bibars مراقب عام
| موضوع: كيف نستقبل شهر رمضان 2009-08-27, 18:07 | |
| الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنمحمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: فقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعين لهمبإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه , كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضانثم يدعونه أن يتقبله منهم , كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أوينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة والكذب , وكانوا يحيون لياليهبالقيام وتلاوة القرآن , كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقةوالإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام , كانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة اللهويجاهدون أعداء الإسلام في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدينكله لله فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على عدوهم في اليومالسابع عشر من رمضان , وكانت غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان حيث دخل الناس فيدين الله أفواجا وأصبحت مكة دار إسلام . فليس شهر رمضان شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه بعض الناس ولكنه شهر جهاد وعبادةوعمل لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكرم , وكيف لا نكونكذلك في شهر اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريملهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور , وكيف لا نفرح بشهر تفتح فيهأبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفعالدرجات وتغفر الخطايا والسيئات. ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادتهوأن ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله تعالى على التوبةالصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات , وأن نلتزم بطاعة الله تعالىمدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين يَوْمَ لَايَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وصدق الله العظيم إذ يقول { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَفَوْزًا عَظِيمًا ** وأن نحافظ على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرماتوالمكروهات في رمضان وغيره عملا بقول الله تعالى { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىيَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ** أي حتى تموت وقوله تعالى { قُلْ إِنَّ صَلَاتِيوَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَلَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ** ينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيماناواحتسابا لا تقليدا وتبعية للآخرين , وأن تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلامالمحرم والنظر المحرم والاستماع المحرم والأكل والشرب المحرم لنفوز بالمغفرةوالعتق من النار ينبغي لنا أن نحافظ على آداب الصيام من تأخير السحور إلى آخرجزء من الليل وتعجيل الفطر إذا تحققنا غروب الشمس والزيادة في أعمال الخير وأنيقول الصائم إذا شتم "إني صائم" فلا يسب من سبه ولا يقابل السيئة بمثلها بليقابلها بالكلمة التي هي أحسن ليتم صومه ويقبل عمله , يجب علينا الإخلاص لله عزوجل في صلاتنا وصيامنا وجميع أعمالنا فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ماكان صالحا وابتغي به وجهه , والعمل الصالح هو الخالص لله الموافق لسنة رسولهصلى الله عليه وسلم. ينبغي للمسلم أن يحافظ على صلاة التراويح وهي قيام رمضان اقتداء بالنبي - صلىالله عليه وسلم - وأصحابه وخلفائه الراشدين واحتسابا للأجر والثواب المرتبعليها قال - صلى الله عليه وسلم - من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدممن ذنبه متفق عليه. وأن يقوم المصلي مع الإمام حتى ينتهي ليكتب له قيام ليلةلحديث أبي ذر الذي رواه أحمد والترمذي وصححه . وأن يحيي ليالي العشر الأواخر من رمضان بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاءوالاستغفار اتباعا للسنة وطلبا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر - ثلاثوثمانين سنة وأربعة أشهر - وهي الليلة المباركة التي شرفها الله بإنزال القرآنفيها وتنزل الملائكة والروح فيها , وهي الليلة التي من قامها إيمانا واحتساباغفر له ما تقدم من ذنبه , وهي محصورة في العشر الأواخر من رمضان فينبغي للمسلمأن يجتهد في كل ليلة منها بالصلاة والتوبة والذكر والدعاء والاستغفار وسؤالالجنة والنجاة من النار لعل الله أن يتقبل منا ويتوب علينا ويدخلنا الجنةوينجينا من النار ووالدينا والمسلمين , وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله وشد مئزره وأيقظ أهله ولنا في رسولالله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة , وشد المئزر فسر باعتزال النساء وفسربالتشمير في العبادة. