بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .. أما بعد،
فإن من المحن العظيمة التي ألمت بأمة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم محنة التهجم على سنته الشريفة .. وإن المشككين في سنته صلى الله عليه وآله وسلم لا يزالون يبذلون جهدهم ويجلبون بخيلهم ورجلهم يحاولون دك هذا الصرح العظيم .. وهيهات هيهات. فإن الله تعالى قد تكفل بحفظ دينه وإتمام نوره.
وقد أخذ هذا الهجوم أشكالاً متعددة وصوراً متفرقة .. فمنها الهجوم على حجية السنة بأكملها .. ومنها الهجوم على الصحيحين خاصة .. ومنها رد أخبار الآحاد في العلميات .. ومنها رد بعضها بحجة مخالفته ظاهر القرآن .. وأدنى تلك الصور وأرذلها رد السنة بحجة مخالفتها العقل والمنطق.
ومن تلك الهجمات، هجمات الصوفية والأشعرية المعاصرون وتتابعهم تتراً في رد حديث "أبي وأباك في النار" بحجة مخالفته لظاهر القرآن في الآيات:
" وَمَا آَتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ " (سبأ-44)
وقوله تعالى: " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ " (السجدة - 3)
وقوله تعالى: " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " (الإسراء – من الآية 15)
وفي بحثي المختصر هذا الذي أرجو الله تعالى أن يوفقني فيه أدرس الحديث دراسة حديثية نقدية بجمع طرقه وكلام أئمة أهل العلم فيه وبيان أن الحديث لا يتعارض مع الآيات المذكورة آنفاً، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي .. وعلى الله توكلت وهو رب العرش العظيم.
وكتب: أبو محمود بن أحمد الراضي
الخامس من ذي الحجة من عام 1427 من الهجرة