** الجار**
...كم كانت الحياة جميلة حين كنا نتقاسم سعادتنا وأحزاننا مع الاخرين... لا نطبخ طعام الا وكان للجار نصيب فيه... لايصيب دلك الجار من هم أوغم الا واقتسمناه معه نخفف عنه ونواسيه...لا تحل مناسبة سعيدة الا وتبادلنا الهدايا.... عرضنا واحد... أفراحنا واحدة ...وأحزاننا واحدة...
بالتأكيد أنا أتكلم عن الماضي أما حاضرنا فالله المستعان -الا من رحم ربي- الى درجة أصبح الواحد منا لا يعرف حتى إسم جاره رغم إلتصاق الديار!! رغم أننا مسلمون وديننا يوصينا بالجار.
قال الله سبحانه: { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبدي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب..} النساء 36
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ضننت أنه سيورثه}
وقال { المؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر السوء، والدي نفسي بيده لا يؤمن عبد لا يأمن جاره بوائقه}
ولننظر في حال هذا الجار:
أغض طرفي ما بدت لي جارتي** حتى يواري جارتي مأواها
و المثل الشعبي يقول: الجار قبل الدار
عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يا أبا ذر اذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك }. صحيح مسلم
...أما لسان حالنا فيقول أن الكثير منا حتى وان أخد السوق كله الى بيته لا يتذكر جاره ولو بالشيء اليسير ...يعلم فاقة جاره دون ان يساعده ...بل يرمي مازاد عن حاجته من الطعام وجاره ربما لايملك قوت يومه!! بل وصل الامر الى حد التفاخر برزق الله على جيرانه !!!
و هذا حال جار آخر:
يلومونني ان بعت بالرخص منزلي** ولم يعلموا جارا هناك ينغص
فقلت لهم: كفوا الملام فإنما ** بجيرانها تغلوا الديار وترخص
عن عياض قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد}
قال أحد الصالحين:
الفواقر في ثلاث: جار سوء في دار مقام ادا رأى حسنة سترها وإدا رأى سيئة أداعها، وامرأة سوء ادا دخلت لسنتك وان غبت عنها لم تأمنها، وسلطان جائر ان أحسنت لم يحمدك وان أسأت قتلك
واختم بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: { لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى أخاك بوجه طلق}.
سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم