوع كان العرب يستضيئون بمنطق أرسطو حتى في بحوثهم الأدبية، مع محاولات خصبة للعناية بالجزئيات و المفردات و اكتساب الاستقراء و صحة الاستنباط و اتسعوا في الملاحظات سعة شديدة....( )
و هم في ذلك يختلفون عن علماء العصور الوسطى الغربيين.
و لا ريب في أنهم أخذوا يتعرفون بوضوح على العلم العربي في نهاية تلك العصور، فعرضوا بدقة ما تنادى به علماء العرب و مفكروهم من العناية بالاستقراء الكامل و الملاحظة و التجربة و على قبس أو أقباس من هذه المعرفة أخذ "روجر بيكون" فيلسوف إنجليزي (1214م-1294م) و "ليوناردو فينشي" (1452م-1515م)، و غيرهما ممن طالبوا باستخدام الملاحظة و التجريب و أدوات القياس للوصول إلى الحقائق و عارضوا منهم "أرسطو" ثم أتى "فرنسيس بيكون" لبعث الحياة في فكرة روجر بيكون وقال بالاستقراء الكامل و التجارب( )، كما جاء بعده الفيلسوف الفرنسي ديكارت و الذي رأى بأن يضع للعلوم كلها الرياضة منها و الطبيعية منهجا واحدا رسمه في مبحثه "مقال في المنهج" كما هاجم المنطق الأرسطي هجوما لاذعا لعدم أخذه بالشك.( )
و باختصار فإن البحث العلمي ولد يونانيا و سقاه العرب و كفله الغربيون.
المطلب الثالث: تطور البحث العلمي:
لقد استطاع الإنسان عن طريق المصادر المختلفة التي سبقت المنهج أو الطريقة العلمية في البحث أن يحصل على المعرفة و المعلومات التي تساعده في حل مشكلاته اليومية البسيطة.
و في سبيل الوصول المعرفة، استخدم الإنسان منذ القدم و حتى اليوم طرقا و أساليب مختلفة، تعد بحد ذاتها خطوة من خلالها البحث العلمي و إذا قمنا بتفسير الخطوات إلى عدة مراحل، فإن ذلك لا يعني أنها منفصلة تمام عن بعضها البعض.
• مرحلة الصدفة و غيرها كان الإنسان ينسب الحوادث و الظواهر التي تواجهه إلى الصدفة دون أن يبحث عن العلل و الأسباب.
• مرحلة المحاولة و الخطأ و الاعتماد على الخبرة، و غيرها كان الإنسان يظل يجرب حتى يجد حلا للمشكلة التي يواجهها و من هذا الحل كان الإنسان يكون بعض القواعد العامة و التعميمات التي يعتمد عليها في حياته اليومية البسيطة.
• مرحلة الاعتماد على السلطة و التقليد و فيها كان الباحث يستند إلى آراء و أفكار و أفعال القادة و أصحاب السلطة الدينية و السياسية التي كانت من القوة بحيث تصبح وجهة نظر تقليدية حتى و إن كانت خاطئة.
• مرحلة التكهن و التأمل و الجدل و الحوار و فيها بدأ الباحث يشك في آراء السلطة و في التقاليد السائدة، وظهر في هذه المرحلة التفكير القياسي الذي يقوم على الانتقال من المقدمات إلى النتائج و التفكير الاستقرائي الذي ينتقل من الشواهد الجزئية إلى الحكم الكلي.
• مرحلة المعرفة أو الطريقة العلمية التي شاعت أولا في العلوم الطبيعية، ثم انتقلت إلى باقي العلوم الإنسانية و الاجتماعية.
ويجب أن نشير هنا إلى أن المراحل المختلفة التي مر بها التفكير أو البحث العلمي ليست مراحل منفصلة تماما عن بعضها البعض، و أنها تضمن أساليب ما زالت تستخدم في عصرنا الحاضر عند بعض المجتمعات.( )
المبحث الثاني: دراسة موجزة حول البحث العلمي:
المطلب الأول: مناهج البحث العلمي:
إن تقدم البحث العلمي وأهميته يدوران مع المنهج وجودا وعدماً والمنهج مجموعة من القواعد والضوابط التي يتم وضعها قصد الوصول إلى الحقيقة أو كمجموعة من الطرائق التي توصلنا إلى الحقائق و يعرف المنهج بأنه الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسة المشكلة لاكتشاف الحقيقة و في الدراسات العلمية توجد أنواع مختلفة من المناهج منها المنهج التاريخي و المنهج التجريبي و المنهج الوصفي و التحليلي.
