شبل عضو فعال
| موضوع: صنع القرار 2010-01-15, 20:39 | |
| مقدمة: لقد حاول الباحثون في السياسة الخارجية الإجابة عن سؤال أساسي ...لماذا تتخذ الدول سلوك معين؟ أي ماهو الدافع أو المحفز الذي يحرك سلوك الدول ؟ هنا برزت العديد من الدراسات التي حاولت تقديم نماذج تحليلية ،وهناك من انطلق أن تفسير السياسة الخارجية يجب أن يكون نابعا من كونها مجموعة من ا لقرارات التي يتخذها جهاز الدولة ،وفي هذا الإطار برزت دراسة *غراهم اليسون* G.Allisson— التي حاولت تفسير وتحليل سلوك الدول انطلاقا من استقاها من تطور العلاقات الدولية.ومن الجديد الذي جاء به اليسون هو التصنيف الدقيق لجل نظريات العلاقات الدولية التي حاولت تفسير السياسة الخارجية في ثلاث نماذج فضل تسميتها بالمنظورات وأكد انه يمكن فهم سلوك للدول انطلاقا من النماذج فجمع النظريات الكلاسيكية (النظرية الواقعية ،النظرية الإستراتيجية،نظرية اللعبة ،النظرية الجيوبوليتيكية .....الخ.) أما النموذج العقلاني والذي اصطلح عليه* سيدني فيربا*فقد حصره *غراهم اليسون*في نظريتين جزئيتين هما النظرية الحكومية والنظرية النخبوية . قد *حاول غرا هام اليسون* أن يطبق هذه النماذج على أزمة كوبا -1962- عندما قام الاتحاد السوفياتي بنشر الصواريخ. فما هو النموذج الأقرب إلى تفسير السلوك الخارجي؟ تمهيد: يعتبر *غراهام اليسون* صاحب النماذج الثلاثة في دراسة السياسة الخارجية ككل وصناعة القرار كجزء. السياسة الخارجية ككل: تشير إلى الثابت في سلوك الدولة اتجاه قضية معينة في فترة زمنية معينة. صناعة القرار: فتشير جزء من السياسة الخارجية يتم في ظروف معينة وفي فترة زمنية قصيرة فالسياسة الخارجية إذن مسار وصناعة القرار جزء من هذا المسار، كما لخص غراهم اليسون الجدل النظري الحاد الذي ثار بين الاتجاه الكلي والجزئي في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية في ثلاث نماذج حاول تطبيقها على أزمة كوبا 1962 . ينطلق اليسون من فكرة أن السؤال الأساسي الواجب الإجابة عليه لفهم السلوك الخارجي هو لماذا قام الاتحاد السوفيتي بنشر صواريخه في كوبا؟وقد فرق اليسون بين النماذج استنادا على أساسين: أولا: من هو الفاعل؟ ثانيا: ما طبيعة هذا الفاعل؟ ثالثا: ماهي الطريقة التي تفسر سلوكه؟كيفية التحليل . الفصل الأول: ماهية النماذج.مفهوم النموذج:يعني من حيث هو نموذج الصورة الذهنية المصغرة لواقع سياسي معين ، أو للحياة السياسية في جملتها ويعني النموذج من حيث هو نظري فهو بناء ذهني لواقع معين من مجموعة من الفروض والمفاهيم التي صورت من الواقع بالملاحظة وحققت صحتها بالتجريب ،لكي يتخذ أداة لفهم الواقع المستهدف وتفسيره والتوقع في شانه باعتباره نظيرا للواقع وشئنا نظيرا له . التطور التاريخي للنموذج:أ-ـ ظهور المنظور العقلاني:كان ظهوره مع الدراسات تاريخ الدبلوماسية ومدرسة الأحداث الجارية التي ظهرت ضد المدرسة التاريخية التي طرحت سؤالا جوهريا هو إلى متى سنبقى أسراء المنهج التاريخي؟ حيث حاولت أن تتجنب الطرح التقليدي للعلاقات الدولية الذي يغلب الصبغة التاريخية في التحليل، كما أّن قيمة هذه الدراسة بدأت تتراجع أمام صناع القرار وهي مدرسة ظهرت قبل أن يظهر التنظير العلمي (المدرسة الفلسفية).