فرحات عباس
فرحات عباس (24 أكتوبر 1899 بالطاهير (جيجل) - 23 ديسمبر 1985). رئيس وزراء الحكومة الإنتقالية بالجزائر (19 سبتمبر 1958 - أغسطس 1961) كان من النخبة ذات الثقافة الفرنسية التي لم تتحدث العربية قط. ومثلما كان هناك دولة-مدينة فإن فرحات عباس كان دولة-شخص. فلم تكن له قاعدة ثابتة من المعتقدات أو الأتباع، إلا أن مثابرته وتكيفه السريع مع المتغيرات المستجدة جعلت منه قوة لا يمكن للدول تجاهلها عند التعامل مع المشكلة الجزائرية.
كان من أكبر المتخاذلين ضد ثورة التحرير الوطنية وقد جسد رأيه في عدة مناسبات أهمها عندما كتب مقالة في جريدة الوفاق الفرنسي بعنوان 'فرنسا هي أنا' وقد أكد في المقال دعوته إلى الاندماج مع فرنسا .
وقد كان يعتبر العمل المسلح عمل فوضوي و ويائس وغامرة .
كان من أكبر مناصري الإندماج في فرنسا. وقد عبّر عن هذا سنة 1936 حين قال:
«لو كنت قد اكتشفت أمة جزائرية لكنت وطنيا ولم أخجل من جريمتي، فلن أموت من أجل الوطن الجزائري ، لأن هذا الوطن غير موجود، لقد بحثت عنه في التاريخ فلم أجده وسألت عنه الأحياء والأموات و زرت المقابر دون جدوى.»
وحين أعلن فرحات عباس زعيم الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري من القاهرة في نيسان (أبريل) 1956 انضمامه رسميا إلي جبهة التحرير الوطني ومعه بقية مناضلي حزبه . تم تقبله و أعتبر الخطوة التي قام بها في الطريق الصحيح وقبل في جبهة التحرير الوطنية و عين عضو في المجلس الوطني للثورة الجزائرية .
نشأته:
ولد فرحات عباس في 24 أكتوبر 1899 بالطاهير (جيجل) ينتمي إلى أسرة فلاحية،زاول تعليمه الابتدائي في الطاهير ، و الثانوي بجيجل و سكيكدة انتقل للعاصمة لإكمال تعليمه الجامعي تخرج بشهادة عليا في الصيدلة ، و فتح صيدلية في سطيف سنة 1932
الحرب العالمية الثانية:
في 8 نوفمبر 1942، دخل الجيش الأمريكي الجزائر ليطرد الحكومة الفاشية. اتصل فرحات عباس بروبرت ميرفي، المبعوث الشخصي لفرانكلين روزفلت إلى شمال أفريقيا لتقرير مصير المنطقة بعد الحرب. في 20 نوفمبر 1942، أرسل فرحات عباس و مجموعة من الجزائريين برسالة إلى قوات الحلفاء يرحبون بهم ويعرضون "باسم شعب الجزائر القيام بتضحيات بشرية ومادية، بشروط، لدعم الحلفاء حتى يتحقق النصر الكامل على دول المحور." اشتاط الفرنسيون غضبا من الرسالة التي تجنبت ذكر فرنسا. صحف حكومة فيشي اتهمت روبرت ميرفي بكتابة الرسالة.
العمل السياسي:
أسس فرحات عباس حركة أصدقاء البيان والحرية في مارس 1944 وكان يدعو إلى قيام جمهورية جزائرية مستقلة ذاتيًا ومتحدة مع فرنسا. كتب في صحيفة الجمهورية العدد 46 بتاريخ 12 تشرين الثاني / نوفمبر 1954، إن موقفنا واضح ومن دون أي التباس. إننا سنبقي مقتنعين بأن العنف لا يساوي شيئا .
في أفريل 1956 حل فرحات عباس حزبه و انضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني في القاهرة ، و بعد مؤتمر الصومام عين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية ، قاد وفد الجزائر في مؤتمر طنجة المنعقد بين 27- 30 أفريل 1958، ثم عين رئيسا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ( 19 سبتمر 1958- أوت 1961) ،زار كل من بكين و موسكو سنة 1960
وفاته:
توفي يوم 23 ديسمبر 1985 في ألمانيا
من مؤلفاته:
* الاستقلال, المغتصب
[[center][b]