هل يمكن اقامة الاخلاق على اساس العقل وحده
ان المذاهب الاخلاقية وجدت نتيجة محاولة الفلاسفة فهم وتفسير الاخلاق العملية أي السلوك اليومي للناس ولذلك فاول خلاف واجهته هذه المذاهب هو اسا القيم الأخلاقية وقد تعددت المذاهب الاخلاقيةتبعا لتعدد هذه الأسس والتي من أهمها العقل فهل يمكن اعتبار العقل اساسا وحيدا للقيم الأخلاقية بمعنى اخر هل يمكن ان يجمع الناس كلهم على ان الأخلاق تبنى على العقل وحده
العقل اساس القيمة الاخلاقية:
التحليل:
يذهب بعض الفلاسفة ان العقل هو الذي يصنع القيم الأخلاقية وان القيم الأخلاقية تتمثل في الفضيلة حيث كان سقراط يقول ان العقل مصدر الفضيلة والخير الاسمى الا ان هذا الموقف بعثه من جديد وبقوة الفيلسوف الالماني كانط الذي كان يرى ان العقل هوا ساس القيم الاخلاقيةة وان هناك مبدا واحد يعتبره الناس خيرا وهو الارادة الحيرة (النية الطيبة)هي وحدها خيرا مطاقا وهي لا تقاس بنتائجها وإنما بمبدئها الذاتي ومن ثم فالأوامر الأخلاقية نوعين-1الاوامر الشرطية ونعني بها القيام بالفعل لخير مطلوب (غاية)-2الاوامر القطعية القيام بالفعل لغاية ذاتية الحق من اجل الحق.وهو وحده الفعل الاخلاقي مثل التاجر الذي يستقيم مع زبائنه يفعل ذلك طبقا للواجب ولكنه بدافع المنفعة لا الواجب والإرادة الخيرة تعمل بدافع الواجب لاطبقا للواجب ولذا سميت أخلاق كانط بأخلاق الواجب
نقد:يعاب على كانطانها نضرية وصورية ولا تهتم إلا بالخلاق التي تتطابق مع أوامر العقل وتهمل الأخلاق النابعة من الشعور بينما يتصرف الناس حسب شعورهم اكثر مما يتصرفون حسب عقولهم.
ليس العقل الاساس الوحيد للأخلاق:
لقد وجدت الكثير من الأسس الأخلاقية قبل كانط منها مبدأ اللذة الذي كان يعتبر في نضر ارستيب القوريناني هو الحير المطلق حيث قال اللذة هي الخير الأعظم وهي مقياس القيم جميعا ثم عمل ابيقورعلى تطوير مذهب اللذة الى منفعة حيث كان يرى انه هناك لذة افضل من لذةاخرى فاللذة العقلية افضل من اللذة الحسية ثم عمل بنتام تطوير مذهب المنفعة ووضع لها مقاييس
كما وجد فلاسفة الإسلام في الدين المبدا الملائم لإقامة الأخلاق لان العقل وحده لا يملك القدرة على التمييز بين الخير والشر كما ان الواجبات كلها سمعية ودليلهم على ذلك اختلاف القيم باختلاف الديانات ويمكن إقامة الاختلاف على أسس أخرى كما فعل بعض الفلاسفة الآخرون كأصحاب النزعة الاجتماعية المجتمع
نقد:لايمكن بناء الأخلاق على مبدا اللذة وحدها او المنفعة وحدها لان المنافع متعارضة مصائب قوم عند قوم فوائد كما ان الدين لم يوجد عند كل الشعوب.
اساس القيمة الاخلاقية ليس واحدا
لا يمكن ان نبني الأخلاق على مبدأ واحد حتى ولوكان العقل و الدين نظرا الى ان القيم الأخلاقية نسبية متغيرة عبر الزمان وامكان وهي تابعة لشروط مختلفة تتحكم فيها فالمجتمع الإسلامي يتمسك بالدين اولا و بالعقل ثانيا كمبدأين أساسين في إقامة الأخلاق دون إهمال المبادئ الأخرى
الخاتمة:معيار الفعل الأخلاقي ليس واحدا فقد تعددت مبادئ القيمة الأخلاقية بتعدد المذاهب الأخلاقية لكن الأخلاق الإسلامية تركيبية شاملة لما تحتويه المذاهب الأخرى