و فيما يلي نتعرض لبعض من هذه المناهج:
* المنهج التاريخي:
ينبع هذا المنهج في البحث التاريخي قصد الوقوف على الأحداث الماضية، و دراسة و تحليل المشكلات الاجتماعية الحالية أو المعاصرة، و أنه لا وجود لعلم التاريخ إلا بوجود المنهج العلمي الذي يتبعه في جمع حقائق و في فحصها و تفسيرها و شرحها.
ولهذا المنهج خطوات منها: اختيار الموضوع ، جمع البيانات و المعلومات، و الدراسة النقدية للوثائق ، صياغة الفروض و استخلاص النتائج.
* المنهج التجريبي:
يعد من أهم المناهج لحل المشاكل بالطريقة العلمية و يعرف بالمنهج الميداني، و البحث التجريبي يقوم على أساس التجربة التي تكشف عن العلاقات السببية و تتلخص هذه الخطوات في ملاحظة الظواهر الخارجية و وضع الفروض ثم إجراء التجارب للتأكد من صحة الفروض و أخيرا الوصول إلى القوانين التي تكشف عن العلاقات الموجودة بين الظواهر.

* المنهجان الوصفي و التحليلي:
المنهج الوصفي هو طريقة من طرق التحليل و التفسير بشكل علمي منظم من أجل الوصول إلى أهداف محددة إزاء مشكلة اجتماعية ما إذ يعتبر هذا المنهج طريقة لوصف الظاهرة المدروسة.
أما المنهج التحليلي يستخدم في تحليل الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية القائمة في أي مجتمع في فترة زمنية محددة و التحليل هو الذي يضفي الصفة العلمية مع عمل الباحث و لكن هذا التحليل لن يأخذ مداه المتكامل، إلا بعد أن يتضمن المقارنة في مختلف الأنظمة.( )
المطلب الثاني: أنواع البحث العلمي:
تنقسم و تتنوع البحوث والدراسات العلمية إلى عدة أنواع على أساس كيفية معالجتها للحقائق و الظواهر و الأمور و الأشياء و على أساس النتائج العلمية التي تتوصل إليها البحوث و الدراسات العلمية و كذلك على أساس مدى و قدر المعلومات المحصلة و المتوفرة حول موضوع محل الدراسة و البحث العلمي.
فقد تكون البحوث العلمية بحوث تنقيبية إكتشافية و قد تكون بحوث تفسيرية نقدية كما قد تكون كلية و شمولية و كاملة، و كذا قد تكون بحوثا و دراسات تجريبية.( )
أولا: البحث العلمي التنقيبي و الإكتشافي للحقائق ( Fact - fonding )
و هذا البحث الذي يتمحور و يتركز المجهود و النشاط العقلي قيمة على اكتشاف حقيقة جزئية معينة و محددة بواسطة إجراء عمليات الاختبارات و التجارب العلمية و البحوث التنقيبية من أجل ذلك.
و من أمثلة البحوث التنقيبية البحوث التي يقوم بها العالم الطبيب في مخبره لاختبار دواء جديد و مدى نجاعته في القضاء على جراثيم معينة و البحوث التنقيبية التي يقوم بها الباحث التاريخي للبحث عن السيرة الذاتية شخصية إنسانية معينة.( )
ثانيا:البحث التفسيري النقدي:
و هو نوع من البحوث العلمية التي تعتمد على الإسناد و التبرير و الدليل المنطقي و العقلي و الرأي الراجح من أجل الوصول إلى معالجة و حل المشاكل، و يتحقق هذا النوع من البحوث العلمية عادة و غالبا يبحث و يفسر الأفكار و الحقائق و الظواهر.
ويعتبر البحث التفسيري النقدي ذو قيمة علمية هامة للوصول إلى نتائج عند معالجة المشكلات التي تتضمن على قدر ضئيل و ضعيف من الحقائق و كذا يعتبر هذا النوع من البحوث خطوة و مرحلة هامة على مرحلة و خطوة البحث عن الحقائق و اكتشافها.