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان والمعتكفممنوع من قرب النساء. وينبغي للمسلم الصائم أن يحافظ على تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره بتدبروتفكر ليكون حجة له عند ربه وشفيعا له يوم القيامة وقد تكفل الله لمن قرأالقرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة بقوله تعالى { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ** وينبغي أن يتدارس القرآن مع غيره ليفوزوا بالكرامات الأربع التي أخبر بها رسولالله - صلى الله عليه وسلم - بقوله وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلونكتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهمالملائكة وذكرهم الله في من عنده رواه مسلم. وينبغي للمسلم أن يلح على الله بالدعاء والاستغفار بالليل والنهار في حال صيامهوعند سحوره فقد ثبت في الحديث الصحيح أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كلليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول "من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيهمن يستغفرني فاغفر له" , حتى يطلع الفجر رواه مسلم في صحيحه. وورد الحث على الدعاء في حال الصيام وعند الإفطار وأن من الدعوات المستجابةدعاء الصائم حتى يفطر أو حين يفطر وقد أمر الله بالدعاء وتكفل بالإجابة { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ** [سورة غافر :آية 60] . وينبغي للمسلم أن يحفظ أوقات حياته القصيرة المحدودة , فما ينفعه من عبادة ربهالمتنوعة القاصرة , والمتعدية ويصونها عما يضره في دينه ودنياه وآخرته وخصوصاأوقات شهر رمضان الشريفة الفاضلة التي لا تعوض ولا تقدر بثمن وهي شاهدةللطائعين بطاعاتهم وشاهدة على العاصين والغافلين بمعاصيهم وغفلاتهم. وينبغي تنظيم الوقت بدقة لئلا يضيع منه شيء بدون عمل وفائدة فإنك مسئول عنأوقاتك ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت فيها. تنظيم الوقت ويسرني أن أتحف القارئ الكريم برسم خطة مختصرة لتنظيم أوقات هذاالشهر الكريم , ولعلها أن يقاس عليها ما سواها من شهور الحياة القصيرة فينبغيللمسلم إذا صلى الفجر أن يجلس في المسجد يقرأ القرآن الكريم وأذكار الصباحويذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وبعد طلوعها بحوالي ربع ساعة أي بعد خروج وقتالنهي يصلي ركعتين أو ما شاء الله ليفوز بأجر حجة وعمرة تامة كما في الحديثالذي رواه الترمذي وحسنه. ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام أسوة حسنة فقد كانواإذا صلوا الفجر جلسوا في المسجد يذكرون الله تعالى حتى تطلع الشمس , ويلاحظ أنالمسلم إذا جلس في مصلاه لا يزال في صلاة وعبادة كما وردت السنة بذلك وبعد ذلكينام إلى وقت العمل ثم يذهب إلى عمله ولا ينسى مراقبة الله تعالى وذكره في جميعأوقاته وأن يحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة , والذي ليس عندهعمل من الأفضل له أن ينام بعد الظهر ليرتاح وليستعين به على قيام الليل فيكوننومه عبادة. وبعد صلاة العصر يقرأ أذكار المساء وما تيسر من القرآن الكريم وبعد المغرب وقتللعشاء والراحة وبعد ذلك يصلي العشاء والتراويح وبعد صلاة التراويح يقضي حوائجهالضرورية لحياته اليومية المنوطة به لمدة ساعتين تقريبا ثم ينام إلى أن يحينوقت السحور فيقوم ويذكر الله ويتوضأ ويصلي ما كتب له ثم يشغل نقسه فبل السحوروبعده بذكر الله والدعاء والاستغفار والتوبة إلى أن يحين وقت صلاة الفجر. والخلاصة أنه ينبغي للمسلم الراجي رحمة ربه الخائف من عذابه أن يراقب اللهتعالى في جميع أوقاته في سره وعلانيته وأن يلهج بذكر الله تعالى قائما وقاعداوعلى جنبه كما وصف الله المؤمنين بذلك , ومن علامات القبول لزوم تقوى الله عزوجل لقوله تعالى { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ** وصلىالله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا. | |
|
لميس عضو فعال
| موضوع: رد: كيف نستقبل شهر رمضان 2009-08-27, 19:16 | |
| والله دائما معطر المنتدى بارك الله فيك
| |
|