أ- الحركة التحررية في الهند الصينية
الهند الصينية هي الرقعة الجغرافية الواقعة جنوب الصين وشرق الهند ومنها الهند الصينية الفرنسية التي تضم : الفيتنام , اللاووس , كمبوديا , والتي شكلت منها فرنسا منذ عام 1898م كنفدرالية الهند الصينية الفرنسية .
وقد عرفت هذه النطقة زيادة في نشاط حركات التحرر بها منذ 1941م بتأسيس الفيات منه بقيادة هوشي منه , وبانتهاء الحرب العالمية II وجدت المنطقة نفسها مقسمة إلى نصفين يفصل بينهما خط 70 درجة شمالا , وقد عرف الشمال ظهور حكومة وطنية بزعامة هوشي منه في سبتمبر 1945م, في حين عرف الجنوب عودة الفرنسسين وهو ما أدى إلى اندلاع الثورة الفيتنامية ضد فرنسا في نوفمبر 1946م , وهي الثورة التي امتدت حتى ماي 1954م وانتهت لصالح الفيتناميين , وأعقبت بانعقاد قمة جنيف في جويلية 1954م التي أقرت ما يلي :
- التأكيد على تقسيم الفيتنام إلى قسمين شمالي وجنوبي , وإقامة هدنة بينهما .
- منح كمبوديا واللاووس الاستقلال التام .
- منع إقامة قواعد عسكرية أو تشكيل أحلاف عسكرية بالمنطقة .
- تقرير مصير الفيتنام من خلال استفتاء يجرى لأجل أقصاه سنتين منذ عقد المؤتمر (جويلية1945م) .
غير أن الو.م.أ لم ترضها تلك القرارات خاصة آخرها , فعملت على تطبيق سياسة سد الفراغ في المنطقة بتدعيم من النظام الرأسمالي في جنوب الفيتنام ثم التدخل العسكري في الفيتنام , غير أنها فشلت أمام صمود الفيتناميين الذين وحدوا الفيتنام تحت الراية الاشتراكية منذ صائفة 1945م.
أ- الحركة التحررية في الهند :
تعد الحركة التحررية في الهند من أبرز حركات التحرر في العالم لتميزها دون غيرها بأسلوب الكفاح السلمي الذي تبناه القائد الهندي غاندي والذي قاطع من خلاله الإدارة البريطانية في الهند سياسيا وإداريا وقضائيا واقتصاديا متمكنا من تحقيق استقلال بلاده عن التاج البريطاني عام 1947والتي انشطرت إلى دول : الهند , باكستان , بنغلاداش
ج- الحركة التحررية في مصر ( الثورة المصرية 23 جويلية 1952م ) :
طبيعتها :
حركة تحررية عربية مصرية قادها مجموعة من ضباط الجيش المصري أطلقوا على أنفسهم الضباط الأحرار , بقيادة اللواء محمد نجيب ضد النظام الملكي بمصر الممثل في شخص الملك فاروق المتعاون مع الإنجليز ضد مصالح بلاده وشعبه .
- فساد النظام الملكي المصري
- تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري .
- استمرار التواجد البريطاني رغم معاهدة الاستقلال الموقعة منذ 1936م
- هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين 1942م بسبب صفقة الأسلحة الفاسدة التي تورط فيها النظام المصري
إنجازاتها الداخلية والخارجية:
أ) الداخلية :
-تأميم حوالي 36% من الأراضي الإقطاعية وتوزيعها على الفلاحين الصغار في سبتمبر 1952م
- إلغاء الملكية وإقامة النظام الجمهوري في جوان 1953م
- وضع حد للوجود البريطاني في مصر بتوقيع اتفاقية الجلاء في أكتوبر 1954م
- بناء السد العالي (سد مائي) لتطوير الزراعة والصناعة بمصر
- تأميم قناة السويس في 26جويلية 1956م
- تأميم المصارف والبنوك الأجنبية بمصر في نهاية 1957م
ب) الخارجية : منها
- منح السودان استقلالها في فيفري 1953م
- تفعيل دور الجامعة العربية
- المساهمة بشكل فعال في إنشاء حركة عدم الانحياز في سبتمبر 1961م
- مواجهة الخطر الصهيوني في المنطقة العربية
- مقاومة المشاريع الغربية الرأسمالية في المنطقة العربية مثل : حلف بغداد 1955م, مشروع أيزنهاور 1957م
- محاولتها تشكيل وحدة عربية على أساس قومي جسدتها بوحدة سورية مصرية من 22فيفري 1958م حتى 28 سبتمبر 1961م.