ثالثا: البحث الكامل:
البحث الكامل هو بحث طويل و شاق و شامل بالقياس إلى كل من البحث الذي يستهدف اكتشاف الحقائق و البحث النقدي المنطقي التفسيري حيث أن البحث العلمي الكامل يخطوا خطوات و مراحل أبعد و أعمق و أشمل من خطوات ومراحل كل من البحث التنقيبي و البحث التفسيري النقدي و ذلك من أجل الوصول إلى إيجاد نتائج و قوانين عامة و شاملة لحل مشكلة علمية معينة.
فالبحث العلمي الكامل يهدف إلى حل المشاكل حلا كاملا و شاملا يستهدف وضع القوانين بعد التنقيب الدقيق و الشامل لجميع الحقائق المتعلقة بالموضوع أو المشكلة و يشترط في البحث العلمي الكامل الشروط و العوامل التالية:
1- وجود مشكلة تتطلب حلا علميا.
2- وجود الدليل الذي يتضمن الحقائق الثابتة أو آراء الخبراء في الموضوع.
3- التحليل العلمي و الدقيق للدليل و تصنيفه و ترتيبه منطقيا لتقدير مدى ملاءمته لحل المشكلة حلا علميا سليما.
4- استخدام الطريقة و العقلية العالية في تحليل الدليل و تصنيفه و ترتيبه من أجل الوصول إلى حقائق و حجج ثابتة وقاطعة كل المشكلة حلا علميا صحيحا.
5- الحل القاطع و المحدد للمشكلة هو الذي يشكل في نهاية البحث الإجابة الصحيحة للسؤال أو المشكلة التي تجابه البحث.( )
رابعا: البحث العلمي الاستطلاعي:
البحث العلمي الاستطلاعي أو ما يسمى بالدراسة العلمية الكشفية، الصياغة الاستطلاعية هي البحث الذي يستهدف التصرف على المشكلة فقط و تقوم الحجة إلى هذا النوع من البحوث عندما تكون المشكلة أو موضوع البحث جديد لم يسبق اكتشافه من قبل أو عندما تكون المعلومات و المعارف المتحصل عليها حول المشكلة أو الموضوع قليلة و ضعيفة.( )
خامسا: البحث الوصفي و التشخيصي:
و هو البحث الذي يهدف إلى تحديد سمات و صفات و خصائص و مقومات ظاهرة معينة تحديدا كميا و كيفيا.
سادسا: البحث التجريبي:
هو البحث الذي يقوم على أساس الملاحظة و التجارب الدقيقة لإثبات صحة فروض و مقولات و ذلك عند استخدام قوانين علمية عامة لتفسير و ضبط و حل المشكلات و الظواهر علميا، هذه هي أهم أنواع البحوث بصفة نسبية و مرنة و يمكن القول أن جل أنواع البحوث العلمية تتكامل و تتساند للاضطلاع بأبحاث علمية كاملة و شاملة و قوية.( )
المطلب الثالث:
خصائص البحث العلمي:
للبحث العلمي خصائص مستخلصة من التعريفات السابقة العرض، و من أهم الخصائص الآتية:
أولا: البحث العلمي بحث منظم و مضبوط " Systématic " أي أن الحث العلمي نشاط عقلي منظم و مضبوط و دقيق و مخطط حيث أن المشكلات و الفروض و الملاحظات و التجارب و النظريات و القوانين قد تحققت و اكتشفت بواسطة جهود عقلية منظمة و مهيأة جدا لذلك و ليست وليدة مصادفات أو أعمال و أنشطة ارتجالية و تحقق هذه الخاصية للبحث العلمي عامل الثقة الكاملة في إنتاج البحث العلمي.
ثانيا: البحث العلمي بحث نظري " Zhéoritical " لأنه يستخدم النظرة لإقامة و صياغة الغرض الذي هو بيان صريح يخضع للتجريب و الاختبار.
ثالثا: البحث العلمي بحث تجريبي " Enpirical " لأنه يقوم على أساس إجراء الاختبارات و التجارب و الفروض ( الفرضيات )و البحث الذي لا يقوم على أساس الملاحظات و التجارب على فروض لا يعد بحث علمي فالبحث العلمي يؤمن و يقترن بالتجارب.( )
رابعا: البحث العلمي بحث حركي و تجديدي لأنه ينطوي دائما على تحديد و إضافات في المعرفة، عن طريق استبدال متواصل و مستمر للمعرفة القديمة بمعارف أحدث و أجد.
خامسا: البحث العلمي بحث تفسيري لأنه يستخدم المعرفة العلمية لتفسير الظواهر و الأمور و الأشياء بواسطة مجموعات من المفاهيم المترابطة تسمى النظريات.
