دعوة للرومنسية...مساحة للبوح ارجو التثبيت

قالوا : إن للرومانسية لغة لا يفهمها إلا العشاق والمتحابين
وقالوا الرومانسية هي معنى للتضحية من أجل من تحب وهي ألم وحزن ووله وتيه وتفكر وشغل بال بمن تحب
وجعلوا من الرومانسية أرجوحة عليها علقوا عواطفهم
واقتبسوا معاني الرومانسية من المسلسلات الهابطة والأغاني الماجنة حتى دخلت هذه اللفظة للبيوت وبقوة و صارت الزوجة تعير زوجها بأنه غير رومانسي خلاف فلان وعلان من أسقط الناس وممن لبسوا أقنعة الكذب والزيغ والفساد الأخلاقي
أيضا قالوا الرومانسية عند الغرب فهم أهل لها وأعرف بها والرجل العربي جلف غليظ متزمت لا عاطفة له
لهذا أخواتي الكريمات: أحببت وضع هذه الكلمة في الميزان لنرى أي كفة سترجح وستحمل وزن هذه الكلمة وقبل هذا
لا بد أن يكون هناك تعريف لها(للرومانسية)لتجلو معانيها من كل الأوهام الزائفة . ونقرب معناها للأفهام الصائبة

تعالي أختاه نفهم المعنى الجلي للرومانسية ونكتشف من هم أهل الرومانسية ومن يتقن معناها ويضعه في مكانه الأنسب

أ - لغــة* :الرومانسية من حيث الجذر اللغوي مشتقة من كلمة "رومانيوس" وقدأطلقت هذه الكلمة على اللغات والآداب التي تفرعت عن اللغة اللاتينيةالقديمة ، ويرى البعض أن "رومانس" لفظة اسبانية تدل على نوع من الصياغةالشعرية مؤلفة من مجموعة أبيات ثمانية المقاطع تكون فيها الأبيات الزوجيةمشتركة في القافية والأبيات الفردية مطلقة .
ب- اصطلاحا*:هي ثورة على المذهب الكلاسيكي بأصوله وقواعده وقد رفضت فيه إغراقه في الصنعة ومبالغته في تعظيم العقل وإمعانه في تمجيد العظماء والسير على منوالهم. فالرومانسية تفتح المجال واسعا للسليقة الحرة وترفض العقل وتدعم الإحساس المنطلق والشعور المتدفق والطبع الوثاب .

فالرومانسية بمفهوم الناس اليوم أصبحت تعرف بمصطلح يتنافى مع عقيدتنا وديننا وهو محصوربتصرفات وأفعال لا تمّت إلى ديننا بشيء وللإعلام تأثير كبير على عقولالناس فصوّر لهم الرومانسية من خلال المسلسلات والأفلام الهابطة والوردةالحمراء وكلمات الغزل المتواصل
كما سبق وأن قلت
لذانجد مفهوم الرومانسية فى الإسلام إن صحت هذه الكلمة أو وجدت في قاموسنا العربي
قلت نجد مفهومها أوسع وأجلّ وخاصة في العلاقات الزوجية الأسرية , والعلاقات بين الأسرة والأولاد, والداعية والمدعو فكلها تنحصربمفهوم واحد ألا وهو علاقة المسلم بمن يحيطون به يعني المودة والرحمة
سواء زوجة والد والدة وأبناء
لهذا أخطأ من حصر الرومانسية بين اثنين
ولكن اليوم إن شاء الله سنأخذ جانب من جوانبها لعموم الفكرة التي طغت على فكر الناس
هي علاقة الرجل بالمرأة ( نبعد عن حوارنا العلاقة المحرمة والمشبوهة )

فالمثال الذي نقتدي به بين علاقة الرجل والمرأة هو علاقة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع زوجاته فكانت مبنية على مودة ورحمة ورقي تعامل لم يعهده إنسان على مر العصور .. فكانت علاقته مع زوجته الأكثر عاطفة ومودة لها هنا سأسرد أمثلة ...............
كان صلى الله عليه وسلم في التعامل مع زوجاته مثالنا الأعلى ،،فقد كان يعرف مشاعرها وأحاسيسها

أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها كانت تشرب من إناء فأخذه الرسول صلى الله عليهوسلم وسألها من موضع شربت فشرب مكان الأثر الذي تركته . هنا نجد سمو فىالرحمة والمودة والصلة الزوجية التى تبنى على كل هذا الحب

حدثنا ‏ ‏عبيد بن إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت ‏
‏قال لي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إني لأعلم إذا كنت عني راضيةوإذا كنت علي غضبى قالت فقلت من أين تعرف ذلك فقال أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب ‏ ‏محمد ‏ ‏وإذا كنت علي غضبى قلت لا ورب ‏ ‏إبراهيم ‏‏قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك ‏
رواه مسلم

قال صلى الله عليه وسلم لعائشة في حديث أم زرع الطويل والذي رواه البخاري: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع" أي أنا لك كأبي زرع في الوفاء والمحبة فقالت عائشة بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع!!
تقول عائشة رضي الله عنها: كنت أُرَجِّلُ رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أسرح شعره وأنا حائض.

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث. رواه البخاري

كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان ذلك يومها، فأبطأت في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكي، وتقول حملتني على بعير بطيء، فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها، ويسكتها..." رواه النسائي

عن عمرو بن العاص أنه أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة. قال من الرجال؟ قال: أبوها.
أخرج البخاري بسنده إلى عائشة رضي الله عنها قالت : ما غِرْتُ على أحد من نساءالنبي صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خديجة ، وما رأيتُها ، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثِر من ذِكْرِها ، وربما ذبح الشاة ثم يُقَطِّعُها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق
– أي : صديقات – خديجة .
فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة !
فيقول : (( إنها كانت ، وكانت ، وكان لي منها ولد)).
فصلَّى الله وسلَّم على أكرم الخلق ، وحافظ العهد .

فقد كان صلى الله عليه وسلَّم وفياً لخديجة في حياتها ، ووفياً لها بعدوفاتها ، فهو يذكر أعمالها وأخلاقها ، وأيامها وعهدها ، رضي الله تعالى عنها .

كيف لا ، وهي التي آثرته ورغبت فيه ، وهي أول من صدَّقه وآمن به ، وهيالتي ثبَّتَتْ فؤاده وقوَّت عزيمته ، وكانت البلسم الشافي لآلامه وأحزانه .
هي التي واسته بمالها ، وهي التي رزق منها الولد ، وهي التي حفظت عهده ، وحافظت على بيته وولده ، وهي .. وهي ..
فنالت بسبب هذا الوفاء العظيم ما جاء في الحديث : (( بشِّروا خديجةببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب )) رواه البخاري
وأيضا في جيل الصحابة رضوان الله عليهم صور رائعة لعاطفة صادقة لنسائهم
وهذا علي رضي الله عنه دخل على زوجته فاطمة فوجدها تستاك فقال لها:
حظيت يا عود الأراكِ بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراكَ
لو كنت من أهـل القتال قتلتك *** ما فـاز منـي يا سِواكُ سِواكَ

فقد كان أنبياء الله ورسله وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعرف الناس بالعاطفة ومن أعقلهم وأحلمهم على المرأة وأرفقهم بها

لهذا كذب من قال :
الغرب أهل للرومانسية
ولو أننا نستنكر هذه الكلمة ونقول العرب والمسلمين هم أهل للعاطفة الصادقة النقية البعيدة كل البعد عما حرم الله
لهذا أختاه تعالي نشرح هذه الكلمة تشريحا دقيقا ونثري الحوار إثراءا بناءا

-1 من أعرف وأصدق بالعاطفة العرب أم الغرب ؟
-2 لماذا يخفي الزوج الشرقي عاطفته تجاه زوجته ويعد البوح بها انتقاص من رجولته رغم أن ديننا لا يمانع من البوح للزوجة بالحب والأمثلة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم زاخرة ؟
-3 إن أبدى الزوج الإعراض عن البوح بعاطفته هل تعاقبه بالزوجة بالمثل ؟
-4 كيف ننعش العواطف في بيوتنا مع أهلينا وأزواجنا وبنينا ؟
-5 كلمة نصح وتوجيه لكل من غرقت في الرومانسية الكاذبة ؟

بقلم :أم جابر (أم حازم)