أما التاريخ الدبلوماسي فقد اشتهرت فيه دراستان أساسيتان: فمن الدراسات الأولى في المنظور العقلاني التي نظرت إلى الدول كفاعل عقلاني وذكي هي دراسة إلى الكاتب *سدني فيربا* الذي فسر أسباب الحرب العالمية الثانية وحمل ألمانيا إستراتيجية السيطرة على العالم و قلب النظام الدولي كما تعامل مع الدول على كأنها قطع على لوحة الشطرنج كذلك نجد المؤرخ الألماني *شمت*--Schmittالذي قدم فرضيات معاكسة لسابقه تكمن في الطابع التحليلي المتطور للكاتبين السابقين لذلك اعتبر مرجعا للمنظور العقلاني .مرحلة الإستراتيجية : اخذ التحليل العقلاني مكانة هامة في تحليل الاستراتيجيين التقليديين الذين تعاملوا مع الدول كفواعل تضع سلوكياتها وفقا لمعطيات وخطط محسوبة وهادفة حيث نجد في هذا المجال (المدرسة العسكرية ) التي تتعامل مع الدول على أنها فواعل تسعى إلى تحقيق اكبر قدر من المنفعة بأقل قدر من التكلفة ، ثم تطورت هذه الدراسات مع أبحاث( الاستراتيجيين الجدد)، على غرار ما ذهب إلية*توماس تشيلين *ـ thomas chilienne ـ الذي حاول تفسير غموض السلوكيات الوطنية و ردود الدول الأخرى عليها على أنها لعبة بين الأمم وان سلوك الدولة يتم اختياره وفقا لتنبؤها بسلوك الطرف الآخر.وطور في هذا الصدد مفهوم الردع .كذلك في هذه المرحلة ظهر مفهوم أساسين مهمين هما الحرب المحدودة، والرسالة ـ essence of désionـ كما طور *هرمن كان * herman khanـ في كتابه *حول التصعيد*ــon escalation ــ وطور مفهوم العقلانية المطلقة *absolu rational *على سبيل المثال ان الدول عقلانية حتى ولولم تملك المعلومات الكافية ، فمعرفتها لمنطلق الدول الأخرى ، هو الذي يحرك سلوكها اتجاه بعضها البعض .ولذلك يعتقد ـهرمن كان ـ ما يسمى بالحرب المركزية التي يمكن أن تحدث بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي لا يمكن أن يتسبب فيها عطل تقني أو نقص في المعلومات كما يعتقد آخرون ولا عقلية صناع القرار ولكن يكن أن تقوم الحرب المركزية نتيجة (حرب الوكالة أو ما تسمى بالحرب المحدودة ) أو إذا حدث خلل في ميزان القوى بين القطبين لصالح قطب معين كما عرفت الدراسات السوفييتية سوفياتولوجي والصينولوجي تطويرا لهذا المنظور حيث تعاملوا مع والاتحاد السوفييتي كدول عقلانية لا تبني سياساتها وسلوكياتها على القيم الشيوعية كما يعتقد البعض ولكن على أساس استراتجي بحث. <table width="100%" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tr> <td> المدخلات : تحركات الخصم دراسة القدرات السلوك المتنبأ به توزيع القوى داخل النظام الدولي
</td> </tr> </table> | <table width="100%" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tr> <td> جهاز صناعة القرار
</td> </tr> </table> | أما المرحلة الواقعية: فقد شهد هذا المنظور التطور الحقيقي الذي عرفته العقلانية كان في ظل الواقعية عندما دعى *مورغنتو هانز*h.Mhorganthuax * إلى دراسة الجوانب العقلانية المفهومة من سلوك الدول وتجنب الغامض منها وأكد أن الدول عبارة عن كرات بيار صلبة ، بمعنى أنها تتصادم خارجيا والمتغيرات الداخلية لا تساهم في صناعة السلوك الخارجي لذلك فهي فواعل مغلقة والسلوك الخارجي لهذه القرارات.