سادسا: البحث العلمي بحث عام و مهم لأن المعلومات و المعارف لا تكتسب الطبيعة و الصفة العلمية إلا إذا كانت بحوث معممة و في متناول أي شخص مثل الكشوف و الاكتشافات الطبية.
هذه بعض خصائص البحث العلمي التي تعد بمثابة مفاتيح الخوض في البحث العلمي فبمعرفتها تتوسع آفاق معرفة مفهوم البحث العلمي.( )
المبحث الثالث: البحث العلمي الأهمية و الصعوبات:
المطلب الأول: أهمية البحث العلمي:
تتضح أهمية البحث العلمي بإثرائه العلمي من خلال الاكتشاف الجاد و التفسير و النقد المنطقي الذي يساهم في تطور معارف الإنسان و تهذيب سلوكه و ترتبط أهمية البحث العلمي بمدى توفر الاطمئنان للبحث و الباحث أي توفر المناخ اللائق الذي يطمئن نفوس الباحثين و يحفزهم على الإنتاج العلمي الرائع لأن العلم كنوز و البحث هو التفتيش عنها.
و البحث دون اطمئنان لا يمكن الباحث من اكتشافها نتيجة الشكوك و المخاوف إذن في أهمية البحث العلمي توفر المناخ اللائق و الاطمئنان الذي يحفز الباحث على الإبداع و التألق و نتيجة أهمية البحث العلمي قد تستهدفه مجموعة من المخاوف و خاصة من المتعلمين الذي يعرفون أماكن كنوزه و يريدون احتكارها خوفا من أن يشاركهم الآخرون فيها فالدول المتقدمة تخشى أهمية البحوث العلمية التي تقوم بها الدول المتعلقة لكي لا تشاركها كنوز العلم فتشكل خطورة عليها...( )
و تؤثر أهمية البحث العلمي في جميع الميادين السياسية منها و الاقتصادية و الاجتماعية و حتى الثقافية.
و أن أهمية البحث العلمي تستوجب أيضا توفير الظرف الزماني و المكاني المناسبين للموضوع و الباحث لما يتطلبه الموضوع من تحكم و انتباه و تركيز و عزلة " خلوة علمية" و الخلوة العلمية تتطلب تهيئة الجو المناسب للباحث يكون مهيأ للبحث لا مشاغل له، و لا هموم له إلا البحث.( )
المطلب الثاني: صعوبات البحث العلمي:
يواجه المهتمين بالبحث العلمي كثير من الصعوبات و العراقيل منها إقدام الباحث على تحديد موضوع بحثه و قد تواجهه حيرة كبيرة نتيجة تفكيره الجاد في البحث العلمي و مع الحيرة قد يصاحبه قلق شديد يجعل الباحث بين الإقدام و الإحجام عن الموضوع.( )
و تحديد موضوع البحث ليس بالأمر الهين مما يجعل البعض يسميه بمشكلة البحث، التي يجب على الباحث بذل الجهد العلمي من أجل يجاد حلوله من الحيرة التي هو فيها، و من أهم الصعوبات التي تواجه الباحث .
خاتمة:
و ما يمكننا قوله في الأخير و بعد إتباع تغطيتنا لموضوع البحث العلمي و الذي يعجز الباحث أحيانا على الإلمام بشتى المعلومات حوله هو أن البحث العلمي أوجده الإنسان لتغطية الكثير من الصعوبات التي كانت تواجهه في حياته اليومية بمختلف مجالاتها لأنه بحث منظم و هادف بمختلف أنواعه و مناهجه و خصوصياته التي تميزه عن غيره من الأبحاث السطحية الأخرى.
فكان يسعى دائما لتطويره لأنه هو الآخر يطور أنماط حياة الإنسان.
ةقائمة المراجع :

- مناهج البحث العلمي و تطبيقاته في ميدان العلوم القانونية الإدارية لـ : الدكتور عمار عوابدي.
- فلسفة مناهج البحث العلمي لـ : الدكتور عقيل حسين عقيل.
- مناهج و أساليب البحث العلمي " النظرية و التطبيق " لـ : الدكتور ربحي مصطفى عليان و الدكتور عثمان محمد غنيم.
- البحث العلمي:أساسياته النظرية و ممارسته العملية لـ : الدكتورة رجاء وحيد دويدري.

بارك الله فيك