كان شيخ كبير يعيش مع اولاده و زوجاتهم يلتجا الى غرفة متواضعة يدخلها الريح من كل جانب لا فراش ولا غطاء ولا طعام يليق بمن اخذت منه الدنيا وقتا طويلا و الى هذا كله يا اخي المجنون كان اولاده كل صباح يجبرونه على الخروج الى الغابة لكي يرعى بالغنم ويهتم بشؤون الفلاحة وكل الاعمال الصعبة و هم في راحة فياخذ في جعبته قليل من الخبز و الماء لا غير و يتجه نحو الغابة حيث المرعى فياخذ وقته في الدعاء على اولاده من شدة قهرهم له و في كل يوم تزداد قسوتهم عليه وفي يوم من الايام يا اخي المجنون يالي رايح جننا معاك خرج هذا الشيخ كالعادة و عند وصوله جلس في مكان يراقب فيه نعاجه وهو يدعواعليهم فوقف على راسه رجل مخاطبا على من تدعوا ايها الراعي قال له على اولادي قال له و لمذا فقص عليه القصص و اخبره بمعاناته التي تتزايد وقال له في اخر كلامه الا ان ربي لم يستجيب لي وانا الاب الوالد فرد عنه الشيخ دعوت لهم بالسوء فهم في سوء عقوق الوالدين ولا خير هم فيه ولا انت ايضا فان دعوت بشئ رددت الملائكة وراءك ولك مثله اما ان دعوت لهم بخير فقد نجوت و انجيت
فغير الشيخ من ساعتها لغة الدعاء فصار يقول اللهم انر بصيرة اولادي و زوجاتهم وعيالهم ووفقهم الى الخير وصالح الاعمال وارزقهم رزقا حسنا واجعلهم مسلمين وفي المسا ء اجتمعت النعاج دون عناء و اتجهوا نحو البيت فدخل الشيخ غرفته فتغير فيها الفراش والغطاء فوضعت بين يديه القهوة و قدم له احسن عشاء وفي الصباح قام الشيخ كعادته لكي يرعى بالغنم فقال له احد ابناءه انا اليوم من ينوبك و في الغد جاء الثاني وقال له انا اليوم من ينوبك حتى صارت كل الاعمال مداولة بين ابناءه و عاش الشيخ محل اهتمام الابناء والنساء و اولادهم
القصة رائعة اخي المجنون و القصيدة اروع من استاذنا الفاضل براح محمد لكن لن تبلل الشهادة و ستبقى لها هبة وقداسة ان احتقرها الجهلة او قزمتها الادارة وايضا لن ادعواعليهم لا بزلزال و لاطوفان ولاجراد ولا دم ولا قمل لانهم من امة محمد وهم يستغفرون انما ادعوا لهم بهداية