كلمة كوليرا مشتقة من كلمة يونانية أو إغريقية بمعنى تدفق الصفراء flow of bile. وهو مرض حاد ينشأ من عدوى للجهاز الهضمي, ونظرا لشدة الإسهال الذي يسببه المرض ولأنه يسبب جفاف شديد كما قد يسبب وفاة خلال ساعات من العدوى ولحدوثه بشكل وبائي فهو يعتبر أحد أكثر الأوبئة التي تسبب خوفا شديدا. وكما أن الكوليرا مازال يمثل تهديدا كوباء, فهو في ذات الوقت يعتبر مؤشرا لتطور المجتمعات فهو لا يمثل تهديدا كبيرا في المناطق التي تتمتع بحد أدنى من الاهتمام بصحة سكانها بينما مازال المرض يمثل تحديا وتهديدا كبيرا لسكان المناطق التي لديها مشاكل لا تضمن نقاء مياه الشرب وسلامة الصرف الصحي. وقد أصاب مرض الكوليرا عدة أماكن من العالم في آسيا وإفريقيا ومناطق من الشرق الأوسط.
يوجد أكثر من مائة نوع من الكوليرا ولكن نوعين منها فقط هو الذي يصيب الإنسان. وأول من تعرف على سبب المرض هو روبرت كوخ Robert Koch عام 1883 حيث اكتشف الميكروب المسبب وكان ذلك أثناء تفشى وباء للكوليرا بمصر. سبب الكوليرا ميكروب يسمى فيبريو كوليرا Vibrio cholerae . وهذا الميكروب يكون عصوي الشكل على شكل فاصلة comma-shaped وهو سلبي لصبغة الجرام .
طريقة العدوى بالكوليرا لو أن شخصا شرب مشروبا أو أكل طعاما ملوثا بأحد النوعين من الميكروب المسببان للكوليرا فإن الميكروب يذهب إلى الأمعاء الدقيقة و يفرز مادة سامة toxin وهى مادة بروتينية لها تأثير على الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء يجعله يفرز الماء والأملاح المعدنية بتجويف الأمعاء مما يتسبب في حدوث جفاف. فترة حضانة ميكروب الكوليرا هي الفترة من التقاط العدوى حتى ظهور المرض, وهي في الكوليرا فترة قصيرة حيث تتراوح ما بين 5 ساعات إلى 5 أيام, وفي العادة تكون من يومين إلى خمسة أيام.
أعراض و علامات الكوليرا معظم الأشخاص المصابين بالكوليرا لا يشعرون بالإعياء و المرض رغم وجود الميكروب بالبراز عندهم منذ 7 إلى 14 يوم وعند ظهور الأعراض والعلامات فإنها تكون خفيفة أو معتدلة عند حوالي 85 بالمائة من الحالات لدرجة صعوبة تمييزها عن حالات الإسهال التي تكون لأسباب أخرى. و أقل من 20 بالمائة من المصابين بالكوليرا تظهر عليهم أعراض وعلامات الكوليرا الشديدة والتي تسبب جفاف وأهم هذه الأعراض:
إسهال مائي مع قليل من المخاط وهو يشبه ماء غسيل الأرز يكون للبراز رائحة تشبه رائحة السمك تقلصات بالبطن جفاف dehydration ارتفاع بالحرارة و خاصة عند الأطفال
طريقة انتقال العدوى عن طريق شرب سوائل ملوثة بميكروب الكوليرا. عن طريق أكل أطعمة ملوثة بالميكروب مثل الأطعمة البحرية الغير مطهية جيدا. العوامل التي تزيد من قابلية الأشخاص للمرض
سوء التغذية Malnutrition نقص الحامض بالمعدة Hydrochlorhydria نتيجة أخذ الأدوية التي تقلل إفراز الحامض بالمعدة كالمستخدمة في علاج قرحة المعدة أو الإصابة بالميكروب الحلزوني Helicobacter pylori infection أو جراحات الاستئصال بالمعدة gastrectomy.
تشخيص الكوليرا يتم التشخيص من خلال الأعراض والعلامات وأيضا بأخذ عينة من البراز لفحصها بالمختبر. علاج الكوليرا العلاج الرئيسي للكوليرا يكون بشرب كمية كبيرة من السوائل لتعويض السوائل التي فقدها الجسم, كما يجب تعويض الأملاح التي فقدها الجسم أيضا وذلك بإعطاء الأملاح ضد الجفاف oral rehydration solution والتي تكون بالمتناول بالصيدليات . وفي حالات الجفاف الشديد يجب دخول المستشفى لأخذ السوائل بالحقن عن طريق الوريد على شكل محلول intravenous drip.
تعطى المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين tetracycline والإريثروميسين erythromycin وذلك لقتل الميكروب المسبب وبالتالي وقف الإسهال وإيقاف فقدان الجسم للسوائل .
الوقاية من الكوليرا
استعمال مياه الشرب النقية. عدم تناول المأكولات البحرية دون طهيها جيدا. عدم أكل الخضروات والفاكهة المغسولة في مياه الترع و القنوات والتي قد تكون ملوثة وأكل الفواكه والخضروات الطازجة والتي يتم غسلها بماء نقى. غسل الأيدي جيدا بعد الخروج من دورات المياه وقبل مسك الأطعمة باليد أو شرب الماء. ويمكن استعمال طعم للكوليرا عند وجود وباء أو قبل الذهاب إلى المناطق الموبوءة. و الطعم لا يقي ضد كل أنواع الكوليرا ولا يعطى حماية كاملة ولذلك يجب التركيز على وسائل الوقاية الأخرى.
|