الحمد لله الذي نصب على الحق والسنة أعلاماً ومنارات يهتدي بها من أراد الوصول إليها ومن سبق في علم الله وقدره له الهداية إلى سلوكها والثبات عليها .
والصلاة والسلام على من بعثه الله للعالمين بشيراً ونذيراً وفرض على الناس طاعته واتباع هديه وسنته وتقديمها على سائر الأقوال والمذاهب كائناً من كان قائلها .
أما بعد، فإن الدعاء شأنه عظيم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( الدعاء هو العبادة )) وتصديق ذلك في كتاب الله في مثل قوله تعالى (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )).
وهذا يعم نوعي الدعاء، دعاء المسألة والطلب، ودعاء الثناء والحمد .
وفي القران والسنة أدعية كثيرة تجل عن الحصر، وكلها من جوامع الدعاء التي كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وغيرهم من الصالحين يسألون بها حاجاتهم ويرغبون بها إلى الله .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك )) رواه أبو داود [ح 1482] .
وللدعاء آداب ينبغي للداعي معرفتها وامتثالها حتى لا يقع في مخالفة السنة وربما أثم في دعائه، كما قد يأثم العابد في عباداته الأخرى إذا أتى بها على غير الوجه الشرعي .