د- الثورة الجزائرية 1954م - 1962م:
احتلت الثورة الجزائرية مكانة جد مرموقة على الساحة الدولية بإثباتها مجموعة من الحقائق شكلت خصائص لها منها :
- أولى الثورات التي أفشلت السياسة الاستيطانية الأوربية خارج أوروبا
- نجاحها في أثبات مبدأ "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة "
- إثباتها أن الانتصار على قوى الاستعمار والظلم حتمية تاريخية لا جدال فيها , أمام إرادة الشعوب التواقة للحرية والسيادة .
- مواصلتها لثورة التعمير بعد ثورة التحرير
- تمكنها من التخلص من قيود الاستعمار في وقت قصير نسبيا
- تميز موقفها الخارجي بمناصرة حركات التحرر والقضايا العادلة ومناهضة ومقاومة التسلط والهيمنة والنفوذ في إطار حركة عدم الانحياز.
الثورة الكوبية1956م - 1962 م:
كوبا جزيرة صغيرة في عرض المحيط الأطلسي محدودة الإمكانات , غير أنها تمكنت من غيجاد مكانة لها على الساحة الدولية بعد نجاح ثورتها الاشتراكية 1956م-1962م بزعامة فيدال كاسترو والتخلص من النظام الرأسمالي الممثل في شخص جون باتيستا الموالي للو.م.أ وتطبيق النظام الاشتراكي رغم معارضة الو.م.ا وتهديدها لكوبا إلا أن إرادة الشعب الكوبي المحدود الإمكانات كانت أقوى من الو.م.ا التي تعد أقوى دولة في العالم اليوم .
02/ تنوع أساليب وخصائص حركات التحرر في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية :عرفت المستعمرات في القارات الثلاث تقريبا تزايدا في نشاط حركات التحرر بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة توفر عوامل داخلية وأخرى خارجية .كما عرفت تلك المستعمرات تنوعا في أساليب الكفاح بها بين الكفاح السياسي والكفاح الاقتصادي والكفاح العسكري المسلح من جهة ، كما إختلفت زمانيا ومكانيا وفي نوعية الاستعمار وطرق تغلغله، الا انها اشتركت في:
- الوعي القومي والسياسي.
- إعتمادها على الطبقات الشعبية
- كانت حركات قومية ووطنية
- هدفها التحرر والاستقلال
- دوافعها النهب والاستبداد الذي ولد الحقد المشترك على الاستعمار
- إعتمادها الكفاح السياسي أو الكفاح المسلح أو كليهما
- الشمولية:شملت جميع بلدان العالم الثالث في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
- التضامن:التقارب والتضامن بين الشعوب المستعمرة مثل التضامن الأفروآسيوي في باندونغ.
- الإصرار:أن الايمان بعدالة قضية الشعوب المستعمرة للتخلص من السيطرة الاستعمارية بمختلف اشكالها زادها إصرارا لمواصلة الكفاح من اجل التحرر والإستقلال.
03/ في ظل تزايد نشاط حركات التحرر في المستعمرات تنبأت الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا بحصول هذه الدول على استقلالها لذلك فكرت في كيفية المحافظة على امتيازاتها الاستعمارية في تلك الدول حتى بعد الاستقلال حيث إجتهدت الامبراطوريات الإستعمارية القديمة وخاصة فرنسا وبريطانيا للحفاظ على إستمرارية السلب والنهب والطمس فتنافست ثقافيا وإقتصاديا من خلال تنظيمات بنيت على أساس لغوي ، وتكتلات تسعى لكسب مجالات حيوية جديدة ومناطق نفوذ أوسع بشتى الوسائل ، وتتمثل هذه التنظيمات في:
الكومنولث:منظمة دولية لمجموعة من الدول المستقلة والوحدات السياسية الأخرى التي عاشت تحت الحكم البريطاني ، تأسست بموجب قانون وستمنستر سنة 1931، وتشمل هذه المنظمة بريطانيا ومعها 53 دولة ، كما تشمل على 25 وحدة سياسية مثل المقاطعات والمناطق التي تحت الحماية البريطانية .
وتهدف هذه المنظمة إلى تحقيق التعاون بين الدول الاعضاء في المجال السياسي والإقتصادي والإجتماعي وتحقيق تنمية مستدامة.
الفرنكفونية:هي منظمة دولية للدول الناطقة باللغة الفرنسية ، بلغ عدد أعضائها 68 دولة من مختلف القارات ، تأسست في 20 مارس 1970 بمبادرة ثلاثة رؤساء إفارقة ، وهي تتكون من العديد من المؤسسات و الهيئات والجمعيات .
وتهدف هذه المنظمة إالى تحقبق التعاون الثقافي و الاقتصادي والتقني والاجتماعي وتحقيق التنمية المستدامة.