[size=18]تعرف الخيانة بأنها «إقامة علاقة خارج إطار الزواج»، والقصص المرتبطة بتسهيل وسائل الإعلام والإنترنت للخيانة الزوجية لا تنتهي… فمع تقدم التكنولوجيا وتطور عالم الاتصالات، كان للخيانة الزوجية نصيب من هذا التطور.. ومع ظهور الإنترنت لم تتوقع أي امرأة أن تتحوّل هذه الوسيلة الإلكترونية إلى أداة سلبية في أيدي أزواجهن الذين حوّلوا الإنترنت إلى وسيلة للخيانة؛ مما أدى إلى إثارة غيرة زوجاتهم.
فجلوس الرجال لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر لمتابعة المواقع الإباحية، أو الدخول في دردشة مشبوهة.. يثير حفيظة الزوجات، وبالتالي تتحول الإنترنت بالنسبة لهن إلى عدو خطر يهدد حياتهن الزوجية.. وليس الزوج وحده المتهم بممارسة الخيانة الإلكترونية.. لكن الزوجة أيضاً في قفص الاتهام. والمشكلة أن هذه الخيانة تتحوّل إلى نوع من الإدمان كما أن العديد ممن يستخدمون هذه الوسيلة يظنون أنها ليست خيانة بالمعنى الحرفي للخيانة.
مفهوم جديد للخيانة الزوجية غير التقليدية!! إنها الخيانة التكنولوجية أو الخيانة بواسطة التكنولوجيا، هذه الطريقة التي اقتحمت حياة الشريكين دون استئذان؟ والسؤال: ما الذي حدث للعلاقة الزوجية في زمن الإنترنت والستالايت والكومبيوتر والفيديو والهاتف النقال و وسائل الإعلام التي تستهدف الغريزة دون العقل وكأنها تخاطب حيواناً لا إنساناً؟ يبدو السؤال متشعباً وسط كل هذه الفوضى التكنولوجية التي امتلكتنا بوسائلها المتعددة عقب حقبات من الكبت والتحفظ الذي ظل مرافقا لنا، حتى بدا الدخيل الجديد عبئا ثقيلا على الجميع، و لم نستغل تلك التكنولوجية في برمجة حياتنا بشكل حضاري وعصري، على العكس ربما لم نأخذ من تلك التكنولوجية إلا مخلفاتها. وإذا ما أخذنا الأسرة نموذجا سنرى كم من العائلات تفسخت وتحطمت علاقاتها وروابطها وحدث الطلاق بين الزوجين نتيجة هذا الطارئ الثقيل الجديد الذي يسمى * التكنولوجيا العصرية * ولأن السعادة الزوجية تقوم على المودة والمحبة والألفة والاجتماع بين أفراد الأسرة والحوار اليومي واللقاء كل ساعة أو دقيقة بين الرجل والمرأة وبين الأسرة بعضها مع بعض فإن ما حدث من غزو هذه الوسائل لمختلف البيوت دمر خطوط الاتصال الداخلية، وفتح خطوط الاتصالات مع العالم الخارجي، الزوج مع عشيقته والأم مع جاراتها أو خادمتها والشباب في لهو مع علاقات عابرة، والفتاة مع صديقها أو في عالم الأغاني الهابطة عبر الكليبات التي لا تجد من يضبط تصويرها وبالتالي بثها للجميع، لهذا انقطعت أواصر القربى، وتلاشت خطوط التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة الواحدة. فقد تجد ضمن الأسرة الواحدة ومع كل فرد هاتفا نقالا على الأقل يتواصلون مع بعضهم البعض كذلك عبر الرسائل الإلكترونية أو في غرف الدردشة.
أسباب الخيانة الزوجية عبر النت والنقال
لعل الوقوع في الخيانة الإلكترونية سببها الرئيس الفراغ العاطفي وضعف الإيمان والوازع الديني الذي يمنع الوقوع في هذه المخالفات فغياب هذه الضوابط وراء السقوط في الخيانة الزوجية الإلكترونية.
