قبل اليوم كنا نتظر العيد بلهفة وشوق كبيرين نلبس فيه الجديد ونذبح فيه الاضاحي ونستغله فرصة لنبذ الخلافات ونجعل منه فضاءا للتصالح والتسامح بين كل الناس يتحججون فيه بمصافحة اليد وخلاء القلب من كل حقد
يتهافت المصليين من اهل بلدتي الى مكان واحد يجمعهم لاداء صلاة العيد المميزة جدا خاصة عند الاطفال
يتقدم الامام الى المنبر بعد التهليل والتكبير والتسبيح الطويل الذي يشارك فيه كل الناس سرا وعلانية بخطبتين هما عصارة فكره في بعث روح التسامح بين المسلمين المصلين فتتعانق الناس بعضهها البعض بدلا من المصافحة الجافة ويبحث المتخاصمون عن بعضهم البعض للظفر بالسبق بفعل ما جاء في خطبة العيد من وعد بالجنة ووعيد من النار .
ولكن وللاسف اليوم صار العيد فرصة لاعلان الولاء من فوق منابر بيوت الرحمان ولكن ليس للرحمان بل لعباد الرحمان الذين لا حول لهم ولاقوة امام رب العباد فقد ضاعت من خطب العيد في بلدتي المواعظ والماثر والتهليل والتكبير وحل محله السعي وراء رضاء اصحاب القرار لعلهم يرضون عنهم فيغيروا تصنيف القرار .فاعلنوها صراحة انه حق لنا معصية رب العباد اذا كانت في رضا اولي امر العباد .