← ←المخرجات ثم جاء* ستانلي هوفمان * الذي درس السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية أساسا كسياسة عقلانية تسعى إلى إحداث تغيير في البيئة الخارجية لذلك تصب دراسات ـh.Kisinger ـ في نفس المجال كذلك دراسة (آرلوند وولفرز وريمون آرون) أو كما يطلق عليهم ـ برجال حدود نظرية العلاقات الدولية ـ *Foront iersmen man * كلهم عقلانيين ، حيث يقول آليسون *أن مورغنتو هو أول من أدخل فكرة الإطار النظري للتحليل في كتابه 1948 ....بين الأمم among nations ـ مركزا على العوامل العقلانية * يقول مورغنتو:< لماذا نعطي فهما لأحداث السياسة الخارجية يجب أن نقارب الظاهرة بمقاربة عقلانية، حيث تشكل لدى الباحث خارطة لتفسير السلوكات الوطنية> .حيث يقول جيمس روزينو :< إن القول بان ألمانيا تريد هذا و فرنسا تتجنب هذا يدخلنا في المغالات قي التبسيط ويجعلنا نصف وحدات إنسانية بصفات غير إنسانية>.ثم جاءت الواقعية الجديدة التي طورت العقلانية وذهبت إلى إن الدول تضع سياساتها الخارجية استنادا إلى توزيع القوى في النظام الدولي . ب ـ ظهور منظور الآعقلانية: كان الاتجاه الماركسي سباقا في الإشارة إلى عدم عقلانية السلوك الخارجي للدول ، حيث اعتقد أن الدول في سلوكها النزاعي عبارة نتاج للازمات الاقتصادية الداخلية فعلى سبيل المثال :تحاول الطبقة البرجوازية تصريف عن طبيعة العلاقات الاستغلالية التي تربطها بالطبقة الكادحة فتقرن بين مواضيع الاستغلال بمواضيع الحرب.ثم جاءت النظريات الجزئية في إطار الدراسات السلوكية مثل النظريات ( الديموغرافية، الإحباط، المحاكاة....الخ )وكلها نظريات جزئية ركزت على المتغيرات الداخلية في تحليلها وكسرت فكرة الدولة كرة بليار صلبة ووصلت إلى الدرجة التطرف العلمي الذي جعلها تنفي دور العوامل الخارجية . الفصل الثاني: المنظور العقلاني: ينطلق من فكرة أساسية أن أي سلوك تقوم به الوحدات السياسية هو نتاج عن حسابات دقيقة تسعى من خلالها لتحقيق هدف،وأن معرفة هذا الهدف سيؤدي إلى معرفة تلك السلوكيات وتفسيرها ،سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل ويعتقد آليسون أن هذا النموذج هو الأصيل في العلاقات الدولية حيث استعمله باحثوا التاريخ الدبلوماسي وأنصار الأحداث الجارية ،وهو النموذج السائد أيضا عند التحليل العامي لأحداث ،حيث يقوم باسترجاع ذهني للأحداث ويضع نفسه موضع صانع القرار ثم يحاول تصور أهدافه من اتخاذ ذلك الفعل ، وذلك لأن السلوك السياسي هو سلوك إنساني (الأم عندما تضرب ابنها نفهم أنه قام بسلوك يستحق عليه الضرب ن وهكذا العلاقات الدولية هي علوم إنسانية يمكن التحدث عن سياسات الخارجية للدول الكبرى أنها تسير وفقا للمصالح العليا لهذه الأخيرة، ) حيث مارتن وايز:«حتى نظرة العامي في العاقات الدولية بأنها علاقات صراع لاتخلو من الحكمة .أ ـ عناصر المنظور العقلاني:1ـ الفاعل:هودولة موحدة وبالتالي جهاز صناعة القرار موحد يتخذ قرار منسجم .2 ـ طبيعة الفاعل:انه عقلاني و يملك معلومات كافية حول القضية. أنه يأخذ سلوك الآخر بعين الاعتبار عند وضعه لسلوكه، أنه يختار السلوك الذي يحقق له أكبر منفعة بأقل تكلفة (سلوك الفاعل لإحداث تغيير في البيئة الخارجية ).3 ـ طريقة التحليل: أن تقف موقف صانع القرار ثم تتصور الأهداف التي أراد تحقيقها من خلال اتخاذه لذلك القرار مثال: نشر إلا.س للصورايخ في كوبا للضغط على الو. م.أ كي تسحب صواريخها من تركيا هذا التفسير العقلاني لأما اللاعقلاني فيقول أن الا. س يحاول تحويل الأزمة الداخلية إلى أزمة خارجية.استعمل هذا النموذج العديد من الدراسات الرائدة ففي الدراسات الإستراتيجية نجد توماس تشلين ونظرية اللعبة ،وفي السياسة الخارجية ككل نجد هوفمان ونموذج إعادة البناء التصوري ـ تتقمص شخصية صانع القرار ـ وفي العلاقات الدولية ككل نجد ـمورغنتو ـ حيث يقول : « عندما تقوم الدول بأفعال فذلك أنها تريد تحقيق هدف ما في البيئة الخارجية » . ويقول كذلك: « نضع أنفسنا مكان رجل الدولة الذي يواجه بعض مشاكل السياسة الخارجية تحت بعض الظروف، ثم نتساءل ما هو البديل الذي يمكن لصانع القرار اختياره تحت هذه الظروف بافتراض أنه يتفاعل دوما بطريقة عقلانية... ننظر إلى كتفه حين يكتب ،نستمع إلى حواره مع رجال الدولة الآخرين ، نقرأ أفكاره ونتنبأ بها» .إذن السياسة الخارجية عقلانية فقط إذا كانت تزيد من المنافع وتنقص من الأخطار . يساهم هذا النموذج في بناء ميدان عقلاني للفعل حيث يحدث يخلق استمرارية في السياسة الخارجية التي تجعل من السياسة الخارجية ( الأمريكية ،البريطانية ، الروسية ،) ذكية إن وجدت وذات استمرارية عقلانية بغض النظر عن الاختلاف في الدوافع و النوعية والخصائص الفكرية والأخلاقية لناع القرار المتعاقبين. يقول توماس تشيلنق: « إن افتراض السلوك العقلاني لا يكون فقط كفل ذكي ولكن أيضا كسلوك مبني على حساب واعي للمنافع ، قائم على نظام واضح ومتلائم » . النقد: غير أن العديد من الباحثين أكدوا بأن اعتبار العقلانية بصفة مطلقة إنما يدفعنا إلى تأليهها:في حين أن الدول تقوم في بعض الحالات بسلوكات غير عقلانية فهوفمان اعتبر السلوك الأمريكي اتجاه العالم الثالث سلوك غير سوي .1. كما إن افتراض امتلاك المعلومات الكافية يبقى مجرد افتراض حتى ولو كانت المعلومات كافية فقد تكون متضاربة .2. كما قد يكون تفسير تلك المعلومات خاطئ ( الهند والباكستان قد تفهم كل مناورة على أنها إعلان للحرب أوالاستعداد لها ) .3. قصر الوقت، فقد تتسارع الأحداث بشكل أزمة، وبالتالي تتقلص البدائل لصانع ا لقرار فيصدر قرار غير عقلاني.4. عدم تحديد مفهوم العقلانية قد يؤدي إلى المبالغة في تحليل سلوك الدولة أو الفاعل أو تحديدها، حيث نجد التحليل العامي على سبيل المثال يغالي في تفسيره لسلوكات الدول معتبرا أن كل سلوك هو نتاج لحسابات دقيقة الأمر الذي مهد إلى ظهور نظرية المؤامرة وانتشارها خاصة بين الصحفيين .5. عدم انسجام جهاز صناعة القرار كأن يكون تحالف على غرار تساقط الحكومات الذي عرفته ايطاليا من تساقط الحكومات . ومنه فالعقلانية هي نظرية لا تفسر الا سلوك الدول المتقدمة لوصولها إلى نوع من الانسجام في اتخاذ القرار الخارجي .بـ ـ الجانب التطبيقي لازمة كوبا : السؤال الجوهري ، لماذا نشر الا.س صواريخه في كوبا ؟ -1( المساومة) bargaing barter:أن تسحب الوم ا صواريخها من تركيا مقابل سحب الا س من كوبا .1-إعادة التوازن في مجال الانتشار النووي : فرغم أن الا.س كان يملك ترسانة نووية ثقيلة إلا أنه عجز عن توفير انتشار استراتيجي موازن للو. م. أ التي نشرت صواريخها في أغلب دول أوربا الغربية فكانت أزمة الصواريخ .1. الدفاع عن كوبا: فالو.