والخيانة الزوجية ليست مقتصرة فقط على الخيانة الجسدية كما هو معروف فثمة خيانة بصرية بواسطة المشاهد الإباحية أو اللقطات المثيرة وهناك الخيانة السمعية بواسطة التواصل الهاتفي أو الجوال وهناك الخيانة العقلية عبر الخيال والكلام والتعبير عن الشهوات والكلمات المثيرة والملاحظ إن موضة الخيانة التكنولوجية شاعت كثيرا عبر الشبكة الدولية للمعلومات وعبر الأفلام الخلاعية عبر التلفزيون في هجمة أوربية غريبة لأخلاقنا وعاداتنا والمعروف تماما إن نتائج تلك المتابعات ستكون وخيمة على الأسرة بكاملها وأكثر ضحاياها من المتزوجين ومن خلال العديد من الدراسات تشير إلى انتشار الخيانة الزوجية بأرقام مخيفة حتى في مجتمعاتنا المحافظة مما أدى إلى زيادة معدلات الإمراض النفسية وأمراض حتى جسدية.
وزيادة معدلات الطلاق والانفصال العاطفي النفسي بسبب إحباط الأزواج والزوجات من علاقة الزواج وعدم الشعور بالرضى بسبب مقارنتهم أنفسهم بما يحدث على التلفزيون أو بسبب إشعار الزوج لزوجته إنها دون الأخريات من نجمات التلفزيون والنت، فتغيب تلك العلاقة الروحية و تنقطع روابط المودة بين الشريكين.
ونتيجة الغزو المفرط لتلك الوسائل لحياتنا دونما استئذان أدى كل ذلك إلى شيوع علاقات من نوع آخر فانحسرت مجالات التعارف والتآلف في دنيا التكنولوجيا العصرية، وأصبح البديل الجديد التعارف عبر شبكات الإنترنت، أو غرف المحادثة، أو التعارف الهاتفي عبر خطوط النقال والاتصالات التلفونية، سواء بالاتصال التلفوني العشوائي ليلا وللأسف فإن هناك خيانة زوجية، أو مآسي عائلية، أو اضطرابات عاطفية رئيسية، تحدث بسبب انتشار خطوط الهاتف الإلكتروني
لماذا يلجأ المتزوجون للخيانة الزوجية عبر وسائل التكنولوجيا المتعددة؟؟
المرأة والرجل في خطين متوازيين في دائرة الخيانة الإلكترونية
يقال: بأن الرجل يتزوج بامرأة واحدة كي يهرب من سائر النساء، ثم يطارد سائر النساء لينسى تلك الواحدة، ويقول المثل الصيني: إن زوجات الآخرين هن الأفضل دائما. ويقول سليمان الحكيم: المرأة العاقلة تبني بيت زوجها والسفيهة تهدمه.
ولكي يكون الزواج سعيدا هنيا يجب أن يكون الرجل أصم والمرأة عمياء.
من خلال تلك المقولات السابقة يمكننا القول إن ثمة أسرة ما كانت تعيش بذاك الشكل وثمة رجال حافظوا على كيان أسرتهم وثمة سيدات أوصلن سفينة الأسرة لبرالأمان ولكن كثيرون آخرون يقولون عن تلك الأسر التي نجحت سابقا وليس الآن بأنه لم تكن التكنولوجيا قد وصلت إلى زمنهم القريب البعيد؟ فالرجل كان حقا أصما والمرأة عمياء في حبهما لبعضهما البعض ولتلك المؤسسة الصغيرة الجميلة التي كان اسمها أسرة ذات يوم.
الآن لماذا لا نرى تلك الحميمية في العلاقات الأسرية؟ لما تصدعت كيانات أسرية كثيرة؟ أليست التكنولوجية بمخلفاتها من صدّعت حياة الكثيرين؟ ألم تكن وبالا وثقلا فاق التصورات وأنهى علاقات زوجية كثيرة حينما باتت إحدى وسائل الخيانة الجديدة من قبل الطرفين الرجل والمرأة على السواء؟ فبالإضافة إلى المشاكل الاعتيادية المعروفة التي تؤدي للخيانة فقد ساهمت التكنولوجية الجديدة في انتشار الخيانة العاطفية.
