عمي عمر(الطبيب)..الراحل في صمت كما عاش

أعرف أن الموت حق، وكلنا سنموت، لكن لحظة الفراق صعبة، بل هى أصعب لحظات الحياة، ولا يوجد أصعب منها سوى أن تكتب فى رثاء بطل من أبطال بلدتنا، هذاالبطل المغوار والإنسان الطيب الهادئ، والمجاهد الذى لم يأخذ حقه لا في حياته ولا في مماته هو عمي عمر لكحل المدعو عمر الطبيب.
الاكيد ان معظم شباب بلدتنا لا يعرفونه..
عمي عمر انتقل الى جوار ربه يوم الجمعة14اكتوبر2011وقد وري التراب بالجزائر العاصمة
كان من الرعيل الاول الذي التحق بالثورة التحريرية،عمل كمسبل وكان القلب النابض والعين المبصرة والمدعم للمجاهدين لوجيستيكيا
يروى انه كان يسب في الكثير من الاحيان من طرف بعض السكان عندما يقصدهم لتوفير المؤونة..لكنه كان يضحك ولا يكل ولا يمل
وعندما علم المستعمر بأمره التحق بإخوانه في الجبل اين لقب بالطبيب نظرا لحنانه وسهره على اخوانه وكأنهم في عيادة طبيب
بعد الاستقلال استقر في العاصمة لكنه لم ينقطع عن ملوزة وبقي يزورها بصفة مستمرة
رحل عمي عمرعن الدنيا يوم الجمعة بعد صراع قصير مع المرض،حرص على إخفائه عن الناس ومارس حياته بشكل عادى حتى وقع خبر وفاته عاصفا علينا، فلم نعرف بمرضه حتى توفاه الله
رحل صاحب "القلب الحنون" المهموم بملوزة بوطنه وناسه، وترك وطنه وملوزة على أشد من الجمر.. وداعا ايها البطل الكبير يامن قدمت الكثير والكثير واخترت ان تعيش في صمت و الرحيل بهدوء.. لكن خبر رحيلك لم يكن هادئا أبدا بل أليما وقاسيا جدا.
انا لله وانا اليه راجعون...اللهم اكتبه في زمرة النبيئين والشهداء والصديقين

اللهم اكتبه في زمرة النبيئين والشهداء والصديقين

الله يرحمو ويوسع عليه

الله يرحمك ياعمي عمر الطبيب رحمك الله واسكنك فسيح جناته

اللهم أجعله من أهل الجنة يا كريم

في كل مرة ينطفا من دربنا قنديل و تزداد الطريقة ظلمة ووحشة رحل عمي عبد الرحمان بوشاكر و رحل عمي عبد الرحمان يمين و رحل عمي عبد الرحمان بختي ورحل عمي عمر و الكثير قبلهم رحلوا واخذوا معهم نورا مشعا نحتاجه وابناءنا في درب هذه الحياة الصعبة لكن هل هم من بخلوا عنا ام نحن تخاذل عن تقلد وسام البطولة و شهادة التاريخ .
رحم الله عمي عمر ومن سبقوه و اسكنه واياهم فسيح الجنان