م.ا أرادت قلب نظام * فدال كاسترو* فكان نشر الصواريخ محاولة لردع هذه العملية والحفاظ على النظام العام.الفصل الثالث: النموذج اللاعقلانيأول من اصطلح هذا المعنى هو* سيدني فيربا* في مقاله ( فرضيات حول العقلانية واللاعقلانية في العلاقات الدولية ) يضم هذا الاتجاه كل النظريات الجزئية التي تتفق بأن السلوك النزاعي أو التعاوني (الخارجي) لأن السلوك الخارجي ليس نتاج لحسابات دقيقة تسعى إلى إحداث تغيير في البيئة الخارجية لكن هي استجابة لمتغيرات داخلية سواء أكانت صراع بيروقراطيات داخل جهاز صناعة القرار ←النظرية البيروقراطية.· أو صراع بين نخب← النظرية النخبوية اوالنموذج الحكومي عند آليسون.· إحباط داخلي ومحاولة تصريف أزمة ←نظرية الإحباطscapegout thearie . · أونتيجة لمتغيرات سيكولوجية ←نظرية الزعيم .· أو نتيجة لانفجار ديموغرافي←نظرية المجال الحيوي .· أو نتيجة لعجز اقتصادي ←نظرية وقف التسلح.· أو لصراع طبقي ←النظرية الماركسية .لذلك يرى توماس كون T.khun«أن المنظور لا يستلزم اتفاق أعضائه في كل الجزئيات لكي يتم جمعهم في منظور فيكفي الاتفاق في النظرة الانتولوجية للظاهرة» (يعني النظرة إلى الفواعل وطبيعة الفواعل). فكلهم يتفقون على أن طبيعة الفاعل أنه عقلاني, وان فهم سلوكه لا يستلزم تحديد السلوك وأبعاده، ولكن تحديدا المتغيرات الداخلية التي أدت إلى إصداره ،وبالتالي تحليل الظاهرة الدولية يجب أن يرتكز على تحليل المتغيرات الداخلية وليس المتغيرات الخارجية ( النظرية الواقعية ن الإستراتيجية ...) . أ ـ نماذج من النظريات اللاعقلانية:1ـ النموذج البيروقراطي:· الفواعل: هي بيروقراطيات (الكنغرس، البنتاغون، البيت الأبيض ...) و أن السلوك الخارجي هو نتيجة للمساومات التي تحدث بين هذه المؤسسات المتنافسة و هذا ما أكده *هالبرن* و *ستالين برونين* حيث اعتقد أن عملية صناعة القرار معقدة تقوم بها مجموعة من المؤسسات ذات الأهداف المتباينة فكل مؤسسة تترجم المعلومات أو تحجب بعضها .· بطبيعة الفاعل: لا يسعى إلى تغيير البيئة الخارجية بقدر ما يسعى إلى إحداث تغيير داخلي، على سبيل المثال تفوق بيروقراطية على بيروقراطية( أزمة وزارة الدفاع البيت الأبيض مع التعامل في وضع العراق) .· كـيفية التحليل: هو تحديد المؤسسات الأساسية ثم دراسة العلاقة بينها لفهم السياسة الخارجية ( هناك تنافس بين البيروقراطيات...)ب-الجانب التطبيقي: · الصراع بين المؤسسة العسكرية و المؤسسة المدنية للحكومة في الولايات المتحدة.· محاولة إحباط المؤسسة العسكرية للمؤسسة المدنية من خلال هذه الأزمة .· في تصعيد الأزمة ساهم النموذج البيروقراطي في تفسير اللحظات الأخيرة التي كادت أن تؤدي إلى انفجار الوضع، بانقطاع الاتصالات بين الغواصات و القادة في لحظة حاسمة أرادت فيها القيادة الروسية أن تلغي أمرا بإطلاق الصواريخ.2- النموذج الحكومي: · الفواعل: هي النخب المكونة للحكومة، و القرار الخارجي هو نتاج للمساومة بين النخب .· طبيعة الفاعل: أنه يسعى لتغليب بدائله على بدائل الطرف ألأخر حتى ولو كانت البدائل لا عقلانية ( خروتشوف، وباقي النخب الستالينية)· طريقة التحليل: هو فهم المساومات و تركيبة النخب السائدة داخل الدولة.