أسباب خيانة المرأة لزوجها عبر الشبكة الدولية للاتصالات
فعن خيانة المرأة لزوجها وأسرتها عبر النت والوسائل الأخرى فمعظم تلك الخيانات تبدأ بشعور المرأة بفتور كبير في حياتها مع زوجها وستبحث بالتالي عن البديل وأسهل الوسائل كي تنفس عن رغباتها المكبوتة هي شاشة الكمبيوتر فتجلس الزوجة لساعات طويلة تترك لا بل تهمل واجباتها والتزاماتها لزوجها وبيتها وأطفالها أمام شاشة الانترنت وتبحث المرأة عما يشبع عاطفتها أو غريزتها بالعلاقات المحرمة وتبررها بغياب الزوج عن البيت بسبب ومن دونما سبب أو سفره المتكرر بحكم عمله أو هواياته التي لا تتوافق وهوايات الزوجة أو إهماله للبيت والزوجة وتدفع الأسرة غالبا فاتورة الخيانة الإلكترونية بالانفصال أو الطلاق والملاحظ إن شاشة الانترنت غزت البيوت بقوة بحيث توفر مختلف الفرص للخيانة الزوجية عبر المشاهدة أو الاستماع أو المحادثة لإشباع عاطفة محرمة، وثمة حالات طلاق كثيرة تحدث ولا يعلن الأطراف إن سبب الخيانة كان ورائها المارد الجديد ما يسمى عند الكثيرين( الشاشة الغشاشة ) أو الجوال وتعزو الكثير من الدراسات بأن النساء اللواتي مارسن الخيانة الزوجية يبررن تلك الخطيئة بأنهن يشكين الجفاف العاطفي والحرمان من الإشباع الزوجي بمفهومه الشامل وقلة اهتمام الزوج بوجودها كشريكة له في كل شيء وشعورها أنها الزوجة الثانية له بعد جهاز الكمبيوتر في البيت، فتلجأ بالتالي إلى ما يعوض ذاك النقص في حياتها عبر وسائل محرمة طبعاً.
ماذا عن خيانة الرجل الإلكترونية
عشرات الرجال يجربون العلاقات العاطفية على شبكات الإنترنت ليلا وفي غرف دردشة صوتية وعبر الصورة أيضاً. بحثا عن إشباع عاطفي افتراضي وهمي تكنولوجي سريع لم تجني سوى دماراً على الأسرة وخسارة مالية عائلية بآلاف الدولارات من جراء هذه الاتصالات الكونية التي أحدثت شرخا كبيرا من خلال الخيانة الإلكترونية، تبدأ بشعور الرجل إن زوجته لا تشبه نجمات الفيديو كليب أو سيدات الشاشة من الممثلات أو لا تقوم بواجباتها كزوجة تجاه الزوج، فيبرر لنفسه عبر تلك الأسباب بأن يجوب الفضاء الإلكتروني ويتعرف بإحدى الشقراوات أو الحمراوات ويقضي معها الساعات الطوال قد تنتهي بلقاء ومن ثم زواج سريع وطلاق أسرع لأنه زواج لم يكن مدروسا بالعقل تحكمت الغريزة وانتهت بالتالي بالانفصال لأن الزوجة اكتشفت خيانته فيخسر الاثنتين ويكون أيضا قد صرف الكثير من أمواله لإشباع تلك الغريزة الافتراضية.
هل من حلول
يبقى الحل الأمثل في إيصال الأسرة إلى بر الأمان من قبل الرجل والمرأة على السواء، الشعور بقدسية العلاقة الزوجية وتقديم التضحية والتنازلات والصمود أمام كل العوائق التي تودي بالعلاقة الزوجية إلى حافة الانهيار والوعي تماماً بإيجابيات وسلبيات التكنولوجيا بمختلف أنواعها.[/size]