لقد أراد خروتشوف بهذا القرار إبراز قوة حكومته و قدرته على خوض أزمات دولية، و ذلك لإرجاع الهيبة إلى النخبة الحاكمة خاصة ضد الستالينيين الذين اتهموها بالعجز و بالتالي تضمن بقاءها في السلطة( الهدف من هذا أن نتعرف على نماذج العقلانية و اللاعقلانية و ما هو السلوك الأقرب إلى تفسير السلوك الخارجي).هل الفواعل السياسية هادفة في سلوكها الخارجي أم أن سلوكياتها لا تعدو أن تكون انعكاس للبيئة الداخلية و النفسية.جـ- النتيجة(التركيب): كل هذه النماذج لا تعدو أن تكون جوانب مبسطة للظاهرة الدولية فيبقى السؤال الأساسي هو كيف ندمج بين النموذج العقلاني و اللاعقلاني في تحليل السلوكيات الخارجية ؟ لا يجيدنا *آليسون* عن كيفية الدمج بين هذه النماذج و يفضل التحليل في الاختيار بين تلك النماذج. غير أنه أكد أن الأعمال التي تقوم بها مدرسة الدراسات المقارنة للسياسة الخارجية لا تقدم أجوبة مقبولة في ظل الربط بين المتغيرات الداخلية والخارجية في تحليل سلوك الدول و هذا ما جاءت به فعلا دراسات *جيمس روزينو* حيث أكد أنه لا يمكن نفي العقلانية في السلوك الخارجي استنادا إلى متغيرات عقلانية كمتغيرات محددة, و متغيرات داخلية لا عقلانية كمتغيرات مساعدة, و قام بتصنيف الدول حسب العامل الجغرافي و التقدم الاقتصادي و الانفتاح السياسي إلى دول متقدمة و متخلفة, كبيرة صغيرة, مغلقة مفتوحة, و حاول تركيب المتغيرات حسب هذه الأنواع من الدول, فالدول المتخلفة الكبيرة ذات النظام المغلق كاندونيسيا على سبيل المثال نرى أن المتغيرات اللاعقلانية على رأسها المتغيرات الشخصية(الزعيم), هي المحدد للسياسة الخارجية و في هذه الحالة فدراسة شخصية الزعيم تساعد على فهم سلوك السياسة الخارجية عكس الولايات المتحدة دولة متقدمة كبيرة وذات نظام سياسي مفتوح فأول المتغيرات المحدد لسلوكها الخارجي هو نظامها الدولي وباقي المتغيرات الشخصية هي مساعدة خاصة في الأزمات التي تتخلل السلوك وليس السلوك في حد ذاته فهي لا ترقى لتصنع السلوك الخارجي, لذلك كان دراسة النموذج العقلاني في السياسة الخارجية هو مفتاح فهمها, و منه لا يمكن تعميم النموذج العقلاني واللاعقلاني على كل الدول لاختلافها, و اختلاف تأثير المتغيرات الداخلية عليها(فالنموذج إذا هو تمثيل للواقع و لا يمكن أن يكون الواقع نفسه). فلا يمكن الحديث عن بيروقراطيات في الأنظمة السياسية للدول الإفريقية أين يتحكم الزعيم و النخب العسكرية في اتخاذ القرار هذه من جهة, و من جهة أخرى قد تكون المساومة بين النخب في النموذج الحكومي أقرب إلى دول ا لعالم الثالث الذي يغيب فيها عامل الدور بمعنى الإطار القانوني وطبيعة الوظيفة التي تحكم صانع القرار وتفرض عليه سلوكا معين قد يحدد سلوكه عكس دول العالم الثالث التي قد نجد فيها شخصية الزعيم فوق الوظيفة و هذا ما يفتح المجال للمنافسة الشخصية للنخب. | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: صنع القرار 2010-01-21, 14:05 | |
| |
|
rassn عضو فعال
| موضوع: رد: صنع القرار 2010-01-21, 15:07 | |
| شكرا جزيلا مي هدا لازنو شهر باه يتقرا | |
|
bahri87
| موضوع: رد: صنع القرار 2014-10-16, 15:56 | |
| شكررررررررررررررررررااااااااا جزيـــــــــلاااااااااااا | |
|